إيمان ممتاز تكتب: كيف يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية في نمو الأطفال؟
في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، أصبح الإدمان على الألعاب الإلكترونية ظاهرة متزايدة بين الأطفال والمراهقين.
وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن إدمان الألعاب الإلكترونية قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل السلوكية والعاطفية والجسدية.
وفقًا لدراسة أجراها معهد الصحة النفسية الوطني في الولايات المتحدة (2021)، تبين أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في لعب الألعاب الإلكترونية يعانون من زيادة مستويات القلق والاكتئاب. هؤلاء الأطفال أظهروا مستويات أقل من التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم وأسرهم، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية.
دراسة نُشرت في مجلة "Child Development" (2022) أشارت إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من 3 ساعات يوميًا في لعب الألعاب الإلكترونية يعانون من تدهور في مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. وقد وجد الباحثون أن الألعاب التي تعتمد على التفاعل السريع يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرة الطفل على التركيز في المهام التي تتطلب وقتًا أطول وتفكيرًا عميقًا.
أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية عند الأطفال المدمنون يكون عندهم إصرارًا على الاستمرار في اللعب حتى بعد شعورهم بالإرهاق. وعادةً ما يفضلون الألعاب على الأنشطة الاجتماعية أو المدرسية.
يمكن أن يظهر الطفل الغضب أو الانزعاج الشديد عند محاولة منعه من اللعب، وقد يصبح أكثر عدوانية أو متقلب المزاج.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في اللعب يعانون من انخفاض في درجاتهم المدرسية، بالإضافة إلى انخفاض الاهتمام بالأنشطة الأكاديمية.
طرق العلاج والوقاية:
يجب على الآباء تحديد وقت محدد للطفل لاستخدام الأجهزة الإلكترونية. وعدم تجاوز أكثر من ساعتين يوميًا للأنشطة المرتبطة بالشاشات.
مهم جدا أن يمارس الطفل أنشطة بدنية واجتماعية تُحفز تطور مهاراته الاجتماعية والعاطفية. مثل الرياضة، القراءة، والأنشطة الجماعية التي يمكن أن تكون بدائل تساهم في تقليل الاعتماد على الألعاب الإلكترونية.
التواصل الفعّال مع الطفل حول تأثير الألعاب الإلكترونية عليه يعد أمرًا مهمًا. يجب على الآباء أن يكونوا قدوة في استخدام التكنولوجيا ويعززوا قيمة النشاطات التي تتيح للطفل التفاعل مع الآخرين بشكل بناء.
على الرغم من الفوائد التي قد تقدمها هذه الألعاب في بعض الحالات، فإن الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب أضرارًا جسدية ونفسية خطيرة. من خلال البحث العلمي المتواصل، يمكن للآباء اتخاذ خطوات مدروسة لمساعدة الأطفال على الاستمتاع بالتكنولوجيا بشكل معتدل ومفيد.



