عاجل
الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

الخلاف بين ترامب ونتنياهو.. ربما يكون خدعة استراتيجية جديدة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أثارت التقارير الأمريكية الأخيرة عن توتر العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصًا مع تكرار سيناريو مشابه سبق العدوان الإسرائيلي على إيران، حين روجت الصحف الأمريكية لوجود خلافات بين الطرفين ثم تبيّن لاحقًا أن ما نشر لم يكن إلا غطاءً إعلاميًا لتشتيت الانتباه.



 

صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت اليوم الخميس إن ترامب يشعر بإحباط متزايد من نتنياهو بسبب إصراره على الاعتماد على القوة العسكرية ضد حماس، في حين يفضّل هو خيار التفاوض. لكن مراقبين يرون أن هذه الرواية قد تكون جزءًا من "خدعة استراتيجية إعلامية" تهدف إلى تحقيق عدة أهداف متوازية.

 

الخدعة موجهة ضد من؟

 

ما ذكرته الصحافة الأمريكية عن خلاف بين نتنياهو وترامب يطرح تساؤلًا: الخدعة الجديدة التي تحاك بين تل أبيب وواشنطن موجهة ضد من؟ 

1 - الداخل الأمريكي:

 

إذ تمنح ترامب مساحة للظهور بمظهر القائد المتوازن الذي يسعى إلى التهدئة بينما يرفض الاندفاع الإسرائيلي، وهو ما قد يكسبه نقاطًا في الداخل السياسي، خاصة مع الجمهوريين المترددين.

2 - الأطراف العربية والإسلامية: 

الهدف إقناع الرأي العام العربي بأن واشنطن ليست شريكًا كاملاً في التصعيد، وبالتالي الحد من الغضب تجاه الإدارة الأمريكية.

3 - إيران وحلفاؤها:

 الرسالة قد تكون أن الولايات المتحدة منقسمة حول دعم إسرائيل، مما يزرع الشكوك لدى طهران ويؤثر على حساباتها الاستراتيجية.

 

4 - الوساطة القطرية: إبراز غضب ترامب من نتنياهو قد يمنح الدوحة دفعة في لعب دور الوسيط، بينما تستفيد واشنطن من إبقاء قنوات التفاوض مفتوحة عبرها. 5 - مغامرة عسكرية إسرائيلية:

قد يكون ما يثار عن خلاف بين نتنياهو وترامب يهدف للتغطية على الإعداد لمغامرة عسكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

 

التاريخ القريب يشير إلى أن "التباينات المعلنة" بين واشنطن وتل أبيب كثيرًا ما كانت أداة سياسية وليست خلافًا حقيقيًا، فترامب، رغم ما يُقال عن استيائه، لا يزال يفاخر بتحالفه مع إسرائيل واتفاقات التطبيع التي رعاها، بينما يستثمر نتنياهو نفوذه داخل الكونجرس والإعلام الأمريكي لتعزيز صورته كحليف لا غنى عنه.

تبقى التساؤلات قائمة: هل نحن أمام "خلاف حقيقي" يهدد العلاقة بين الرجلين، أم مجرد خدعة استراتيجية متكررة تستهدف هذه المرة الداخل الأمريكي والرأي العام العربي على حد سواء؟ الإجابة ستتضح أكثر في الأيام المقبلة مع تطور الميدان الدبلوماسي والعسكري على حد سواء.

في سياق ذي صلة ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال صباح اليوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بإحباط متزايد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها أوضحت أنه ليس من المؤكد ما إذا كان هذا الغضب سيدفعه إلى اتخاذ خطوات عملية.

وبحسب الصحيفة، قال ترامب لمساعديه في الأسابيع الأخيرة إن نتنياهو يفضل الاعتماد على القوة العسكرية لإجبار حركة حماس على الاستسلام، في حين أن الرئيس الأمريكي يميل إلى خيار المفاوضات. وبلغت حدة التوتر ذروتها بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ترامب قال عن نتنياهو في حديث مع كبار مستشاريه، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو: "إنه يخدعني"، وذلك خلال نقاش حول الرد الأمريكي على الهجوم الإسرائيلي.

وأضاف التقرير أن ترامب تحدث مع نتنياهو مرتين بعد الهجوم، حيث عبّر في المرة الأولى عن استيائه، بينما اتسمت المحادثة الثانية بطابع ودي أكثر، وركزت على تقييم نتيجة الضربة العسكرية على قيادات حماس في قطر.

 

كما أجرى ترامب اتصالاً مع أمير قطر أكد خلاله أهمية التحالف مع الولايات المتحدة ورحب بالوساطة القطرية.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن العلاقة بين الرئيس ورئيس الوزراء "ممتازة"، واصفا التقارير المخالفة لذلك بأنها "أخبار كاذبة". وأضاف أن القيم والمصالح بين البلدين متوافقة بشكل كامل.

وتساءلت الصحيفة عن سبب سماح ترامب لنتنياهو بالتصرف بخلاف رغباته، رغم أنه يفضل عادة أن تكون له اليد العليا.

 

وأشارت إلى أن السبب يعود إلى شعور الطرفين بأنهما "توأم روح"، إذ يعتبر كل منهما أنه يتعرض لاضطهاد من النخب، بما في ذلك عبر المحاكم، ويؤمنان بدورهما في "إصلاح نظام فاسد".

 

كما لفت التقرير إلى أن من أسباب متانة العلاقة بينهما نفوذ نتنياهو داخل الكونجرس الأمريكي وتأثيره على وسائل الإعلام الجمهورية، إضافة إلى كثرة لقاءاته مع مشرعين أمريكيين في إسرائيل، وظهوره في مقابلات إعلامية بالولايات المتحدة تحظى بمتابعة واسعة من مؤيدي ترامب.

ورغم امتعاضه من سياسات نتنياهو، يفضل ترامب تجنب الخلاف العلني معه، إذ يفخر بعلاقته الوثيقة به وبالدعم الذي يقدمه لإسرائيل، ويتباهى باتفاقات إبراهيم التي يسعى لتوسيعها وزيادة التطبيع مع دول عربية أخرى. 

كما أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يحرص على كسب ود الدائرة المقربة من ترامب، حيث شارك مؤخرا مع السفير مايك هاكابي في افتتاح ممشى بمدينة بات يام أطلق عليه اسم ترامب.

ومع ذلك، يخشى الرئيس الأمريكي أن يكون الهجوم الإسرائيلي على الدوحة قد أضر بمفاوضات صفقة تبادل الرهائن بشكل كبير.

وأوضح تقرير لموقع بوليتيكو أن ترامب ومساعديه قلقون من أن خطوات نتنياهو المتكررة قد تعرقل أي تقدم.

 ونقل الموقع عن مصدر مقرب من فريق الأمن القومي للرئيس قوله: "في كل مرة يحرز فيها تقدم، يقدم نتنياهو على قصف جديد"، وهو ما يثير استياء الإدارة الأمريكية.

من جانبها، بررت مصادر إسرائيلية الهجوم بالقول إن تقديراتها كانت تشير إلى أن حماس سترفض مقترحات ترامب مهما كان الموقف. 

في حين أكد مصدر أمريكي أن الرئيس "يشعر بإحباط متزايد" من خطوات نتنياهو التي وصفها بأنها "عدوانية ومتسرعة"، بينما اعتبر آخرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتلاعب" بحلفائه في الولايات المتحدة ويضعهم في مواقف صعبة دون سابق إنذار.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز