السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

م/ إيهاب محمود يكتب: الرئيس السيسي وانتصارات معارك الظل

م/ إيهاب محمود
م/ إيهاب محمود

في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم والمنطقة، يُجمع المحللون السياسيون والاقتصاديون على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خاض واحدة من أصعب مراحل بناء الدولة المصرية الحديثة، حيث واجه تحديات معقدة ومتداخلة منذ توليه السلطة في عام 2014.

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي، لتؤكد أن السيسي لم يكن يومًا خائفًا، بل كان دائمًا في حالة من الثقة والابتهاج لأنه أدّى رسالته على أكمل وجه وأعد مصر لمواجهة تحديات المستقبل على كافة الأصعدة.

 

 

إعداد الدولة للمستقبل: رؤية استراتيجية شاملة

 

يشير المهندس إيهاب محمود إلى أن الرئيس السيسي لم يترك ملفًا إلا وعمل عليه، حيث ركّز على تطوير القدرات الدفاعية والاقتصادية واللوجستية لمصر. فعلى مدار السنوات الماضية، شهدت الدولة المصرية تحديثًا غير مسبوق في قواتها المسلحة، بما في ذلك التسليح والتدريب والتحديث المستمر لكافة الأسلحة والتشكيلات العسكرية. لم يكن ذلك مجرد استثمار عسكري، بل رؤية استراتيجية لضمان الاستقرار الإقليمي، وردع أي تهديدات محتملة للأمن القومي.

 

 

كما أن البنية التحتية التي تم تطويرها، من شبكة الطرق العملاقة إلى المشروعات التنموية الضخمة، لم تكن مجرد إنجازات داخلية، بل أدوات رئيسية لتعزيز قدرة الدولة على الصمود في الأزمات، وضمان استمرار النشاط الاقتصادي حتى في أصعب الظروف.

 

 

الاقتصاد المصري: من الهشاشة إلى الصلابة

 

يشير المحلل السياسي إلى أن أحد أبرز إنجازات الرئيس السيسي هو تحويل الاقتصاد المصري من حالة الركود التي كانت سائدة قبل 2011 إلى اقتصاد أكثر تماسكًا، رغم التحديات العالمية والمحلية. صحيح أن معدلات التضخم مرتفعة، وأن الأجور لم تصل بعد إلى مستوى الطموحات، لكن الأهم هو أن هناك فرص عمل متاحة، مما يمنع تكرار سيناريو الانهيار الكامل الذي كان يهدد مصر في السابق.

 

 

على الصعيد التجاري، يبرز النظام المالي الدولي البديل لنظام "سويفت"، واتساع نطاق التجارة الدولية بالعملات المحلية، مما يقلل الاعتماد على الدولار ويعزز الاستقلالية الاقتصادية. كما أن تعزيز الشراكات مع قوى دولية مثل الصين وتركيا والاتحاد الأوروبي يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الصناعية، ويضمن لمصر دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي.

 

 

السياسة الخارجية: خطوط حمراء لا تُمس

 

أحد الجوانب التي شدد عليها المهندس إيهاب محمود هو نجاح مصر في فرض خطوطها الحمراء في كافة ملفات الأمن القومي، سواء في ليبيا، أو البحر الأحمر، أو القرن الأفريقي، أو القضية الفلسطينية. لم يكن ذلك مجرد موقف سياسي، بل نتاج جهد دبلوماسي وعسكري وأمني متكامل، حافظ على استقرار الدولة في منطقة تعج بالصراعات.

 

 

الوجود العسكري المصري في البحر الأحمر والقرن الأفريقي والصومال يعكس سياسة استباقية لحماية المصالح الوطنية، ومنع أي تهديد محتمل للممرات المائية الاستراتيجية. كما أن مصر لم تكتفِ برد الفعل في الأزمات، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلات التوازن الإقليمي.

 

 

معارك الظل: انتصارات غير معلنة

 

من أخطر ما تطرق إليه المهندس إيهاب محمود هو مفهوم "معارك الظل"، وهي المعارك التي تخوضها الدولة في الخفاء، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو السياسي، دون أن يتم الإعلان عنها بشكل مباشر. هذه المعارك، التي لم تتناولها وسائل الإعلام بشكل مفصل، هي التي حسمت موقع مصر في الساحة الدولية، وأجبرت خصومها على تغيير أساليبهم، من الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة.

 

 

يرى المحلل السياسي أن هذا التحول لم يكن ليحدث لولا أن مصر نجحت بالفعل في إفشال المخططات التي استهدفت استقرارها خلال السنوات الماضية.

 

 

السيسي ومحطة الوصول

 

يختتم المهندس إيهاب محمود حديثه بالتأكيد على أن الرئيس السيسي وصل إلى "محطة الوصول"، ليس بمعنى انتهاء دوره، ولكن بمعنى أنه وضع مصر على مسار لا يمكن التراجع عنه. لقد تحمل ضغوطًا غير مسبوقة، وتعرض لحملات تشويه طالت كل شيء يخصه، لكنه لم يتراجع.

 

 

اليوم، يواجه العالم مرحلة جديدة، حيث لم يعد الرهان على سقوط مصر ممكنًا، ولم تعد الدولة المصرية قابلة للاختراق كما كانت في الماضي.

 

 

 

السيسي أعاد قوة بناء مصر 

 

الرسالة الأخيرة التي  أكد عليها الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي المهندس إيهاب محمود إن ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد إنجازات وقتية، بل هو تأسيس لدولة راسخة، قوية، لا يمكن إسقاطها أو زعزعة استقرارها. لقد خاض معارك مصيرية، بعضها كان ظاهرًا للعيان، وبعضها الآخر ظل في الخفاء، لكنه انتصر في جميعها، واضعًا مصر في موقع القوة والريادة.

 

 

اليوم، لم يعد السؤال عن مصير مصر، فقد أصبحت دولة منيعة، تمتلك من الأدوات والإمكانات ما يجعلها قادرة على مواجهة أي تحدٍ، لقد وضع الرئيس السيسي أسس دولة عصرية، قوية، لا تخضع للضغوط، ولا ترضخ للمؤامرات، وهذا هو إرثه الأعظم الذي سيظل شاهدًا على قيادته التاريخية لمصر، ودوره في إنقاذها من أعتى العواصف. واليوم، تظل مصر شامخة، كما أراد لها أن تكون، وكما عمل بكل طاقته لتحقيقه.

 

 

تسجيلي

 

 

تم نسخ الرابط