العميد فارس الكندي: انهيار الوضع الاقتصادي باليمن بسبب المليشيات الحوثية
أكد العميد فارس الكندي بإدارة التوجية المعنوي بوزارة الداخلية اليمنية في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف أن الوضع في اليمن لا يزال معقداً من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، حيث يعاني اليمن من أزمة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم منذ بدء الصراع في 2014. مشيرا الى ان الحوثيين الارهابيين دمرو بنية البلاد الاقتصادية، وتراجع النظام الصحي، فضلاً عن تعطيل أنظمة التعليم وارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة. ومع ذلك، برزت مؤخراً بعض المؤشرات الإيجابية التي يمكن أن تشكل أساساً لحل سياسي مستدام، الأمر الذي يجعل الوضع أكثر تعقيداً وتفاؤلاً في آنٍ معاً.
وأوضح ان الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه اليمن من انهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية. الاعتماد المتزايد على المساعدات الإنسانية يجعل البلاد غير قادرة على تحقيق النمو الذاتي أو تنمية قطاعات حيوية، مثل الزراعة والصناعة. وبسبب الانقسام في إدارة الموارد بين حكومة الشرعية والحوثيين، تجد المؤسسات المالية نفسها غير قادرة على الاستجابة بشكل متكافئ للاحتياجات الاقتصادية للمناطق المتعددة.
وقال ان عملة الريال اليمني شهدت تدهوراً شديداً، حيث تأثرت قيمته بشكل كبير نتيجة لانخفاض الاحتياطات من العملة الصعبة، وتباطؤ النشاط الاقتصادي. هذا التدهور أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات التضخم، وبالتالي تدهورت القدرة الشرائية للسكان، وزادت معاناتهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والأدوية.
مشيرا الى ان بعض المؤشرات الإيجابية المحدودة، منها محاولات بعض المؤسسات الدولية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي من خلال المساعدات المالية وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية. كما ظهرت مبادرات محلية ودولية لتحفيز القطاع الخاص المحلي، مثل دعم المشروعات الصغيرة، وإعادة بناء سلاسل التوريد المحلية التي تأثرت بفعل الصراع.
واكد ان الأزمة اليمنية تشهد جموداً، حيث ان المليشيات الحوثية تعطيل عملية التفاوض و الحوار على السلام.
واشار انه من على الرغم من حالة الجمود السياسي، إلا أن هناك إشارات إيجابية تدل على احتمالية وجود نية لخفض التصعيد وفتح الحوار بين الأطراف المتناحرة. في العام الماضي، شهدنا محاولات عدة لفتح قنوات حوار بوساطة الأمم المتحدة ومصر، أبرزها المحادثات التي جرت في سلطنة عمان، والتي تسعى لتقريب وجهات النظر وتهيئة الأجواء للسلام. كما أن تراجع وتيرة العمليات العسكرية مؤخراً يشير إلى وجود إرادة سياسية لإيجاد حلول.
وقال فارس ان الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني من أزمة إنسانية واقتصادية، وضغوط دولية متزايدة، يدفع الأطراف المتناحرة إلى البحث عن حلول سياسية. ووسط هذا، هناك بوادر قد تسهم في حل الأزمة، منها الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الأمم المتحدة والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تدفع هذه الدول نحو وقف إطلاق النار بشكل دائم والدخول في مفاوضات شاملة تتناول جذور الأزمة.
واوضح بعض الجهات الأممية أعلنت عن تخصيص موارد إضافية للمساعدات الإنسانية، التي تعتبر خطوة مهمة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وبناء الثقة بين الأطراف المتناحرة. كما أن ظهور بوادر لانفراج اقتصادي، مثل استقرار سعر الصرف في بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية وعودة بعض الأنشطة الاقتصادية، يعطي بارقة أمل في تحقيق استقرار اقتصادي مستقبلي.
رغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة. من أبرزها انعدام الثقة بين الأطراف، والانقسامات الداخلية في كل من حكومة الشرعية والحوثيين، مما يعقد مسار الحوار. كما أن دور القوى الإقليمية والدولية يزيد من تعقيد الوضع، إذ لكل منها مصالح مختلفة تسعى لتحقيقها في اليمن.
وإضافةً إلى ذلك، يبقى الوضع الأمني في اليمن هشاً، حيث لا يزال العديد من الجماعات المسلحة المحلية، إلى جانب القاعدة وداعش، يمثلون تهديدات للأمن والاستقرار. لذا، فإن أي تسوية سياسية ينبغي أن تتعامل مع هذه التهديدات بشكل جدي، من خلال إشراك كافة الأطراف اليمنية في العملية السياسية، ووضع آليات لضبط الأمن والاستقرار.
واشار انه رغم كل الصعوبات التي يواجهها اليمن، فإن هناك أمل في التوصل إلى حل سياسي شامل يمكن أن ينهي معاناة الشعب اليمني. التحولات الأخيرة على الساحة الإقليمية والدولية، وتراجع العمليات العسكرية، وبداية الجهود الدبلوماسية، كلها مؤشرات إيجابية على إمكانية وضع نهاية لهذا الصراع المدمر. إن استمرار هذه الجهود وتكثيفها من خلال دعم المجتمع الدولي يمكن أن يسهم في بناء مستقبل مستقر وآمن لليمن، وتجاوز الأزمات الإنسانية والاقتصادية والسياسية التي عصفت به على مدى السنوات العشر الماضية



