السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"فلنعتبر" كيف كان عاقبة المضللين ... قصة السامري والعجل

بوابة روز اليوسف

تُعد قصة السامري والعجل من القصص البارزة في القرآن الكريم، والتي تحمل عبرًا عظيمة في العقيدة والتوحيد والثبات على الحق. وردت القصة في عدة مواضع من القرآن، وأبرزها في سورة طه.

 

بعد أن نجا الله بني إسرائيل من فرعون وأغرقه في البحر، قادهم النبي موسى عليه السلام إلى البرية، ثم ذهب إلى جبل الطور لمناجاة الله وتلقي التوراة، تاركًا أخاه هارون عليه السلام مسؤولًا عن قومه.

 

خلال غياب موسى، قام رجل من بني إسرائيل يُدعى السامري بجمع الحُليّ التي أخذها القوم من المصريين وصنع منها عجلًا جسدًا له خوار (صوت يشبه صوت البقر)، ثم ادّعى أن هذا هو إلههم وإله موسى! وللأسف، انحرف كثير من بني إسرائيل وعبدوا العجل، رغم تحذيرات النبي هارون عليه السلام لهم.

 

عندما عاد موسى عليه السلام ورأى القوم على هذا الحال، غضب غضبًا شديدًا وألقى الألواح التي كُتبت فيها التوراة، ثم عاتب أخاه هارون، لكنه أدرك أن السامري هو المحرض الأساسي، فواجهه، واعترف السامري بأنه رأى ما لم يره الآخرون وأخذ قبضة من أثر الرسول (قيل إنه جبريل عليه السلام) وألقى بها على الذهب، فخرج العجل بصورته المخادعة.

 

بعد ذلك، قام موسى بحرق العجل ونسفه في البحر، وعاقب الله السامري بأن جعله منبوذًا طوال حياته، حيث لا يستطيع أحد أن يلمسه، وعاقب بني إسرائيل الذين عبدوا العجل.

 

فلنعتبر من خطورة الفتنة والضلال

 

حيث تُظهر القصة كيف أن الناس قد يضلون بسرعة عندما تضعف العقيدة، حتى بعد رؤية المعجزات العظيمة.

 

فبرغم الفتنة الكبيرة، بقي هارون عليه السلام ثابتًا ولم يشارك في عبادة العجل، مما يعطينا درسًا في الثبات أمام الضغوط.

 

والحرص من السامري الذي يستغل جهل الناس وخداعهم ليصرفهم عن عبادة الله، وهذا تحذير من الدجالين والمفسدين الذين يستغلون ضعف الإيمان.

 

وما كان عاقبة السامري انه لم ينجُ بفعلته، بل عاقبه الله بجعله منبوذًا، مما يدل على أن الباطل لا يدوم، وأن كل مفسد سيواجه عاقبته.

 

 

فبمجرد أن العجل كان يصدر صوتًا جعل الناس يعتقدون أنه إله، مما يدل على أن بعض الناس ينخدعون بالمظاهر دون تفكير أو تدبر.

 

قصة السامري والعجل تُعلمنا أهمية التمسك بالتوحيد، وعدم الانسياق وراء الضلال مهما كان مزينًا، وأن الحق يعلو دائمًا ولو بعد حين.

 

 

تم نسخ الرابط