تناولنا في المقال السابق الاستثمارات العربية في الرياضة العالمية، وفي هذا المقال سوف نتناول كيفية الاستفادة من هذه الأندية العالمية في جميع المجالات.
فالاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية، مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان ونيوكاسل يونايتد، وغيرها من الأندية الكبرى، تعود بالنفع على الدول العربية بعدة طرق، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية. هذه الاستثمارات تحمل العديد من الفوائد التي تمتد إلى مجالات مختلفة، وسنقوم بتوضيح أبرز هذه الفوائد:
1. التأثير الاقتصادي الاستثمار في الأندية الأوروبية يُعد مصدرًا مهمًا للإيرادات والفرص الاقتصادية للدول العربية. يعود هذا بالنفع بعدة طرق:
أ. زيادة العوائد المالية - زيادة العوائد من حقوق البث: الأندية الكبرى في أوروبا تحصل على عائدات ضخمة من حقوق البث التلفزيوني الخاصة بمبارياتها. عندما تملك دولة عربية نادٍ كبير، يمكنها الاستفادة من هذه العوائد المالية عبر زيادة القيمة التجارية للنادي الذي تملكه. - الاستثمار في البنية التحتية: الأندية الأوروبية التي تم شراءها من مستثمرين عرب شهدت استثمارات ضخمة في *البنية التحتية (مثل تجديد الملاعب، تطوير الأكاديميات، تعزيز الفرق باللاعبين والمدربين المميزين)، مما يساهم في خلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي. ب. تطوير السياحة جذب السياح والمستثمرين: الأندية الكبرى التي تملكها دول عربية مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي تجذب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
الحضور في المباريات والفعاليات الرياضية الكبرى يعزز *القطاع السياحي، حيث يُسهم مشجعو الأندية في زيادة حركة السياحة الرياضية إلى البلدان التي تستثمر فيها هذه الأندية. - الترويج للوجهات السياحية: من خلال هذه الاستثمارات، يمكن للدول العربية استخدام الأندية كوسيلة لترويج الوجهات السياحية في بلدانهم. على سبيل المثال، يمكن للأندية المملوكة لدول خليجية مثل مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان تنظيم جولات ترويجية وإعلانات للسياحة في دولهم.
ج. تعزيز الاستثمارات الاقتصادية في الرياضة - دعم صناعة الرياضة: يمكن أن تسهم هذه الاستثمارات في تعزيز صناعة الرياضة في الدول العربية نفسها، حيث تزداد الفرص لزيادة الإنفاق على البنية التحتية الرياضية وتنظيم البطولات الرياضية الدولية.
- الشركات الراعية: الاستثمارات الكبيرة في الأندية الأوروبية قد تشجع الشركات العربية على الاستثمار في الرياضة، سواء من خلال رعاية الأندية أو تنظيم الفعاليات الكبرى مثل المنتديات الرياضية أو المباريات الودية.
2. التأثير السياسي والدبلوماسي الاستثمار في الأندية الأوروبية يعزز النفوذ السياسي والدبلوماسي للدول العربية في العالم، ويُعد وسيلة فعالة في تعزيز الصورة العامة للدول العربية على الساحة الدولية.
أ. تعزيز النفوذ السياس الدبلوماسية الرياضية: من خلال استثمارات في أندية رياضية عالمية، يمكن للدول العربية تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع دول أخرى. الرياضة تُعد أداة دبلوماسية قوية، حيث يمكن استخدامها كوسيلة للتقارب بين الشعوب والدول. - دور مؤثر في كرة القدم العالمية: تُمكّن الاستثمارات العربية هذه الدول من أن تصبح أطرافًا مؤثرة في اتحادات كرة القدم الدولية*، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وهو ما يساهم في *تقوية العلاقات السياسية* بين الدول العربية والدول الأوروبية.
ب. تحسين العلاقات مع الغرب - إظهار التقدم والتطوير: عبر الاستثمار في الأندية الأوروبية، يمكن للدول العربية أن تُظهر للعالم التقدم الذي تحققه في مجالات مثل الرياضة، الاقتصاد، والتكنولوجيا، مما يعزز صورتها في نظر الغرب. هذه الاستثمارات تُعتبر خطوة نحو الاندماج في المجتمع الدولي، خاصة في مجالات غير مرتبطة مباشرة بالسياسة.
3. التأثير الثقافي والإعلامي الاستثمار في الأندية الأوروبية يتيح للدول العربية تأثيرًا كبيرًا في المجال الإعلامي والثقافي:
أ. ترويج الثقافة العربية
الظهور الثقافي على الساحة العالمية: الأندية الأوروبية الكبرى التي تملكها دول عربية تعتبر منصة عالمية لترويج الثقافة العربية. من خلال هذه الأندية، يمكن للدول العربية نشر ثقافتها وقِيَمها في جميع أنحاء العالم. التواصل مع الجمهور العالمي: من خلال الاستثمارات الرياضية، يمكن للدول العربية التواصل مع جمهور عالمي ضخم، مما يزيد من الوعي الثقافي والاهتمام بالمنطقة العربية. على سبيل المثال، يمكن أن تُستخدم المباريات والفعاليات الرياضية كفرص للتعريف بالثقافة والضيافة العربية.
ب. الظهور الإعلامي - زيادة الظهور الإعلامي: الأندية المملوكة لدول عربية تحقق الظهور الإعلامي الكبير على مستوى القنوات الرياضية العالمية. يُسهم هذا في تعزيز الصورة الإيجابية للعالم العربي في وسائل الإعلام الدولية. - التسويق العالمي: من خلال الاستثمار في هذه الأندية، يمكن للدول العربية استخدام العلامات التجارية للأندية كجزء من استراتيجيات التسويق لزيادة الوعي بالمنطقة العربية وثقافتها في الأسواق العالمية.
4. التأثير الاجتماعي
الاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية تساهم أيضًا في الجانب الاجتماعي، حيث تعزز من الترابط الاجتماعي على المستويين المحلي والدولي:
أ. تعزيز الرياضة في المجتمعات العربية - نقل المعرفة والتكنولوجيا: عبر الاستثمارات في الأندية الأوروبية، يمكن للدول العربية الاستفادة من التكنولوجيا والاستراتيجيات الإدارية المتقدمة في كرة القدم لتطوير الرياضة المحلية في دولهم. هذه المعرفة يمكن أن تساعد في تطوير الأندية المحلية والمشاركة في بطولات دولية. رعاية وتطوير المواهب الرياضية: الاستثمار في الأندية الأوروبية يعزز *تطوير الرياضة في الدول العربية من خلال توفير فرص تدريبية ورعاية للمواهب في المنطقة.
ب. تعزيز العلاقات بين الشعوب - التقارب بين الثقافات: الرياضة هي لغة مشتركة بين الشعوب، ومن خلال استثمارات الأندية الأوروبية، يمكن للدول العربية تقوية العلاقات مع الثقافات الأخرى، مما يعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب. يا سادة الاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية تحمل العديد من الفوائد التي تمتد إلى الاقتصاد، الدبلوماسية، الثقافة، والرياضة. من خلال هذه الاستثمارات، يمكن للدول العربية: - تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة. - تعزيز النفوذ السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية. - الترويج للثقافة العربية عبر منصات رياضية عالمية. - تطوير الرياضة المحلية وتعزيز التعاون الدولي.
باختصار، هذه الاستثمارات لا تقتصر على المكاسب المالية فحسب، بل تساعد في تعزيز الصورة الإيجابية للدول العربية في العالم، مما يساهم في تقوية دورها في الساحة الرياضية والدولية.



