عاجل
السبت 2 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

عاجل.. ربع قرن على أسوأ "طعنة" في قلب العرب

حرب الخليج
حرب الخليج

استيقظ العرب يوم 2 أغسطس 1990 على كارثة لايزال العرب يعانون منها حتى اليوم عندما أمر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قواته باجتياح أراضي دولة الكويت.     



 

الخطة السرية بدات في يوليو بمناورات عسكرية

كانت قوات الحرس الجمهوري العراقي قد تلقت يوم 17 يوليو سنة 1990، أمرًا بالتوجّه إلى جنوب العراق، وكان السبب المعلن "إجراء مناورات عمليات كبرى"، وفي ذلك اليوم نفسه كُلّف الحرس الجمهوري بمهمة سرية جدًا باحتلال الكويت، وفي يوم يوليو بدأ استحضار التعرض الميداني على الكويت، ولم يُحدّد يوم الهجوم ولا ساعته إلا يوم 31  يوليو، إذ تحدد تاريخ الهجوم أن يكون 2 أغسطس، الساعة 400، في الساعة 02:30 من فجر يوم 2 أغسطس بأمر من صدام حسين هاجمت كتيبة مشاة بحرية عراقية مدعمة بالدبابات جزيرة بوبيان من الجنوب وكان بالجزيرة حامية عسكرية كويتية وهاجمت أيضاً القوات العراقية جزيرة فيلكا و اشتبكت مع حاميتها.

 

وفي العاصمة الكويت أنزلت قوات جوية وبحرية في ساعات الغزو الأولى ودارت اشتباكات حول قصر دسمان مع قوات الحرس الأميري، في الجهراء "29 كم غرب العاصمة" اشتبكت ألوية الجيش مع القوات المتقدمة في معارك غير متكافئة مثل معارك جال اللياح وجال المطلاع والجسور وجال الأطراف وبحلول نهاية يوم الثاني من أغسطس كانت القوات العراقية قد سيطرت على غالب الأراضي الكويتية عدا جزيرة “فيلكا” التي ظلت حاميتها العسكرية تدافع عنها حتى فجر يوم الجمعة الثالث من شهر أغسطس.

 

بعد ساعات من الاجتياح العراقي طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660 والتي شجبت فيها الاجتياح وطالبت بانسحاب العراق من الكويت.

 

وفي 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً وقامت بنفس الإجراء، وفي 6 أغسطس أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.

بعد اجتياح الكويت بدأت السعودية تبدي قلقها عن احتمالية حدوث اجتياح لأراضيها، وهذه الاحتمالية لعبت دوراً كبيرا في تسارع الإجراءات والتحالفات لحماية حقول النفط السعودية التي إن سيطر العراق عليها كانت ستؤدي إلى عواقب لم يكن في مقدرة الغرب تحملها.

 

خلال ذلك قام الرئيس العراقي صدام حسين أنذاك بإضافة كلمة "الله أكبر" على العلم العراقي في محاولة منه لإضفاء طابع ديني على الحملة ومحاولة منه لكسبالجماعات المتطرفة دينيًا، وزاد حجم هذا الطابع الديني في الحملة الدعائية على السعودية عندما بدأت القوات الأجنبية تتدفق عليها.

في بداية الأمر صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بأن الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح أراضي دول الخليج وسمى الحملة بتسمية "عملية عاصفة الصحراء"، وبدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى الخليج العربي في 7 أغسطس من عام 1990، وفي نفس اليوم الذي أعلن العراق فيه ضمه للكويت واعتبارها "المحافظة التاسعة عشر". 

 

وصل حجم التحشدات العسكرية في المنطقة المتأخمة للكويت إلى 500 ألف جندي.

في خضم هذه الحشودات العسكرية صدرت سلسلة من قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية وكانت أهمها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 678، والذي أصدر في 29 نوفمبر سنة 1990 والذي حدد فيه تاريخ 15 يناير من سنة 1991 موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواتها من الكويت وإلا فإن قوات الائتلاف سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660".

 

وتشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية   من الكويت دون قيد أو شرط.

 

وقامت الولايات المتحدة بعدد من الإجراءات لاستمالة الراي العام في الشارع الأمريكي إلى القبول بفكرة التدخل الأمريكي في مسألة الكويت حيث برزت أصوات معارضة للتدخل في الشارع الأمريكي وأحد هذه الإجراءات كانت إنشاء "منظمة مواطنون للكويت الحرة" والتي تم تمويلها بأموال كويتية حيث قامت بحملات إعلامية لكسب ود الشارع الأمريكي والعالمي عن طريق توظيف شركة "هيل أند نولتون" بمبلغ 11 مليون دولار.

 

 كما قامت سفارة الكويت في واشنطن برعاية العديد من برامج الإذاعة والمناسبات الرياضية في دعم القضية الكويتية ووزعت السفارة 200 ألف نسخة من كتاب "احتلال الكويت" على البرامج الحوارية والصحف اليومية وجنود الجيش الأمريكي.  وقد وافق مجلس الشيوخ الأمريكي في 21 يناير سنة 1991 على استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت بموافقة 52 عضوًا ورفض 47. 

كما وافق مجلس النواب الأمريكي بموافقة 250 عضوًا مقابل رفض 183.

بدأ العراق محاولات إعلامية لربط مسألة اجتياح الكويت بقضايا "الأمة العربية" فأعلن العراق أن أي انسحاب من الكويت يجب أن يصاحبه انسحاب سوري من لبنان وانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان.

واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 شهور، وانتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير 1991 بعد حرب الخليج الثانية، عاصفة الصحراء، التي انطلقت بعد منتصف ليل 17 يناير عام 1991.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز