عاجل
الإثنين 8 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
 خليل الإخوان

ع المصطبة

خليل الإخوان

ما بين هجوم عناصر الإخوان على سفارات مصرية بالخارج، وأكاذيب المدعو مجدى خليل، أحد من يُطلق عليهم أقباط المهجر، نجد أنه رغم اختلاف الانتماءات وربما تعارضها؛ فإن تطابُق الأهداف والروايات يؤكد أن المحرِّض واحد.



الخطير فى «البوست» الذي نشره «خليل» على حسابه الشخصى على «الفيسبوك»، أنه لا يتهم فقط جموع الأقباط بالنفاق ش والخنوع أمام السُّلطة؛ بل التحريض الواضح والفج على الفتنة، باعتبار أن مسيحيى مصر يظهرون على خلاف ما يُبطنون، وهو مبرر كافٍ؛ بل تحريض واضح لأى مسلم متعصب بأن يمارس العنف والإرهاب ضد هؤلاء المسيحيين المنافقين الخائنين لقضايا وطنهم.

وصل الأمر أيضًا إلى تنصيب مجدى خليل نفسه متحدثًا باسم جموع المسيحيين فى مصر، وكذلك الخلط بين ما هو دينى وما هو سياسى، معتبرًا أن المسيحى لكونه مسيحيًا يحب إسرائيل!.

وتجاهل أن قضية غزة على وجه التحديد ليست قضية صراع دينى؛ بل فى الأساس قضية ضمير إنسانى، وتجاهَل ما حل بآلاف الأطفال والنساء وكبار السّن الذين قضوا بسبب القصف الإسرائيلى، ناهينا عن عمليات الحصار والتجويع وهدم القطاع بالكامل مما جعله غير قابل للحياة فيه، وهى القضية الإنسانية التي هزت وجدان العالم، فهل تعاليم السيد المسيح تقول إنه على المسيحى مناصرة اليهودى أو الإسرائيلى حتى لو ارتكب مثل هذه المجازر؟ وهل لم يشاهد ما حل بالكنائس والمستشفيات فى غزة؟ وهل المحاولات المستمرة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لا تحرك لديه النخوة الوطنية للدفاع عن تراب مصر؟

محاولات مجدى خليل الخلط بين حماس وجموع الفلسطينيين، وإقحام إيران وحزب الله فى هذا «البوست» تؤكد أن الهدف من كل ذلك إثارة الفتنة فى مصر، ناهينا عن إهانة قيادات الكنيسة الحاليين والسابقين.

الجريمة الثانية التي ارتكبها مجدى خليل فى هذا البوست أنه قسّم مواقف الشعب المصري على أساس دينى؛ إذ يقول: «لا بُد أن نعترف أن الفجوة واسعة جدًا حول رؤية ما يحدث فى الشرق الأوسط بين المسلمين والأقباط»، متجاهلًا أن ما يحدث فى المنطقة صراع سياسى وليس حربًا دينية، كما أن المسيحيين ليسوا بالضرورة على رأى واحد تجاه أى موقف سياسى حالهم حال غيرهم من المصريين المسلمين، فالأمر يعود إلى القناعات السياسية لكل فرد، ومن ثم فإن المسيحيين ليسوا قطيعًا من الخراف يساقون كيفما شاء هذا الطرف أو ذاك، ناهينا عن أن فرضية تأييد المسيحيين لإسرائيل بحكم أنهم مسيحيون؛ تجافى جوهر العقيدة المسيحية والموروث المسيحى تجاه اليهود؛ بل تجافى أيضًا أبسط القواعد الإنسانية التي تؤكد نصرة المظلوم مَهما كان لونه أو جنسه أو دينه، وهل لم يقرأ السيد خليل قصة السامرى الصالح التي رواها السيد المسيح، له المجد؟ وهل لم يصل إليه موقف الكنيسة شرقًا وغربًا من صلب اليهود للمسيح وهو ما نراه فى «الليتورجية» وطقوس وصلوات الكنيسة؟

أكذوبة أخرى مارسَها مجدى خليل، تمثلت فى الزج بحزب الله وإيران جازمًا أن المسيحيين فى مصر يكرهونهم وفرحون بما حل بهم، وهنا فإن تأييد إيران أو حزب الله من عدمه ليس رهنًا بالانتماء الدينى، بقدر ارتباطه بالموقف السياسى، كما أن المسلمين أنفسهم بينهم كثيرون يرون فى وجود حزب الله والطموحات التوسعية الإيرانية أمرًا بالغ الخطورة على الأمن القومى المصري بشكل أو بآخر.

وأخيرًا؛ فإنه على أمثال مجدى خليل الابتعاد عن إشعال نار الفتنة والتحدث باسم المسيحيين المصريين بينما هو جالس خلف مكتبه الوثير فى الولايات المتحدة، فيكفينا محاولات الإخوان ولجانهم الإلكترونية لزرع بذور الفتنة فى الوطن، وسعيهم الدؤوب لهدم استقراره، فالمفارقة أنه رغم الاختلاف الدينى والعقائدى بين خليل والإخوان؛ فإن ما يبثه من أكاذيب يخدم أجندة الجماعة الإرهابية.

 

نقلًا عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز