عاجل
الأحد 1 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
البنك الاهلي
الاعتدال والوسطية في الأمور الحياتية

الاعتدال والوسطية في الأمور الحياتية

ما أجمل تطبيق نظرية الوسطية والاعتدال في مختلف جوانب الحياة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي نلمس من خلالها عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات وتتزايد فيه التحديات، لذا علينا أن نحرص على عدم تبني نهج الشح والبخل، وفي نفس الوقت نبتعد عن التبذير والإسراف ، وأن نجعل هذا النهج ركيزة أساسية لبناء أفراد ومجتمعات مستقرة متسامحة قائمة على القناعة والرضا.



الحياة مليئة بمفاهيم وعبارات مختلفة ومتنوعة، وفي هذا المقال نقف أمام نهج عملي، من السهل تطبيقه على أرض الواقع من أجل تحقيق التوازن في كل الأمور الحياتية، حيث أن الوسطية والاعتدال ليس مجرد نظرية بل منهج حياة.

 

فإذا استعراضنا تعريف "الاعتدال والوسطية " فنجد أنهما يدوران حول مفهوم التوازن بين الأمور المختلفة، سواء كانت مادية أو معنوية، فكرية أو سلوكية، وهو يعني عدم المبالغة أو التقصير، والالتزام بالحدود المنطقية والعقلانية.

 

كشفت الشرائع السماوية عن أهمية تطبيق نهج "الاعتدال والوسطية، حيث أكدت الشريعة الإسلامية على اعتباره منهج حياة شامل، بكونه ركيزة أساسية وجوهرية في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث جاء في كتاب الله الكريم بسورة البقرة " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " صدق الله العظيم،  ومن حكمة الله عز وجل أن هذه الأية رقم "١٤٣" تأتي في منتصف سورة البقرة المكونة "٢٨٦" آية، لتعكس مدى الإعجاز العددي الذي يدل على أهمية الوسطية في الإسلام.

 

تاكيدًا على أن نهج الاعتدال والوسطية.. ليس مجرد خيار أو تفضيل، بل هو منهج رباني أُرسل به النبي محمد ﷺ للبشرية جمعاء، حيث جاء بالأحاديث النبوية الشريف، معاني كثيرة تعكس مفهوم العدل، والقصد، والاعتدال، والاستقامة، قال رسول الله ﷺ " سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا".

 

في النهاية، الوسطية والاعتدال مفهومان متلازمان يعزز كل منهما الأخر، ينبغى تطبيقهما في شتى المجالات والأمور الدنيوية، وفي حالة تطبيقها يتحلى صاحبها بصفات نبيلة وأخلاق حميدة، منها: الاعتدال في الفكر والمعتقدات والبعد عن التشدد ونبذ الاخر، الاتزان بين الحقوق والواجبات، وبين الطموح والقناعة، بالإضافة إلى الاعتدال ما بين الإنفاق والادخار، والحرص على تجنب الإسراف والتبذير من جهة، والبخل والتقتير من جهة أخرى، فضلًا عن الاعتدال في البحث او طرح حلول وسطية  ترضي الأطراف المختلفة، وتجنب سياسات الإقصاء والتهميش، والتركيز على المصلحة العامة بدلاً من المصالح الفئوية الضيقة، وغيرها من صفات كثيرة تساهم في سير الحياة بطريقة سهلة دون تعقيد او مبالغة.

 

ختامًا..في ظل التحديات المعاصرة التي يبرز فيها تعدد الاختيارات، وتتفاقم فيها العديد من المشاكل والأزمات الجدلية، نرى أن مفهوم " الاعتدال والوسطية " ليسا مجرد شعارات رنانة تتداول ولا تطبق، بل مفاهيم تكتسب أهمية قصوى بكونها تعد صمام أمان لكل فرد او مجتمع ينتهجه لتحقيق حياة متوازنة، نستطيع من خلالها بناء حضارة إنسانية متوازنة، تحقق العدل والرخاء والتعايش السلمي للجميع، بل إنها مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل  إنسان.

 

اخيرًا، دعونا  نطلق مبادرة تتبنى نهج الوسطية والاعتدال، والتشديد على أهمية الوعي بهذا النهج، من خلال تحويل مفاهيم الوسطية والاعتدال إلى سلوكيات يومية تطبق في حياتنا الشخصية والعملية، بكونهما مفتاح السلام الداخلي، والازدهار المجتمعي، والتعايش الإنساني، فمن خلالهما يسود التفاهم، وتقل النزاعات، وتزدهر الإنسانية، وعلينا أن نكون قدوة حسنة في  اعتدالنا ووسطيتنا، الأمر الذي يدعو الأخرين لتبني نهج الاعتدال والوسطية كمنهج في أمورهم الحياتية.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز