"إيهاب محمود: كلمة مصر في تيكاد ٩ تجسد معادلة السلم والأمن والتنمية"
كتب : حسام النوام
في إطار المشاركة المصرية الفاعلة في المحافل الدولية الكبرى، جاء حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسة "السلم والاستقرار" بمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد ٩"، ليعكس من جديد التزام مصر التاريخي تجاه قضايا القارة الأفريقية. وفي هذا السياق، علّق المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ومساعد الأمين العام ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، على البيان الرسمي الذي ألقاه رئيس الوزراء، معتبرًا أن ما طرحه يمثّل خريطة طريق متكاملة تجمع بين أبعاد السياسة والتنمية والأمن في أفريقيا.
رؤية مصرية متوازنة
يقول المهندس إيهاب محمود إن مصر دائمًا ما تتعامل مع القارة الأفريقية باعتبارها امتدادًا طبيعيًا وعمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري، وهو ما جسده الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر مبادرات عديدة مثل ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، واستضافة مركز القاهرة لإعادة الإعمار، فضلًا عن قيادة مبادرات دولية توازن بين السلم والأمن والتنمية، وهي الركائز الثلاث التي لا يمكن لأي دولة أن تحقق الاستقرار بدونها.
وأضاف أن كلمة رئيس الوزراء في مؤتمر "تيكاد ٩" أكدت بوضوح أن مصر ليست فقط حاضرة في القارة الأفريقية سياسيًا وأمنيًا، بل هي أيضًا شريك في التنمية الاقتصادية، سواء من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أو من خلال منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، الذي تستعد مصر لاستضافة نسخته الخامسة في أكتوبر المقبل.

التحديات الأفريقية في مرمى البصر
يشير المهندس إيهاب محمود إلى أن حديث الدكتور مدبولي عن التحديات التي تواجه القارة، مثل النزاعات المسلحة والإرهاب وتغير المناخ وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع الأمن الغذائي والمائي، يعكس قراءة واقعية لمجمل الأوضاع. فهذه التحديات، بحسب محمود، ليست بعيدة عن مصر، بل تؤثر بشكل مباشر على حاضرها ومستقبلها.
وأضاف أن مصر، بما تملكه من خبرات اقتصادية وسياسية، قادرة على لعب دور الوسيط الذي يجمع بين الحلول التنموية والآليات الأمنية، لأن معالجة الفقر والبطالة جزء أساسي من مواجهة الإرهاب والتطرف.
شراكة مصر – اليابان: نموذج يُحتذى
أشاد المهندس إيهاب محمود بما وصفه بـ"الشراكة المتميزة" بين مصر واليابان، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والدعم المستمر للقارة الأفريقية. واعتبر أن كلمة مدبولي وضعت اليابان في مقدمة الشركاء الدوليين الذين يعوّل عليهم لدعم أفريقيا في مسارها نحو التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تعكس فلسفة مصر في الانفتاح على القوى الاقتصادية الكبرى بما يخدم القارة ويعزز مكانتها عالميًا.
الدور المصري في حفظ السلم
وحول ما ذكره رئيس الوزراء من أن القارة بذلت جهودًا مضنية لإحلال السلام في السودان وشرق الكونغو ومنطقة الساحل والصومال، أكد إيهاب محمود أن مشاركة القوات المصرية في بعثة "أوصوم" بالصومال، ومضاعفة التمويل الأفريقي لهذه البعثة، يبرزان الدور الريادي لمصر في حماية الأمن الإقليمي.
وأوضح أن مصر لا تنظر إلى هذه المشاركة باعتبارها مهمة عسكرية فقط، بل كجزء من التزام استراتيجي طويل الأمد تجاه استقرار المنطقة، وهو ما ينسجم مع دورها القيادي داخل الاتحاد الأفريقي.
فلسطين في صدارة الأولويات
وتوقف المهندس إيهاب محمود أمام ختام كلمة رئيس الوزراء، الذي سلط الضوء على القضية الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الموقف يعكس ثبات المبدأ المصري في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأكد أن دعوة مصر إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تمثل نقلة نوعية في الخطاب الدبلوماسي العربي والأفريقي، وتجسيدًا لرؤية السيسي القائمة على أن القضية الفلسطينية ليست ملفًا هامشيًا بل قضية جوهرية ترتبط بالسلام العالمي.
الاقتصاد والسياسة في مسار واحد
وختم إيهاب محمود تعليقه بالتأكيد على أن مصر في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعمل وفق فلسفة شاملة تدمج بين الاقتصاد والسياسة والأمن. فالتنمية لا تنفصل عن الاستقرار، والسلام لن يتحقق دون توفير فرص عمل للشباب، والأمن المائي والغذائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي. ولذلك فإن حضور مصر في "تيكاد ٩" لم يكن بروتوكوليًا فحسب، بل كان رسالة سياسية واقتصادية متكاملة للعالم، تؤكد أن مصر عازمة على أن تكون صوت أفريقيا وعقلها الاستراتيجي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
تسجيلى
















