نائب السفير الصيني: العلاقات المصرية الصينية في ذروة قوتها
ألقى تشانج تاو، نائب السفير الصيني بالقاهرة، كلمة شاملة في الندوة التي عُقدت تحت عنوان "تذكر التاريخ والتضامن والتعاون والسعي إلى التنمية المشتركة وخلق مستقبل أفضل"، بمناسبة قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين والذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية الثانية على الفاشية.

في كلمته، رحّب نائب السفير بالحضور من الشخصيات الدبلوماسية والإعلامية المصرية، بينهم السفير عمرو حمزة، السفير عزت سعد، والسفير علي الحفني، مؤكدًا أن الحدثين اللذين استضافتهما الصين مؤخرًا— إحياء ذكرى الانتصار العظيم في الحرب العالمية الثانية، وقمة منظمة شنغهاي في تيانجين— يحملان دلالات استراتيجية وتاريخية عميقة.

إحياء ذكرى النصر: التاريخ مُلهم المستقبل
أوضح تشانج تاو أن الصين لم تنسَ التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبها خلال حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، والتي بلغت نحو 35 مليون ضحية من المدنيين والعسكريين، معتبرًا أن هذا النصر كان نقطة تحول تاريخية نحو نهضة الأمة الصينية، كما ألهم شعوبًا أخرى في العالم الثالث لخوض معارك التحرر الوطني.
وأضاف أن ذكرى الانتصار تعني أيضًا التمسك بالنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن قضية تايوان جزء لا يتجزأ من هذا النظام.
وأكد في هذا السياق على تقدير الصين لموقف مصر الثابت والداعم لمبدأ "صين واحدة".

قمة تيانجين: منظمة شنغهاي تكتب فصلًا جديدًا
انتقل نائب السفير للحديث عن قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين 2025، التي وصفها بأنها الأكبر والأكثر ثمارًا في تاريخ المنظمة، حيث جمعت 23 قائدًا وممثلاً عن دول أعضاء وشركاء، بينهم رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
وأشار إلى أن الرئيس شي جين بينغ طرح خلال القمة "التمسكات الخمس" التي تجسد روح شنغهاي: البحث عن القواسم المشتركة، المنافع المتبادلة، الانفتاح والشمولية، العدالة والإنصاف، والبراغماتية والكفاءة. كما أصدرت القمة إعلان تيانجين الذي شدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، في موقف يعكس دعم المنظمة للقضية الفلسطينية.
مبادرة الحوكمة العالمية: رؤية صينية لمستقبل مشترك
وخصّ تشانج تاو بالحديث مبادرة الحوكمة العالمية التي أطلقها الرئيس شي، معتبرًا أنها استجابة لتحديات عصرنا المتمثلة في ضعف تمثيل الجنوب العالمي وتراجع فاعلية المؤسسات الدولية.
وأوضح أن المبادرة تقوم على خمسة مبادئ أساسية أبرزها: المساواة في السيادة، الالتزام بالقانون الدولي، التعددية، النهج الإنساني، والبراغماتية.
وأكد أن الصين لا تسعى إلى هدم النظام الدولي بل إلى إصلاحه وتعزيزه، بما يجعله أكثر عدلاً وإنصافًا، وهو ما لقي ترحيبًا واسعًا من المجتمع الدولي ومن مصر على وجه الخصوص.

العلاقات المصرية – الصينية: في ذروة قوتها
شدد نائب السفير على أن العلاقات بين القاهرة وبكين تعيش "ذروتها"، مشيرًا إلى اللقاءات المكثفة بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي مؤخرًا.
وأكد أن البلدين يعملان على تعزيز التكامل بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، مع التوسع في مجالات التعاون مثل الطاقة الجديدة، التصنيع المشترك، وتحلية المياه. كما كشف عن استضافة مصر في أكتوبر المقبل المنتدى الأول للاستثمار الصيني – المصري، بمشاركة واسعة من الشركات وغرف التجارة الصينية، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتحويل التوافقات السياسية إلى مشاريع عملية تخدم الشعبين.
اختتم تشانج تاو كلمته بالتأكيد أن الصين ومصر، كعضوين بارزين في الجنوب العالمي، تتحملان مسؤولية تاريخية في الدفاع عن النظام الدولي العادل، وصون السلام، وتعزيز التنمية المشتركة.




