عاجل
الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

"بدوى أبو عوض" بعد تكريمه من الرئيس لـ "بوابة روزاليوسف" : مفاجئة السيسي للعلماء أفضل ما في عيد العلم

"بدوى أبو عوض" بعد تكريمه من الرئيس لـ "بوابة روزاليوسف" : مفاجئة السيسي للعلماء أفضل ما في عيد العلم
"بدوى أبو عوض" بعد تكريمه من الرئيس لـ "بوابة روزاليوسف" : مفاجئة السيسي للعلماء أفضل ما في عيد العلم

_ ضعف الإمكانيات المادية أكبر عقبة تواجه الباحثين

_ يجب تكوين فرق متخصصة لحل مشكلات مزارع التصدير

_ وسائل الإعلام لا تهتم بالعلماء سوى في المناسبات

_تحسين مناخ البحث العلمي في مصر سيمنع هجرة العقول المصرية

 

 حوار : ثريا صالح

تصوير : مايكل سمير 

 
الدكتور بدوى عبد الرحيم أبو عوض أحد المكرمين من قبل الرئيس السيسي فى إحتفالية عيد العلم هذا العام، وهو أستاذ متفرغ بالمركز القومى للبحوث؛ تخصصه العام قسم آفات و وقاية النبات و التخصص الدقيق "أكاروس"، كان لـ"بوابة روزاليوسف" هذا الحوار الخاص معه حول التكريم ومشكلات البحث العلمي في مصر وسبل تطويره، وإلى نص الحوار :-
 
حدثنا عن الفرق فى مجال تخصصك  مجالك فى الماضى ؟ و مجالك الآن ؟
_ فى الماضى تم حصر لمجموعة "أكاروس" فى الفترة من عام 1972م الى عام 1976م من إسكندرية إلى أسوان لكل قرى مصر على جميع انواع ما هو أخضر سواء فاكهة أو خضار أو حشائش ثم تم تحميل ما تم حصره على شرائح فكل انواع الأكروسات تتحمل فى وسط معين ومن الصعوبات فى ذلك أن من بين كل 100 شريحة تنتج 2 أو 3 شرائح جيدة وهذا يأخذ وقت حوالى 3 ايام ويتطلب كثير من الصبر، منذ عام 1977م حتى الآن من يعمل بهذا المجال وعلى هذه المجموعة على مستوى العالم لا يزيدون عن 10 باحثين وفى مصر يعمل عليها بعض الباحثين الجدد بحوث متفرقة من ما أخرجناه، فعندما عملت على هذه المجموعة أخرجت منها 38 نوع جديد على مستوى العالم، والأكاروس هو عبارة عن كائن حيوانى و ليس حشرى لأن جسمه لا ينقسم كحشرة ولديه زوج من الأرجل أو أربعة أو ثلاثة أرجل وليس لديه أجنحة ولا قرون إستشعار وحجمه لا يزيد عن 400 ميكرون و الميكرون 1/1000 من الملليمتر، وهو علم من العلوم الحديثة بدأ فى الجامعات المصرية فى أواخر الخمسينات كدراسات عليا لطلبة الماجستير والدكتوراه و يعطى فى البكالوريوس كمحاضرة أو اثنين ، انشأت وحدة الأكاروس كأحد الفروع الرئيسية لقسم آفات و وقاية النبات مع إنشاء المركز القومى للبحوث عام 1956م ، و الآن يتم الاتصال بيننا وبين العالم الخارجى و نتبادل الأبحاث بطرق أسهل من الماضى، وللعلم جائزة الدولة التقديرية هذه حصاد عمر كامل، و يجب أن يكون هناك إجابات لهذه الأسئلة مع من تتصل فى العالم الخارجى ؟ ماذا إستفاد العالم الخارجى و الوطن العربى ومصر من ما قدمته ؟ فمنذ أن انشأ المركز القومى للبحوث حتى الآن أعد أنا السابع ممن حصلوا على جائزة الدولة التقديرية فى الشعبة الزراعية .
 
