إيمان ممتاز تكتب: علّم طفلك القراءة لتمنحه قوة المعرفة
تُعدُّ القراءة من أهم المهارات الأساسية التي يجب تنميتها لدى الأطفال منذ سن مبكرة، نظرًا لتأثيرها على نموهم العقلي واللغوي والاجتماعي. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يُقرأ لهم بانتظام يتمتعون بمفردات أوسع، ومهارات لغوية أقوى، وقدرة أعلى على التركيز والانتباه. بالإضافة إلى ذلك، تسهم القراءة في تعزيز خيالهم وإبداعهم، وتطوير مهارات التفكير التحليلي وحل المشكلات.
القراءة للأطفال منذ الصغر تُحفّز الفضول والخيال لديهم، وتقوي ذاكرتهم، وتُعرّفهم على مفاهيم وكلمات جديدة. كما تُنمّي لديهم مهارة الاستماع، وهي مهارة أساسية يحتاجونها عند الالتحاق بالمدرسة والتفاعل مع المجتمع.
تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن الأطفال الذين يقرأون بكفاءة في الصف الثالث الابتدائي يحققون نتائج دراسية أعلى وفرصًا وظيفية أفضل في المستقبل.
كما تُعزّز القراءة المشتركة بين الوالدين والأطفال الروابط الأسرية، وتوفر فرصًا للنقاش والتفاعل، مما يدعم التطور الاجتماعي والعاطفي للطفل.
تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يُقرأ لهم بانتظام قبل سن المدرسة يمتلكون مهارات قراءة وكتابة أفضل عند دخولهم المدرسة، مما ينعكس إيجابًا على تحصيلهم الأكاديمي. فالقراءة المبكرة تُعزّز الاستعداد المدرسي، وتُسهّل عملية التعلم، وتُقلّل من احتمالية مواجهة صعوبات تعليمية في المراحل اللاحقة.
مع انتشار التكنولوجيا والأجهزة الرقمية، يواجه الأطفال اليوم العديد من المشتتات التي قد تؤثر على اهتمامهم بالقراءة. لذا، من المهم أن يحرص الآباء على تخصيص وقت يومي للقراءة مع أطفالهم، واختيار كتب جذابة تتناسب مع اهتماماتهم، واستخدام الوسائل التكنولوجية بحكمة لدعم وتعزيز حب القراءة.
إن الاستثمار في تنمية عادة القراءة لدى الأطفال يُعَدُّ استثمارًا في مستقبلهم. فالقراءة تفتح أمامهم آفاقًا واسعة من المعرفة، وتُنمّي قدراتهم العقلية واللغوية، وتُعزّز تطورهم الاجتماعي والعاطفي، مما يُمهّد لهم طريق النجاح في مختلف مجالات الحياة.