عاجل
الثلاثاء 12 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

في ذكرى رحيله.. كيف أصبح عبد الغفور البرعي نوستالجيا الدراما المصرية؟

الفنان نور الشريف فى شخصية عبد الغفور البرعي
الفنان نور الشريف فى شخصية عبد الغفور البرعي

يوافق اليوم 11 أغسطس، ذكرى رحيل الفنان نور الشريف، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2015، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.



ولد محمد جابر عبد الله في حي الخليفة بمنطقة السيدة زينب بمحافظة القاهرة عام 1946، وتوجه للتمثيل المسرحي بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على دبلوم المعهد العالي عام 1967 بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول بين زملائه.

تعرف خلال دراسته في المعهد على الفنان سعد أردش الذي كان له فضل على نور في دخوله للفن، حيث رشّحه للعمل معه في دورٍ صغير في مسرحية "الشوارع الخلفيَّة"، كما اختاره المخرج كمال عيد من أجل التمثيل في مسرحية "روميو وجولييت" والتي تعرَّف خلال تأدية بروفاتها على عادل إمام، والذي بدوره قام بتقديمه للمخرج حسن إمام ليشارك معه في فيلم قصر الشوق.

كانت بدايته منذ الستينيات، وقدّم خلال تلك الحقبة جملةً من الأفلام أهمّها: بئر الحرمان وزوجة بلا رجل عام 1969 السبعينيات شهدت تألّقًا ملحوظًا له فقد ظهر في أفلامٍ حُفرت في ذاكرة المشاهد العربي وكان أهمّها: "أشياء لا تشترى" عام 1970 و"زوجتي والكلب" عام 1971 و"البيوت أسرار" عام 1971 و"زواج بالإكراه" عام 1972 و"الخوف" عام 1972 و"دائرة الانتقام" عام 1976 و"العاشقات" عام 1976 و"مارد الجبل" عام 1977 و"الشياطين" عام 1977 و"الاعتراف الأخير" عام 1978 و"ابتسامة واحدة لا تكفي" عام 1978 أصبح نجمًا معروفًا على مستوى الوطن العربي في فترة الثمانينيات، وقدّم مجموعةً من الأفلام منها الشيطان يعظ عام 1982 واخر الرجال المحترمين 1984 وزمن حاتم زهران 1988 وكتيبة الاعدام 1989.

 

 

استمر نجاحه في التسعينيات وصولًا إلى الألفية الجديدة التي برزت له فيها أفلام أهمها: "العاشقان" عام 2001 و"عمارة يعقوبيان" عام 2002، "دم الغزال" عام 2005 و"ليلة البيبي دول" عام 2008، وقد أثار الأخير ضجَّةً كبيرة حيث أدَّى فيه نور الشريف دور سجين في سجن أبو غريب بعد تصويره لأحد المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية بحق المواطنين العراقيين نجاحه السينمائي لم يمنعه من التألق على الشاشة الصغيرة، فقد قدّم للتلفزيون أعمالًا خالدة منها: "عمر بن عبد العزيز" عام 1994 و"لن أعيش في جلباب أبي" عام 1995 و"هارون الرشيد" عام 1997 و"العطار والسبع بنات" عام 2002 والدالي بأجزائه الثلاثة 2002 وخلف الله 2013 كان ناجحًا في المسرح الذي شهد بداياته، فقد تألّق في عددٍ من المسرحيات منها: "القدسفي يوم اخر، يا غولة عينك حمرا، الاميرة والصعلوك، يا مسافر وحدك. حفر نور الشريف أثرًا في ذاكرة السينما المصرية، فقد اختِيرت سبعة أفلام لنور الشريف في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء مصر لعام 1996.

 

 

وحاز على شهادة تقدير عن دوره في فيلم "قصر الشوق"، وكانت هذه أول جائزةٍ يتلقاها نور الشريف. وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثانية لعام 1977 حصل فيلمه "دم الغزال" على 6 جوائز مقدمة من المهرجان القومي للسينما، وحاز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بتوقيت القاهرة" من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد في دورته الخامسة 2015. وحصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة".

 

 

كما استلم جائزة القدس للثقافة والإبداع تقديرًا لإبداعاته الثقافية والعربية والشخصية المتميزة في السينما العربية، وأنتج نور الشريف ستة أفلام وأخرج فيلمين هما "العاشقان" و"الأميرة والصعلوك". ومسرحية "محاكمة الكاهن" لعام 1994 قام نور الشريف بتقديم العديد من الممثلين الشباب الذين اكتشف موهبتهم وقدّمهم للساحة الفنيّة، فهو من منح الفرصة لمصطفى شعبان لأداء دور البطولة في مسلسل "عائلة الحاج متولي" وقدم أحمد زاهر في مسلسل "الرجل الآخر" كما قدم كلًّا من الفنان أحمد صفوت ودينا فؤاد وعمرو يوسف.

 

 

تزوج نور الشريف من الفنانة بوسي في عام 1972 ولهما ابنتان، مي و سارة وانفصلا عام 2006 ثم عادا الثنائي الى بعضهما في ديسمبر 2014. قبل ان يتوفى في 11 أغسطس 2015.

 

 

 

أسباب عديدة جعلت من مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" نجاحًا استثنائيًا:

 

 

نجح النجم الراحل نور الشريف في تقديم شخصية "عبد الغفور البرعي" بشكل استثنائي، حيث رسم ملامح "الرجل العصامي" بطريقة لم تظهرها الأعمال الدرامية من قبل، شخصية الحاج عبد الغفور كانت بمثابة مرآة لشريحة اجتماعية واسعة، حيث تناولت قصة الرجل الذي يبدأ من الصفر ليبني إمبراطورية صغيرة له على الصعيدين المهني والأسري.

 

 

وهذا النموذج الذي يبتعد عن الشخصيات التقليدية، كان غائبًا عن الأعمال الدرامية في تلك الحقبة في فترة التسعينات، ليمنح المسلسل طابعًا فريدًا ومميزًا.

 

وتتسم شخصية "عبد الغفور" بالتوازن بين القيم التقليدية التي نشأ عليها والعصرية في محاولات منه لتربية ابناءه بطريقة معتدله تراعي التغييرات الاجتماعية وقتها، فهو يمنح بناته حرية التعليم والزواج، ولكنه في الوقت ذاته يفرض بعض القيود ويعبر عن قناعاته بوضوح.

 

 

وتميز عبد الغفور البرعي بكثرة الأعمال التي استخدمها بحديثه، أبرزهم: " الغربال الجديد له شدة، اللي عاجبه الكحل يتكحل، اديني دقيق أديك عيش، تعمل ايه يا صعلوك بين الملوك، اللي ينزل البحر يستحمل موجه، لا تذم و لا تشكر إلا بعد سنة و ست أشهر".

 

كما تميزت "فاطمة كشري" الشخصية التي قدمتها عبلة كامل بأنها إحدى أبرز الشخصيات النسائية في الدراما المصرية، بأداؤها البسيط والطبيعي جعلها تمثل العديد من الأمهات المصريات في قناعاتهن اليومية في الاهتمام بالطعام والاحتفال بالمناسبات، واحترامها الكبير لزوجها عبد الغفور.

 

أما العلاقة بين "عبد الغفور البرعي" و"فاطمة كشري"، فقد كانت مثالاً حقيقيًا على الشراكة الزوجية القائمة على الحب والتقدير، ورغم الخلافات كان بينهما احترام عميق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز