الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رمضان في كركر حاجة تانية "موائد الأفطار الجماعي" عادات نوبية متوارثة لا تنقطع

بوابة روز اليوسف

النوبة، لها خصوصيتها الفريدة في الأعياد والمناسبات المختلفة، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تحرص العالات النوبة بمنطقة كركر الواقعة جنوب مدينة اسوان، على تنظيم موائد الإفطار الجامعي والتي يتم دعوة كافة أطياف المجتمع الأسواني  لهذه الموائد، إلى جانب الأسر السودانية المقيمين في نفس المنطقة، مما يساهم في تعزيز روح المحبة ، وبث شعور الترابط مع الأشقاء السودانيين فى ظل أزمتهم.

فى البداية يقول طارق منير مدير مدرسة كركر الثانوية، واحد القائمين على تنظيم مائدة الإفطار الرمضانى بالمنطقة، لا تزال النوبة الجميلة تحتفظ بتراثها وعاداتها فى الأعياد والمناسبات، وكعادة أهالي القرى والتجمعات النوبية، سواء بمدينة أسوان، أو قرى التهجير بمركز نصر النوبة، يحرص الجميع على التجمع فى شهر رمضان، لإقامة موائد "الإفطار الجماعي" في عادات وطقوس إيمانية وروحانية، نستمدها من الشهر الفضيل  

ويضيف، أن "الإفطار الجماعي" في طياته يحمل الكثير من المعاني الإنسانية السامية في الخير والعطاء، حيث تقوم عددًا من الأسر النوبية بمنطقة كركر جنوب أسوان، بإعداد وجبات لإفطار الصائمين، التي تحمل طابعًا نوبيًا، أبرزها الفتة، والجاكوت النوبي الذي يتم صناعته من الملوخية مع البيض، أو الدجاج واللحم، وغيرها من الأطعمة واللحوم، ويبدأ الإفطار بتناول بعض التمرات من البلح، والمشروبات النوبية مثل الأبريه والحلويات والعصائر، ثم يؤدى الجميع صلاة المغرب، ويعقبها مباشرة تناول الإفطار على الموائد المعدة لذلك.

 

ويكمل أنه يتم دعوة كافة أطياف المجتمع الأسوانى لهذه الموائد، إلى جانب الأسر السودانية المقيمين معنا لإشعارهم بالحب والألفة لتجاوز محنتهم فى ظل الحرب الدائرة فى السودان الشقيق.

وأضاف أنه فى المقابل، تم افتتاح مطبخ للخير بجمعية تنمية المجتمع بوادى كركر فى نفس المنطقة، والذي يتم خلاله تقديم وجبات يوميه للصائمين بالتعاون والمشاركة مع عدد من الجمعيات النوبية بأسوان والقاهرة والإسكندرية، بالإضافة إلى توزيع ملابس ومساعدات نقدية وعينية على الأسر المحتاجة والاولى بالرعاية فى المنطقة.

موائد الإفطار التي أعدها أبناء النوبة فى منطقة كركر بسيطة عبارة عن " كليم وصوانى للطعام" ويتولى الأطفال توزيع البلح والعصائر على الوافدين وضيوف موائد الإفطار، فى حين يحرص كل بيت ومنزل نوبى فى المنطقة، على إخراج " صينية طعام" أسبوعيا أو يوميا  فى عادة لن تنقطع رغم الحالة الاقتصادية وغلاء المعيشة التي لا تمنعهم فى إفطار الصائمين تقربا لله فى هذا الشهر الفضيل وأملا فى الثواب والاجر.

 

تم نسخ الرابط