من رحم المعاناة يولد الأمل.. قصة كفاح الأم المثالية بمحافظة أسوان والثانية على الجمهورية
سطرت السيدة منى نجار سليمان 56 سنة، أبنة مدينة دراو بمحافظة أسوان الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، قصة من الكفاح الحقيقية والصبر على الابتلاء، بعدما فقدت زوجها، في سن مبكرة من عمرها، بعد رحلة مع مرض السرطان ، تحملت خلالها مراحل علاجه، ووقفت إلى جانبه، ولم تتخل عنه ولو للحظة، حتى فاضت روحه لخالقها، تاركا لها 5 من الأبناء في مختلف مراحل التعليم، لكنها صبرت واحتسبت، وكانت الأم والأب لأبنائها " رأس مالها في الحياة، " محمد ومحمود، ومنة الله، زينب، ومؤمن" حتى تخرج الأول من كلية التجارة والثانية من كلية الهندسة، وأبنتها الثالثة مدرسة بكلية التربية، والرابعة والخامس يدرسون بكليات الطب والصيدلة، وكان شعارها في الحياة الذي تؤمن به " من رحم المعاناة يولد الأمل ويصنع المستحيل"
تقول الأم المثالية " لروزا اليوسف" أنها قطعت هدف واحد أمامها وهو الوصول إلى غايتها المنشودة ورسالتها السامية بأن ترى أبنائها فى مكانة مرموقة داخل المجتمع، بعد رحيل الأب عام 2012 ، والذي تحملت معه مشقة المرض ورحلة العلاج التي بدات من أسوان، ثم القاهرة بعد إصابته بمرض " سرطان الرئة" والذي نهش جسدة النحيل
وأشارت أنها تزوجت عام1987 وكانت تبلغ من العمر 18عام وسافر زوجها بعد سنتين للعمل بالخارج وكانت قد أنجبت طفلين وحامل بالثالث فعادت مره أخرى إلى منزل والدها وبدأت المعاناة من جديد في توليها خدمة ورعاية والدها وأخواتها، وعقب عودة الزوج من الخارج عادت إلى منزلها مرة أخرى، برفقة والدها المسن لرعايته، واستمرت الحياة على هذا المنوال وأنجبت طفلين آخرين، ليقطع مرض زوجها أحد فصول معاناتها في الحياة والذي أنتهى بوفاته عام 2012، ولكنها لم تقف على هذا الامر، حيث كان لديها إصرار غير عادى لاستكمال مسيرتها في تعليم أبنائها والوصول بهم إلى بر الأمان على حد وصفها.
وتابع أنها في المقابل كانت حريصة على صلاحهم و تعليمهم أحسن تعليم، والمواظبة على حفظ القرآن الكريم، لأنه سر النجاح والتوفيق، وكان إيمانها بالله دافعها الأكبر ، كما كان نجاح أبناءها عام تلو الاخر، ثمرة كفاحها ، وكأن الله يكفاءها على صبرها وإجتهادها
وتكمل أنها وسط هذه المعاناة، أكملت تعليمها لتحقيق حلمها فالتحقت بكلية حقوق جامعه مفتوحة فى أيام العطلات (الجمعه والسبت) حتى حصلت على ليسانس الحقوق، التحقت من خلاله للعمل في شركة مياه الشرب بمدينة دراو،
وأكملت انها واصلت الليل بالنهار وأقامت مشروع صغير (سوبر ماركت) بجوار منزلها لمواجهة ظروف ومتطلبات الحياة، لإعانتها في تدبير نفقات أسرتها وتوفر الدخل المناسب لأبنائها لاستكمال تعليمهم
وأكدت أنها كتبت أول فصول نجاح مسيرتها بتخرج نجلها الاكبر بالحصول على بكالوريوس التجارة، والذي أعقبه حصول نجلها الثانى "محمود" على بكالوريوس هندسه ويعمل مهندس الان، كما نجحت أبنتها الثالثه "منة الله" في الحصول على بكالوريوس التربية وتعمل (مدرس مساعد بكلية التربية بجامعة أسوان )، بينما تدرس نجلتها الرابعة " زينب" بالفرقة الرابعة بكلية الطب، كما يدرس الأبن الخامس "مؤمن" بالفرقة الثانية بكلية الصيدلة
وأختتمت أنها لم تتوقع أن تحصل علي الام المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، وأنه تم إخبارها عن طريق اتصال أحد مسؤولى وزارة التضامن الاجتماعى بالقاهرة، وقالت أن كل ما تتمناه في الحياة الأن، استجابة الرئيس السيسي لإدائها رحلة الحج هذا العام نظرا للتكلفة المالية الكبيرة لأداء هذه الفريضة .



