

كمال عبدالنبى
المولد النبوى الشريف فى ذكراه
إذا كانت الأيام تمضى وتتعاقب المواسم تلو المواسم فإن هذا اليوم يظل علامة فارقة فى مسيرة جميع البشرية.. إذ أشرقت فيه شمس النبوة فبدلت ملامح العالم وغرست فى النفوس مبادئ الرحمة والعدل والإحسان التي تشتد حاجة الإنسانية إليها اليوم أكثر من أى وقت مضى لقد كانت سيرة سيدنا محمد ﷺ سيرة عطرة منهجا للحياة وإصلاحا ودستورا وسبيلا للنجاح والتقدم فى الدنيا والآخرة.
يحل علينا مولد النبى محمد ﷺ كل عام حاملا معه نفحات روحانية وعبقا نورانيا.. ويذكر الأمة بأعظم حدث فى تاريخنا ،اليوم الذي بزغ فيه فجر النبوة.. وتفتحت أراض على عهد جديد من العدل والرحمة والمحبة والهداية.. أنه ليس مجرد تاريخ يسجل فى الصفحات أو مناسبة تستحضر فى الخطب.. بل إنه لقاء يتجدد مع الإيمان ونافذة يطل عليها ومنها نور الهداية على القلوب.. ومشعل يبدد ظلمات الجهل والغفلة ومورد صاف تتجدد عنده معانى المحبة والاتباع والولاء لسيدنا وحبيبنا محمد ﷺ.
إن المولد النبوى الشريف هو الذي غير مسار الإنسانية إذ بزغ فيه نور النبوة وتفتحت الأراضى على عهد جديد أساسه المساواة والعدل والرحمة والهداية.. وهذا مصداق لقوله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. إن مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم إشراقة نورانية غمرت الوجود وملأت القلوب إيمانا والنفوس الطمأنينة والعقول هداية.
إن تثبيت الإيمان فى القلوب عبر هذه المناسبة لا يكون بالشعارات وحدها بل بإحياء السيرة النبوية الشريفة فى النفوس واستحضار مراحل حياته المباركة منذ طفولته ﷺ وصفاء شبابه حتى نزول الوحى وما تلاه من أعوام الدعوة والجهاد والتبليغ.
إن محبة النبى محمد ﷺ ليست شعورا بل جزء لا يتجزأ من كمال الإيمان.. إن التأمل فى صفاته العظيمة من حلم ورحمة وعدل وجد يورث القلوب يقينا ويهذب السلوك وكلما تعمدت المعانى فى النفس أورثت القلب نورا لا ينطفئ وربطت الإنسان بمصدر الهداية ربطًا يظهر أثره فى السلوك والمعاملات والأخلاق.
إن علينا أن نجدد العهد مع الله فى هذه المناسبة الكريمة على الصدق والإحسان وإعلاء قيم الأخوة بين كل إنسان ويثبت الإيمان فى القلوب ويغذى الروح باليقين ويزرع فى النفوس الطمأنينة.. وتظل الأجيال تسير على خطي النبى محمد ﷺ ولنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة.. وكل عام وجميع الشعوب على الخير والمحبة والعدل والتقدم.
نقلًا عن صحيفة روزاليوسف