_ فى مصر هناك أعداد كبيرة من المزارع التصدير يتولاها رجال أعمال ومستثمرين كبار وهم يستعينون بنا كخبراء و لا يبخلون بشئ لكن المشكلة انهم يطلبون استاذ فى وقاية النبات بدون تخصص ولا يعلمون أن الوقاية تنقسم لحشرات و مبيدات و أكاروس و امراض والامراض تشمل : بكتيريا و فطر و فيروس، وفى النهاية يريدون أن يتسلم الموضوع من الألف إلى الياء و يخرج نتيجة سليمة بنسبة 100 فى 100 ولا يهمهم الكيفية و التخصص، ولإنه عمل فى غاية الحساسية أنا أنجزت ابحاثى فى مثل هذه المزارع فعندما كنت احتاج لشئ كانوا يحضرونه على الفور فأفادونى و أفدتهم، لكن ما أتمناه تكوين فريق متخصص لحل مشاكل هذه المزارع فى سيمفونية علمية إستشارية رائعة .
 
 ما هى الأسس أو المرجعية التى تقارن بها بين مصر فى القرن الماضى و الآن ؟
_ الإمكانيات في مصر ضعيفة لكن يوجد في مصر كل الكفاءات بالرغم من ما نعانيه من مشكلات وهناك أناس يعملون فى صمت ومعظم المجلات الدولية ينشرون أبحاثهم بها، وهناك موقع إليكترونى يسمى " إسكوباس " متعهد لنشر المجلات والابحاث العلمية الدولية من كل دول العالم .
 
 _بالنسبة للمزارع فهو غلبان والدولة كتر خيرها هتلاحق على إيه ولا إيه !، مثلا سعر كيلو المانجا غالى لأن شجرة المانجا تتعرض لإصابات من الأكاروس والمزارع فى الغالب لا يفهم هذا النوع من الإصابات فبدلا من أن تنتج 100 كيلو تنتج 30 او 40 كيلو، و جهاز الإرشاد الزراعى للدولة يقوم بدوره على توعية المزارع  لكن هناك مشكلات زراعية كبيرة أكبر حتى من أن يفهمها المهندس الزراعى لأن من الصعب جدا تغيير الفكر فى فترة وجيزة  .
 
 ماذا عن البحث العلمى فى هذا المجال فى مصر ؟ و أين هو من البحث العلمى العالمى ؟
_ فى هذا التخصص يوجد تبادل دائم مع الخارج فى الأبحاث عن طريق الإنترنت حاليا و قديما كان عن طريق البريد ، فالعلاقة مستمرة مع زملاء التخصص على مستوى العالم، و البحث العلمى العالمى هو عبارة عن مجموعة علماء من كل العالم يتفاعلون بتبادل ابحاثهم ، بالنسبة للبحث العلمى فى مصر على قدر إمكانياتنا نقف على أرجلنا ، و نحن ننتظر العام الجديد و إفتتاح قناة السويس الجديدة لنري الإستثمارات و المشاريع الجديدة وعصر جديد لإنتعاش مصر إن شاء الله، وصراحة الرئيس السيسي الرجل الصارم المتواضع يقف على قدم وساق لنهضة مصر .
 
 
 حدثنا عن تفاصيل الفوز و التكريم ؟ و الجوائز التى حصلت عليها ؟
_ منذ أن حصلت على الدكتوراه وأنا لدى شئ  الهى بإننى لا أنشر أبحاثى إلا فى المجلات الدولية فكنت أتعب كثيرا لأن هذه المجلات لها شروط فى الأبحاث التى تنشرها وتكون جودتهم بنسبة 100 فى 100، بالنسبة لى نشرت فى أكثر من 11 مجلة دولية فى دول مختلفة وهذا ساعدنى كثيرا فى ما وصلت إليه، و أيضا تخصصى الدقيق و قلة عدد باحثيه، فأول جائزة حصلت عليها كانت جائزة الدولة التشجيعية عام 1986م وحصلت عليها مرة اخري عام 1993م بعدها حصلت على نوط الامتياز عام 1994م ثم جائزة التفوق العلمى و ميدالية ذهبية من المركز القومى للبحوث عام 1996م، ثم الحمدلله حصلت على جائزة الدولة التقديرية و وسام العلوم والفنون فى الإحتفال بعيد العلم و تكريم الرئيس السيسي  عام 2014م .
 
