الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جهود حثيثة لمنع الصيد الجائر ببحيرة ناصر

الصيد الجائر
الصيد الجائر

 لم تكن بحيرة ناصر يوما مجرد خزان مائي عملاق يمد مصر بالحياة بل تحولت مع مرور الزمن إلى واحدة من أهم المحطات العالمية في مسار هجرة الطيور كل عام تعبر مئات الآلاف من أسراب الطيور القادمة من أوروبا وآسيا وأفريقيا سماء مصر، لتحط فوق مياه البحيرة وضفافها، بحثًا عن الراحة والطعام والأمان قبل أن تواصل رحلتها الطويلة، فمشهد الهجرة الموسمية كان دائمًا لوحة بديعة للطبيعة، يجذب أنظار الصيادين والعلماء والسكان المحليين على حد سواء.

 

وحماية الطيور والحياة البرية في مصر ليست خيارًا، بل واجب وطني وفرصة للاستدامة، تجربة حظر الصيد في بحيرة ناصر أثبتت أن الالتزام بالقوانين والرقابة الفعّالة يُمكن أن يحقق توازنًا حقيقيًا بين الإنسان والطبيعة، ويخلق فرصًا اقتصادية مستدامة عبر السياحة البيئية.

 

وبالتعاون بين الدولة والمجتمع المدني والإعلاميون والمواطنون جميعًا، ستظل الطيور تحلق بأمان، وستبقى بحيراتنا ومسطحاتنا بيئة حية تزدهر بالتنوع البيولوجي، ورسالة أمل للأجيال القادمة بأن مصر تحمي الطبيعة وتؤمن غدًا أفضل لكل من فيها ومن عليها.. ولأن أصوات الطيور لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها، أجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط تقريرا حول أزمة “صيد الطيور في مصر: بين التنظيم القانوني وآمال الحماية والواقع الفعلي” فالأزمة ليست أزمة طيور فقط، بل أزمة بيئة ومجتمع واقتصاد، فحين تختفي أسراب السمان والبط والعصافير المهاجرة، نخسر جزءًا من تاريخنا الطبيعي وتراثنا الثقافي، ونفقد في الوقت ذاته حائط صد طبيعيًا ضد العديد من المخاطر البيئية.

من تراث الصيد إلى خطر الاستنزاف

 

 في البداية أكد الدكتور شريف بهاء الدين خبير حماية الطبيعة ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، أن الصيد جزء من تاريخ المصريين منذ العصور الفرعونية، وكان نشاطًا محليًا محدودًا يرتبط بالثقافة والمعيشة، لكنه اليوم تحوّل إلى نشاط تجاري واسع النطاق، يتم فيه صيد ملايين الطيور سنويًا بوسائل حديثة.

 

وأوضح أن الوسائل الحديثة مثل الفخاخ والشباك المتلاصقة والأجهزة الصوتية ضاعفت معدلات الصيد بشكل غير مسبوق، حتى باتت أعداد الطيور في تناقص واضح يشهد به الصيادون..منوها بأن  الدراسات تشير إلى أن من بين 39 نوعًا من الطيور المهاجرة التي تعبر مصر سنويًا، هناك 6 أنواع مهددة عالميا.

 

وشدد بهاء الدين، على أن الحل لا يكمن في منع الصيد كليًا، بل في تقنينه وفق أسس علمية تراعي حماية الأنواع المهددة، فلا يعقل أن تُصاد طيور نادرة للغاية لم يتبق منها سوى أعداد محدودة، محذرًا من أنه إذا استمرت الممارسات الحالية "فلن نجد شيئًا نصطاده في المستقبل".

 

بحيرة ناصر بين التهديد والاستعادة

 

وقال الدكتور خالد النوبي رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، إن بحيرة ناصر تمثل إحدى أهم المحطات البيئية في مسار الطيور المهاجرة، ووفقاً لما وثّقته الجمعية المصرية لحماية الطبيعة (NCE) خلال موسم الصيد 2022–2023، تم تسجيل 15 رحلة صيد إلى بحيرة ناصر، وتم استهداف أنواع نادرة ومهددة، وهو ما يتعارض مع القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية.    

تم نسخ الرابط