السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

م. إيهاب محمود يكتب: قراءة شاملة لثورة 25 يناير ودور الدولة والقيادة السياسية في إعادة بناء الوطن

م/ إيهاب محمود
م/ إيهاب محمود

في لقاء خاص مع المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي وحديثه عن ثورة 25 يناير التي مثلت لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث. تناول اللقاء رؤيته الاقتصادية والاجتماعية حول ما أحدثته الثورة من تغييرات وتحديات، ودور أجهزة الدولة المختلفة، من الجيش والشرطة إلى الشعب المصري، في استعادة الاستقرار، وصولًا إلى الجهود التي قادتها القيادة السياسية، متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق التنمية الشاملة وإعادة بناء الوطن.

 

ثورة 25 يناير.. تطلعات وآمال وسط تحديات جمة

استهل المهندس إيهاب محمود حديثه بالإشادة بالروح التي صاحبت ثورة 25 يناير، واصفًا إياها بلحظة تاريخية عبّر فيها المصريون عن تطلعاتهم نحو حياة أفضل، تغلب عليها قيم الحرية والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك، أشار إلى أن الثورة أدخلت البلاد في مرحلة حرجة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

 

وأوضح قائلاً: "الثورة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الرغبة في التغيير، لكنها أيضًا كشفت عن تحديات كبيرة. الاقتصاد المصري تعرض لضغوط غير مسبوقة، شملت انخفاض معدلات النمو، تراجع الاحتياطيات الأجنبية، تعطل حركة الاستثمار، وارتفاع معدلات البطالة".

 

وأضاف: "ما حدث عقب الثورة كان اختبارًا حقيقيًا لقدرة مؤسسات الدولة على الصمود، حيث واجهنا ظروفًا معقدة تطلبت تضافر كافة الجهود من أجل الحفاظ على كيان الدولة".

 

دور الجيش والشرطة.. صمام الأمان للوطن

تطرق الخبير الاقتصادي إلى الدور الحاسم الذي لعبته القوات المسلحة المصرية في حماية مؤسسات الدولة خلال المرحلة الانتقالية، قائلاً: "الجيش المصري لم يكن مجرد حامي حدود، بل كان الدرع الذي منع انهيار الدولة في وقت عصيب. قاد بمهارة المرحلة الانتقالية، مع الحفاظ على هيبة المؤسسات وضمان استمرار عملها".

 

كما أثنى على دور جهاز الشرطة في مواجهة الأوضاع الأمنية المضطربة التي أعقبت الثورة، مؤكدًا أن رجال الشرطة أثبتوا تفانيهم في حماية أمن الوطن والمواطنين، رغم التحديات الكبيرة.

 

وفي هذا السياق، نوّه بالدور الشعبي قائلاً: "الشعب المصري كان الظهير الحقيقي للدولة، لم يفقد الأمل في وطنه، وأظهر وعيًا كبيرًا في دعمه لمؤسسات الدولة والالتفاف حولها في لحظات الحسم."

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي.. قائد مرحلة البناء والتنمية

أكد المهندس إيهاب محمود أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم كان نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر الحديث، حيث استطاع أن يقود البلاد برؤية استراتيجية واضحة نحو استعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة.

 

وقال: "منذ اللحظة الأولى، وضع الرئيس السيسي ملفات الإصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة على رأس أولوياته. ورغم أن الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة كانت صعبة وشهدت بعض التحديات، إلا أنها كانت ضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار وإعادة هيكلته ليكون قادرًا على مواجهة التحديات".

 

وأشار إلى المشروعات القومية الكبرى التي أطلقتها الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي، مثل مشروع قناة السويس الجديدة، المدن الذكية، شبكة الطرق العملاقة، ومبادرة "حياة كريمة" التي تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين في الريف المصري. وأضاف: "هذه المشروعات لم تكن مجرد استثمارات اقتصادية، بل كانت رسالة للعالم بأن مصر قادرة على النهوض والمنافسة إقليميًا ودوليًا."

 

الاقتصاد المصري بين التحديات والفرص

 

تحدث المهندس إيهاب محمود عن أهمية الاستمرار في تعزيز بيئة الاستثمار في مصر، مشددًا على أن الجهود الإصلاحية التي بُذلت خلال السنوات الماضية أسهمت في تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، وزيادة جاذبية السوق المصرية أمام المستثمرين.

 

وقال: "الاقتصاد المصري يمتلك مقومات كبيرة للنمو، لكن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب التركيز على قطاعات رئيسية مثل التعليم، الصحة، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة. كما أن تحسين مناخ الاستثمار، وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين، سيكونان عاملين حاسمين في تحقيق معدلات نمو أعلى".

 

وأضاف: "رغم الأزمات العالمية التي أثرت على الاقتصادات الكبرى، تمكنت مصر من الحفاظ على استقرارها الاقتصادي بفضل الإصلاحات الجريئة والرؤية الواضحة للقيادة السياسية".

 

رسالة أمل للمستقبل

اختتم المهندس إيهاب محمود حديثه برسالة تفاؤل، قائلاً: "اليوم، تقف مصر على أرض صلبة، مستعدة لمواجهة تحديات المستقبل. نجاحنا كدولة يعتمد على الاستمرار في العمل الجاد، تعزيز وحدة الصف الوطني، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة لتحقيق رفاهية الشعب المصري".

 

وأضاف: "بفضل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، وتضافر جهود الجيش والشرطة والشعب، يمكننا أن نبني وطنًا يليق بتاريخ مصر العريق، ويضمن لأجيالنا القادمة مستقبلًا مشرقًا".

 

بهذا الحديث، يتضح جليًا أن ثورة 25 يناير كانت بداية لمسار مليء بالتحديات، لكنه أيضًا كان نقطة انطلاق نحو مرحلة من البناء والتنمية قادتها الدولة المصرية بحكمة ورؤية استراتيجية، لتعيد لمصر مكانتها بين الأمم.

 

تسجيلي

 

تم نسخ الرابط