

د. إيمان الجمال
الطب والأطباء في مصر القديمة
يقول هوميروس في الأوديسة "باستطاعة المصريين تشخيص المرض أكثر من الآخرين، ومعالجة كل نوع من المرض".
ذكر هيرودوت ان مصر تعدد فيها تخصص الأطباء قائلاً: هناك العديد من الأطباء في كل مكان بعضهم تخصص فى طب العيون، وغيرهم للأسنان والأمراض الباطنية.. والكثير، فكان يوجد الكاهن المطهر للربة سخمت ربة الداء والدواء والمعبودة سلكت ربة الأمل في الشفاء من لدغات الثعابين.
مدينة هليوبوليس كانت من قلاع الطب بمصر القديمة والدراسات الطبية، ومن أراد ان يكون طبيباً عليه أن يلتحق ببيت الحياة وهو من ملحقات المعابد الكبرى.
تعددت مجالات العلوم فى مصر القديمة وكان من ضمنها الطب وتشخيص الداء ووصف الدواء.
وجدت العديد من البرديات الطبية بمصرنا القديمة ومن أشهرها بردية إيبرس، والتي أعطت علاج للكثير من الأمراض ومنها الصداع النصفى والسكرى والعلاج بالأعشاب وطب الأسنان وتصل الى 110 صفحات وتضم 877 فقرة.
بردية شيستربيتي رقم ١٠٦٨٦ يرجع تاريخها إلى الأسرة ١٩، تحوي الكثير من الوصفات لعلاج المستقيم والشرج، وبها كثير من التعاويذ الشعبية، محفوظة بالمتحف البريطاني.
بردية كاهون Kahûn Papyrus الدولة المتوسطة بين الأسرتين ١٢ و١٣، وهي بردية خاصة بأمراض النساء، تحوي هذه البردية على وصف الداء والعلاج عثر عليها بترى بالقرب من اللاهون الفيوم.
بردية سميث تحتوي على علاج للجراحات ومنها جراحات الجمجمة والصدر والأطراف.
ومن البرديات بردية لندن وتحتوي على 61 وصفة طبية فترة توت عنخ آمون والموجودة فى متحف لندن، وبردية برلين فى الاسرة 19 دولة حديثة وجدت في سقارة وحالياً فى متحف برلين عهد رمسيس الثاني.
بردية الرمسيوم نشرها جاردنر عام 1955 وتتناول طب النساء والعيون وطب الأطفال والمفاصل وهى ضمن البرديات التي عثر عليها بمخازن الرمسيوم.
عرف المصري القديم التخدير في العمليات الجراحية عن طريق سحق حجر الرخام ومزجه بالخل، وهم أول من عرفوا طب الأسنان وأشهر الأطباء حسي رع، عرف المصري القديم الجراحات التعويضية، وظهر في بردية إيبرس حشو الأسنان، وفي بردية برلين معرفة نوع الجنين عن طريق فحص بول المرأة الحامل، وعرفوا كرسى الولادة، وجد في معبد كوم أمبو بأسوان جدارية للأدوات الجراحية في ساحة المعبد بالقرب من البئر.
ومعجزة الطب الكبرى هي التحنيط والشاهد عليها المومياوات المحفوظة بمتاحف العالم.
حفظ الله مصرنا من كل شر.