عاجل
الأحد 10 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الجيش المصري.. وسيادة القرار (١)

الجيش المصري.. وسيادة القرار (١)

الجيش المصري، صاحب هيبة خاصة وقدرة نادرة.. مجرد ذكر اسمه قادر على قذف الرعب في قلب أي خائن أو عدو في الداخل أو الخارج.. فهو الجيش الذي يمتلك مفاتيح المعادلة التي يصعب على غيره تحقيقها.. فهو يمتلك القوة الجبارة ولكن معها الحكمة والشرف.. الجيش المصري الذي لا يعرف معنى الانقسام أو الخيانة وشعاره المحفور في قلب كل مقاتل به هو "النصر أو الشهادة".



 

في السطور التالية وعلى مدار أكثر من حلقة سنحاول أن نذكر أنفسنا ونذكر أيضا كل متربص بوطننا؛ بالقليل من أسرار وأسباب قوة وعظمة الجيش المصري.. والبداية ستكون بالحديث عن سبب مهم جدًا وهو استقلالية وسيادة القرار ورفض وجود أي قواعد عسكرية أجنبية على أرض مصر.

 

فمع نجاح ثورة 23 يوليو 1952، ومع صعود الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رسّخت مصر مبدأ الاستقلال الكامل عن النفوذ الأجنبي، سياسيًا وعسكريًا، فقد عملت القيادة المصرية على إنهاء الوجود العسكري البريطاني في منطقة قناة السويس، وهو ما تحقق فعليًا في عام 1956، ومنذ ذلك الحين التزمت مصر برفض إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، ووقف الجيش المصري بصلابة في مواجهة أي ضغوط بل خاض حروبا شرسة سواء (نظامية او غير نظامية) لتفويت الفرصة على أي طامع في قطعة من أرض الوطن لإنشاء قاعدة عسكرية عليها. فقد توهمت القوى الكبرى أنها قادرة على التدخل والتواجد في دولة هي الأهم في المنطقة، حاولت ذلك وقت العدوان الثلاثي على مصر وفشلت، وكذلك الحال فقد أجهض الجيش المصري المخطط بتحقيق النصر في حرب أكتوبر ونفس الأمر حدث في نجاح الجيش المصري في حربه ضد الارهاب بسيناء، وهو ما أصاب كل خائن او مشكك بالدهشة من هذا الجيش العظيم القادر على الحرب في أكثر من جبهة.. فقط لحماية شعبه وكل حبة رمل من أرض مصر. فالجيش المصري يعي جيدا أن وجود قواعد عسكرية أجنبية يُعدّ مساسًا مباشرًا بالسيادة الوطنية، فالسماح لأي قوة أجنبية باستخدام الأرض المصرية لأغراض عسكرية يفتح الباب لتدخل خارجي في القرارات الوطنية، ويُضعف من قدرة الدولة على التحكم الكامل في أراضيها واستراتيجيتها الدفاعية. جيش مصري محترف وقوي، يُصنّف ضمن أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا بل والعالم هذا الجيش يُدار بكفاءة وطنية كاملة، دون الحاجة إلى مظلة أجنبية أو وجود قواعد خارجية، وقد أثبت الجيش المصري قدرته على حماية الأمن القومي للبلاد، سواء في مواجهة التحديات الداخلية أو الإقليمية.

 

 

الجيش المصري يتعامل الند بالند مع أكبر الجيوش.. يعمل على تبادل الخبرات ولكن دون المساس بالأمن الاستراتيجي للدولة، فمصر لا تُعارض التعاون العسكري الدولي، بل تسعى إلى بناء شراكات استراتيجية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، يتم هذا التعاون في إطار اتفاقيات تدريب وتسليح ومناورات مشتركة، دون أن يعني ذلك التفريط في الاستقلال أو السماح بوجود أجنبي دائم على الأرض المصرية.

 

 

وهنا نؤكد أن موقف مصر الثابت بشأن عدم السماح بالقواعد العسكرية الأجنبية رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن مصر دولة ذات سيادة مستقلة، لا تقبل التبعية، ولا تسمح بأن تكون جزءًا من صراعات الآخرين أو أدوات نفوذهم في المنطقة، ويعزز هذا الموقف صورة مصر كقوة إقليمية مسؤولة تسعى إلى الاستقرار، لا الهيمنة أو التبعية، والتأكيد أيضا أن مصر منفتحة على العالم في التعاون والدعم المتبادل، فإنها تضع الكرامة الوطنية والسيادة فوق كل اعتبار.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز