الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خبراء سياسيون: تأميم قناة السويس جسد الإرادة الوطنية المصرية

قناة السويس
قناة السويس

تظل ذكرى تأميم قناة السويس لحظة تاريخية فارقة، أكدت استقلال القرار المصري واستعادة السيادة على شريان الملاحة العالمي وأكد خبراء سياسيون أن تأميم قرار قناة السويس جسد إرادة وطنية مستقلة، ومثل نقطة تحول في مسار السيادة المصرية على مقدراتها الاستراتيجية. 

 

وأوضحوا أن ما قام به الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956 كان إعلان صريح عن قدرة الدولة المصرية على استرداد حقوقها مهما كانت التحديات، مستندة إلى دعم شعبي واسع ورؤية سياسية عميقة رسمت ملامح مرحلة جديدة من الاستقلال والتنمية الشاملة.

 

 

أعاد لمصر كرامتها واستقلالها 

 

 

قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن ذكرى تأميم قناة السويس ستظل واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ مصر الحديث، حيث تمكنت الدولة المصرية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من اتخاذ قرار سيادي شجاع أعاد لمصر أرضها وكرامتها، وأكد أن الشعب المصري قادر على فرض إرادته مهما كانت التحديات.

 

 

 

وأوضح فرج في تصريحات خاصة لـ «روز اليوسف» أن قرار التأميم لم يكن مجرد استعادة لممر مائي، بل كان ردا عمليا على قرار البنك الدولي بعدم تمويل مشروع السد العالي، في محاولة للضغط على مصر وتقييد إرادتها التنموية، فجاء رد عبد الناصر مدويا، مستندا إلى دعم شعبي واسع وقراءة دقيقة للواقع الإقليمي والدولي.

 

 

 

وأضاف أن مصر لم تكتف بتأميم قناة السويس فقط ، بل أثبتت للعالم أنها تملك من الكفاءات والقدرات ما يؤهلها لإدارة قناة السويس بكفاءة واقتدار، وتمكنت من تأمين القناة وتشغيلها رغم كل محاولات التآمر والعدوان على مصر .

 

 

 

وأكد الخبير الاستراتيجي أن القناة أصبحت بعد التأميم رمزا للسيادة والاستقلال الوطني، ورسالة أبدية بأن الشعب المصري لا يفرط في حقوقه، ويقف خلف قيادته في اللحظات المصيرية، مشيرا إلى أن الإرادة التي تجلت في قرار 26 يوليو 1956 هي ذاتها التي تصنع اليوم إنجازات حقيقية في تطوير القناة وتعظيم الاستفادة منها كركيزة استراتيجية للاقتصاد الوطني، وتظل نموذجا يحتذى في استرداد الحقوق وصنع المستقبل بإرادة حرة.

 

 

 لحظة فارقة في تاريخ مصر لاستعادة القرار الوطني

 

 

 

 

 

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي إن ذكرى تأميم قناة السويس تظل لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، حيث تمثل إعلانا صريحا عن امتلاك القرار الوطني واستعادة السيادة على أحد أهم شرايين الاقتصاد العالمي، الذي يربط بين الشرق والغرب منذ إنشائه في القرن التاسع عشر.

 

وأوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف » أن تأميم القناة لم يكن مجرد قرار اقتصادي أو تقني، بل كان خطوة استراتيجية أعطت للدولة المصرية دفعة قوية في بناء استقلالها، وفرضت نفسها على الخريطة الدولية كلاعب رئيسي في معادلات التجارة والملاحة العالمية مشيرا إلى أن قناة السويس لا تزال حتى اليوم أحد أهم مكونات مستقبل مصر، ليس فقط كممر مائي عالمي، بل كمركز اقتصادي متكامل، بعد تطوير المنطقة الاقتصادية حولها وتحويلها إلى محور للتصنيع والخدمات اللوجستية، وهو ما يعزز من مكانة مصر في سلاسل الإمداد العالمية.

 

وأشار إلى أن هناك محاولات مستمرة، لخلق منافذ بديلة تربط الشرق بالغرب، إلا أن قناة السويس نجحت في الحفاظ على قدرتها التنافسية، خصوصا في ظل مشاريع تطويرها المستمرة، مثل ازدواج القناة وتحديث منظومة الخدمات، مؤكدا أن التطور التكنولوجي لا يمكن أن يعوض الخصائص الجغرافية الفريدة التي تمتاز بها القناة.

 

ولفت الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أن مصر تبني شبكة قطارات سريعة جديدة، تمتد من طابا إلى العريش، ومن السويس إلى بورسعيد، بما يخدم الحركة التجارية المرتبطة بالقناة، في رؤية استراتيجية تجعل من القناة قلبا نابضا للاقتصاد المصري لافتا إلى أن التهديدات الأخيرة التي تعرضت لها القناة، ومنها اعتداءات الحوثيين في البحر الأحمر، أثرت بالفعل على العائدات مؤقتا، لكن مصر تتعامل معها برؤية متزنة، معتبرا أن الخطر الحقيقي لا يأتي "عدو تقليدي"، بل من أشقاء ابتعدوا عن منطق المصالح المشتركة، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى تضامن استراتيجي لا صراعات عبثية.