 ما هى العقبات التى واجهتك فى مشوارك العلمى ؟
_ كفى أقول إننى فى شهر مارس الماضى أجريت عملية جراحية فى كلتا العينين نجحت العملية تماما فى العين اليسرى لكن اليمنى بعد إجراء العملية فوجئنا ببعض الرشح فى شبكية العين و اغلقت تماما و الآن مازلت أأخذ علاج منذ 5 أشهر متفق عليه أكثر من طبيب من أكبر الأطباء فى مصر وهذه تعتبر ضريبة طبعا لكن العافية والشفاء من عند الله، وايضا من أكبر العقبات التى واجهتنا نقص الإمكانيات، و كان من أجمل الأشياء تصريح الرئيس السيسي بقرار مضاعفة ميزانية صندوق دعم البحوث الأكاديمية من ميزانية صندوق تحيا مصر مهما تكن الميزانية وهذا لإيمان الرئيس الكامل بأهمية البحث والعلم والعلماء فى مصر .
 
  ما رأى حضرتك فى فكرة هجرة العقول العربية إلى الخارج ؟
_ هم يعتبروا من مارسوا الحياة العلمية بكل إمكانياتها الحديثة فى الخارج فيجب أن يعود ليخدم بلده بها ، وأتمنى أن تكون الإمكانيات والوسط العلمى فى مصر على نفس المستوى فى الخارج، و بالرغم من إننى أرفض فكرة الهجرة لكننى مع فكرة البعثات العلمية لمدة محددة من السنين و يعود ليفيد مصر بما تعلمه .
 
  من وجهة نظرك ؛ لماذا تتحمل النخبة المثقفة أغلب الوزر فى الجمود الفكرى الموجود فى مصر ؟
_ لأن النخبة من المفترض عليها الإنتشار فى كل ما هو متخصص لإنهم النواة التى يستقى منها المجتمع، و دائما من صفة العالم عدم التحدث و الخنوع ، و وسائل الإعلام هى من تظهر هؤلاء النخبة و لكن فى المناسبات للأسف .
 
  مما لا شك فيه أن التغيير يحتاج إرادة ، فى الحالة الخاصة بمصر ما هى الإرادة التى تراها ؟
_ لابد أن تتغير الضمائر، و لابد ايضا أن نعطى فرصة للرجل الذى حبا الله به مصر و جعله شمعة تضئ فى نفق مظلم و يجب أن نساعده لإنه متفائل دائما بالرغم من الصعوبات، و ايضا  الإهتمام بالبحث الدائم فيجب على الباحث أن يبحث عن التغيير فى كل مكان و المتخصص فى شئ لابد أن يبحث عن الجديد فى مجاله فى الخارج، للأسف نحن ما زلنا فى المؤتمرات نضع باحث اساسي و آخر إحتياطى، لذلك السيسي ضاعف ميزانية دعم البحوث لأن العلم هو كل شئ فى الحياة و المجتمع، فعندما يكون كل من فى المجتمع متعلم من السهل إقناعه بالأفكار الصحيحة و حتى التعامل معهم .
 
 ما هى النصيحة والرسالة التى ترغب فى إيصالها من خلال هذا الحوار ؟
_ أن تتبنى الدولة دائما العلم و البحث العلمى لانه احد الوسائل الأساسية فى تنمية المجتمع، و الإهتمام بالشباب فهو الجيل الذى يكمل المشوار بعدنا و الحمدلله الفكر الآن تغير تماما و الوسائل التكنولوجية المتعددة ساعدت كثيرا، فمثلا فى الماضى كان هناك مرجع فى علم الأكاروس يهمنى مع استاذى إطضررت أن أنقله كله على ورق شفاف فأخذ منى 6 أشهر لكن الآن يتم تصويره فى دقيقتين إذن فرص هذا الجيل أفضل مننا بكثير .
 
 
 
 
 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز