عاجل
الأربعاء 10 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

وصفُ بلاد آزانيا العربية على الساحل الأفريقي في المصادر التاريخية

أرشيفية
أرشيفية

  نرصد في هذه المقال ما ورد في المصادر اليونانية عن عن تلك البلاد التي اشتهرت قديما باسم بلاد آزانيا Azania Land of، كما نحاول التعرف على وصف تلك البلاد القديمة، والعادات والتقاليد التي كانت قد ذاعت بين السكان المحليين في هذه البلاد منذ القدم. ولأن سواحل شرق افريقيا كانت من المقاصد التجارية المهمة للشعوب اليونانية والرومانية، من ثمة كان الملاحون الإغريق كثيرا ما يزورون تلك البلاد، نظرا لشهرتها بالسلع التي كانوا يحتاجون إليها، ولهذا أطلقوا عليها تسمية "أروما تياريبو"، وهي تسمية تعني بلاد العطور، أو إقليم العطور . 



   لاشك أنها تسمية تشير لمدى شهورة هذه البلاد بالعطور والتوابل.  ويتحدث الجغرافي المعروف استرابون عن بلاد الساحل الأفريقي، وعادات الساكان في هذه البلاد، كما أنه يتحدث عن بعض العادات الخاصة بالدفن والجنائز في هذه البلاد، كما أنه يصف لنا الطرق التي كان السكان المحليون يستخدمونها لدفن موتاهم لاسيما لدى سكان ساحل الصومال، ومن المعتقد أن العديد من تلك العادات والتقاليد القديمة الخاصة بالدفن والجنازات لاتزال تستخدم في هذه البلاد حتى اليوم. 

إبان القرن الأول الميلادي زار أحد التجار الرومان، وكان اسمه التاجر أريتيوس، حيث ذهب إلى سواحل شرق أفريقيا والبحر الأحمر في حوالي سنة 85م، ولقد وصف هذا التاجر عادات بعض القبائل الصومالية، وكان احداها اسمها قبيلة أواليتاي، ومن المعتقد أنها ربما تكون قبيلة صومالية اسمها حبراوي . من المعلوم أن المؤرخ الشهير بليني الكبيرElder Pliny  كان أول من تحدث من المؤرخين القدامى عن بلاد آزانيا في القرن الأول الميلادي، ثم ورد ذكر هذه البلاد بتلك التسمية بعد ذلك في كتاب الطواف (حول البحر الإريتري) Perpilus ، وهو الذي كتبه أحد التجار المجهولين، وكان هذا التاجر من أهل مصر، ولقد تحدث عن التجارة في بلاد آزانيا (أي ساحل شرق أفريقيا)، وكذلك يتحدث عن التجارة في بلاد الهند . 

ثم أعطانا كلاوديوس بطليموسClaudia Ptolmey  في حوالي القرن الثالث الميلادي مزيدا من الأخبار عن هذه البلاد، وقد أخذ بطليموس معلوماته من التجار الذين زاروا تلك البلاد . ولقد أعد بطليموس الجغرافي خريطة مهمة عن سواحل القارة الأفريقية منذ أيامه، ولقد أشار فيها إلى موضع بلاد آزانيا .

 

ولقد افترض بطليموس الجغرافي في كتاباته أن امتداد آراضي هذه البلاد كان يمكن أن يصل حتى مناطق البحيرات العظمى وآراضي دولة موزمبيق . كما أمدنا بمزيد من الأخبار حول هذه البلاد الكاتب كوزماس Cosmas في القرن 6 الميلادي، وقد استخدم كوزماس في كتاباته مصطلح زينجيون Zingion  . ويرى المؤلف أن لفظ زينجيون السابق هو على الراجح الذي اشتق منه لفظ الزنج، وبلاد الزنج، وربما أخذ الفرس تسمية الزنج من تلك التسمية الآنفة.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز