الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

معرض دائم للوحات الجدارية لقصر الملك "أمنحتب الثالث" بالمتحف المصري بالتحرير

بوابة روز اليوسف

 أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل، أن المعرض الدائم للوحات الجدارية لقصر الملك "أمنحتب الثالث" بالمتحف المصري بالتحرير يمثل أكثر من مجرد إضافة جديدة للمتحف، فهو شهادة حية على استمرار المتحف في تأدية دوره كمؤسسة ثقافية وتعليمية، والتزام مصر بحماية تراثها وآثارها وإعادة إحياء سرد قصص ملوكها للأجيال الحالية والقادمة، موجهاً الشكر لفريق العمل لما بذلوه من جهد لترميم هذه الجداريات وإقامة هذا المعرض.

 

 

جاء ذلك خلال افتتاح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ونائب السفير الألماني بالقاهرة أندرياس فيدلر، معرضًا دائمًا جديدًا بالمتحف المصري بالتحرير، يضم مجموعة فريدة من اللوحات الجدارية التي عُثر عليها في قصر الملك "أمنحتب الثالث" بمنطقة "الملقطة" غرب مدينة الأقصر في أواخر القرن الـ 19، حيث تعرض هذه المجموعة من الجداريات لأول مرة مجتمعة في مكان واحد بالمتحف، وذلك بعد ترميمها بالتعاون مع جامعة ميونيخ وبتمويل من مركز البحوث الأمريكي بالقاهرة، حيث إنها كانت تعرض متفرقة بعدد من قاعات العرض بالمتحف. 

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن المتحف يخضع حاليًا لأعمال تطوير شاملة تستهدف تحديث قاعاته وسيناريو العرض المتحفي، بما يضمن استمرارية دوره الحيوي في المشهد الثقافي المصري والعالمي، مع الحفاظ على طابعه التاريخي العريق، وتطوير وسائل العرض بما يواكب المعايير الدولية ويعزز تجربة الزائرين.

وأكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل لن يُقلل من أهمية متحف التحرير أو يحد من مكانته فالمتحف المصري لن يموت فهو لا يزال، منذ افتتاحه عام 1902، واحدًا من أهم المؤسسات الثقافية على مستوى العالم، فقد شكّل على مدى أكثر من قرن وجهة رئيسية للزائرين من المصريين. والأجانب، فيما تبقى مجموعته الأثرية الفريدة مرجعًا أساسيًا للمتخصصين في علم المصريات ومحبي الحضارة المصرية القديمة على حد سواء.

من جانبه.. قال الدكتور أحمد حميدة رئيس قطاع المتاحف، إن افتتاح هذا المعرض يعد المرحلة الثانية من مشروع تطوير المتحف، بعد افتتاح معرض دائم للوحات معبد “وادي السبوع” بأسوان قبل عامين، على أن تتبعه مراحل لاحقة لعرض مجموعات من الفخار من عصور مختلفة بما يثري تجربة الزائر ويقدم رؤية متكاملة عن الحضارة المصرية القديمة، مشيداً بطريقة عرض القطع داخل المعرض باعتباره نموذجًا لتطوير العرض المتحفي وفق أساليب علمية حديثة، تروي قصة القطع الأثرية وتمنح الزائر تجربة معرفية وثقافية متكاملة.

 

بدوره.. قال الدكتور علي عبدالحليم مدير المتحف المصري بالتحرير، إن اللوحات معروضة في الغرفة رقم (13) خلف تمثالي الملك “أمنحتب الثالث” والملكة تي بالدور الأرضي، وتتميز بألوانها الزاهية وتصاميمها الفنية غير التقليدية، إذ كانت تزين جدران وأرضيات وسقوف القصر الملكي، مما يمنحها قيمة تاريخية وفنية استثنائية، فهي أيقونة لفن العمارنة، إذ أثرت بشكل ملحوظ في الفن خلال عصر الملك إخناتون. وأضاف أن المعرض يضم أيضاً قطعًا أثرية مميزة، من بينها تمثال الكاتب الشهير أمنحتب بن حابو، ورأس الملكة تي وإناء يحمل اسمها، وذلك في إطار عرض متكامل يبرز السياق التاريخي للمنطقة. في السياق.. وصف أندرياس فيدلر نائب السفير الألماني بالقاهرة هذا الافتتاح بأنه "تتويج للتعاون الثقافي العميق بين مصر وألمانيا، وتجسيد لقيمة التراث المصري بوصفه إرثًا عالميًا مشتركًا”. فيما أكد توبياس فون غيلسا رئيس قسم الثقافة والتعليم بالسفارة الألمانية في القاهرة أن المعرض لا يثري فقط المتحف المصري بالتحرير، بل يسهم أيضًا في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعبين المصري والألماني.

وأكدت الدكتورة ياسمين الشاذلي نائب مدير المركز الأمريكي للأبحاث بالقاهرة، أن دعم مركز البحوث الأمريكي بالقاهرة لهذا المشروع ينبع من إيمانه الراسخ بأهمية الأبحاث الأثرية والحفاظ على التراث، مشيرةً إلى أن لوحات "الملقطة" تكشف عن جوانب فنية لم تكن معروفة من قبل عن عصر الملك أمنحتب الثالث.

كما قدمت الدكتورة ريجينا شولتز أستاذ زائر بجامعة ميونخ والدكتورة مارتينا أولمان أستاذ علم المصريات بجامعة ميونخ الألمانية، عرضا تقديميا عن تاريخ الجداريات ومراحل ترميمها منذ بدء الدراسات العلمية وحتى الانتهاء الكامل من ترميمها وعرضها بالقاعة.

 

ويأتي هذا الافتتاح في إطار مشروع تطوير المتحف المصري بالتحرير، لإبراز كنوزه الأثرية وفق أحدث المعايير العالمية للعرض المتحفي وتعزيز دوره كمنارة ثقافية بارزة على المستويين المحلي والدولي.

ويُعد قصر الملك أمنحتب الثالث في الأقصر أبرز نموذج موثق لقصور مصر القديمة. شُيّد في أواخر عهد الملك ليكون مقرًا رئيسيًا لاحتفالات عيد التجديد الملكي (عيد السِد)، وقد تميز القصر بزخارفه الفنية الرائعة ورسوماته الملونة.

تم نسخ الرابط