 

 

إعلان تحد ورمز لإرادة المصريين 

 

قال الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية ، إن ذكرى تأميم قناة السويس تمثل واحدة من أبرز المحطات في التاريخ السياسي والاقتصادي المصري، ليس فقط لأنها كانت قرارا سياديا جريئا اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956، ولكن لأنها رسخت لمفهوم الاستقلال الوطني الكامل، وأكدت أن مصر قادرة على انتزاع حقوقها من القوى الاستعمارية بإرادة شعبها وقوة قرارها السياسي.

 

وأضاف فرحات لـ «روزاليوسف » أن قرار التأميم كان تعبيرا عن حالة من التحدي الوطني ورغبة في بناء مصر الحديثة بمواردها الذاتية وبعقول وسواعد أبنائها فقد كان التأميم إعلانا صريحا بأن قناة السويس، التي حفرت بدماء المصريين، لن تظل رهينة في أيدي شركات أجنبية تستفيد من عائداتها بينما يعاني الشعب المصري من الفقر والاحتياج.

 

وأشار إلى أن تأميم القناة أطلق شرارة العدوان الثلاثي على مصر، لكنه في المقابل أثبت قدرة الدولة المصرية على الصمود، ونجحت الدبلوماسية المصرية بقيادة عبد الناصر في كسب معركة الرأي العام العالمي، وانتهت الأزمة بانسحاب قوات الاحتلال، وبقيت القناة تحت الإدارة المصرية، مما شكل انتصارا غير مسبوق لمبدأ السيادة الوطنية.

 

وأكد فرحات أن قناة السويس بعد تأميمها أصبحت ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، ومعبرا عالميا للتجارة يمر عبره نحو 12% من التجارة البحرية العالمية، واليوم أصبحت القناة عنصرا استراتيجيا ضمن معادلات الأمن القومي المصري، ومصدرا مهما للدخل القومي، كما أن مشاريع تطوير القناة وازدواجها وتعميقها خلال السنوات الأخيرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعادت تأكيد دور القناة الحيوي في ربط الشرق بالغرب وفي تعزيز مكانة مصر الجيوسياسية.

 

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى إن ذكرى تأميم قناة السويس ليست فقط احتفالا بحدث تاريخي، بل هي تذكير دائم بأن مصر قادرة على حماية مقدراتها وموقعها الاستراتيجي، وأن القرار الوطني المستقل كان وسيظل هو جوهر قوة الدولة المصرية في مواجهة التحديات والضغوط، وهو ما يجب أن تبقى عليه الأجيال القادمة.

 

أحد أعظم القرارات السيادية في التاريخ العربي الحديث

 

 

أعرب عمرو حسين، الكاتب والمحلل السياسي، عن اعتزازه الكبير بالذكرى المجيدة لتأميم قناة السويس، واصفًا هذا الحدث بأنه أحد أعظم القرارات السيادية في التاريخ العربي الحديث، والتي أعادت الكرامة والهيبة للأمة المصرية والعربية بعد سنوات من الهيمنة الاستعمارية.

 

وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ «بوابة روز اليوسف » أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حين أعلن تأميم القناة في 26 يوليو 1956، لم يكن فقط يُمارس حقًا مشروعًا في استعادة مقدرات الوطن، بل كان يوجه ضربة استراتيجية قاصمة للإمبريالية العالمية، ويؤسس لنهج جديد في مقاومة الهيمنة والوصاية الأجنبية على الشعوب.

 

وأوضح أن هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة إرادة شعبية عارمة ودعم جماهيري غير مسبوق، مما أعطى للقرار بُعدًا وطنيًا وقوميًا، حوّل قناة السويس من رمز للنفوذ الأجنبي إلى شريان سيادي تموله وتسيره سواعد المصريين وحدهم.

 

وأشار عمرو حسين إلى أن أزمة السويس التي أعقبت قرار التأميم، والعدوان الثلاثي الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، أظهر بجلاء أن الشعوب عندما تنتصر لحقوقها قادرة على تغيير موازين القوى، خاصة في ظل الدعم العربي والدولي الذي تلقته القاهرة حينها.

 

وأكد حسين أن ذكرى التأميم ليست مجرد محطة تاريخية، بل هي درس متجدد في السيادة الوطنية ورفض التبعية، وأن استلهام هذه اللحظة يقتضي اليوم العمل على تعزيز استقلال القرار الوطني، وصون الثروات القومية، وعدم السماح لأي قوة خارجية بالتدخل في شؤون الدول العربية.

 

واختتم حسين تصريحه بقوله: "إن قناة السويس لم تكن مجرى مائيًا فقط، بل كانت رمزًا لصراع الإرادات بين شعوب تسعى للحرية وقوى تتشبث بالاستغلال. واليوم، ونحن نحيي ذكرى التأميم، نُجدد العهد بأن تبقى سيادة الأوطان فوق كل اعتبار".

تم نسخ الرابط