
الرئيس الأمريكي يصف زيارته للمملكة المتحدة بالتكريم الأهم في حياته
بالصور.. بريطانيا تستعرض عراقتها أمام "ترامب"

عادل عبدالمحسن
اتسمت الزيارة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا بطابع استثنائي غير مسبوق، حيث حرصت السلطات البريطانية على إخراجها في أبهى صورة ممكنة داخل أروقة قلعة وندسور، في ظل أجواء احتفالية رسمية حملت رسائل بروتوكولية عميقة.

منذ البداية، سعت لندن إلى جعل الزيارة حدثًا بروتوكوليًا يليق بالضيف الأمريكي.
فخلال مأدبة العشاء الرسمية مساء اليوم الأول، وصف ترامب الاستقبال البريطاني بأنه "من أسمى مراتب التكريم في حياته".

ولم يكن أي تفصيل بعيدًا عن الرمزية؛ إذ قُدِّم كونياك من عام 1912، عام ميلاد والدته، ونبيذ بورت من عام 1945، في إشارة إلى كونه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، رغم امتناعه المعروف عن تناول الكحول.


خلال الساعات الأولى من اليوم التالي، استُعرض أكبر حرس شرف وموكب بروتوكولي خاص بالرئيس الزائر، أعقبه وضع إكليل من الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يُختتم بعرض جوي مبهر لفريق Red Arrows على طراز Trooping the Colour، في نسخة وُصفت بأنها "Trooping the Donald".
ورغم أن بريطانيا تعيش مرحلة غير مسبوقة من تراجع قوتها العسكرية منذ ثلاثة قرون، فإن كثافة المراسم العسكرية بعثت برسالة مغايرة، وكأن ترامب ضيف على قوة عظمى في أوجها.
اختيرت قلعة وندسور لتكون مسرح الزيارة بدلًا من قصر باكنجهام الخاضع لأعمال تجديد، وهو الموقع ذاته الذي شهد أول زيارة دولة لترامب عام 2019. وقد بدت القلعة، بموروثها التاريخي الممتد منذ عهد ويليام الفاتح، مكانًا مثاليًا لإقامة هذا الاستعراض البروتوكولي.
وصل الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا على متن المروحية الرئاسية "مارين وان"، بعد إغلاق مؤقت للمجال الجوي في محيط مطار هيثرو.
وكان في استقبالهما أمير وأميرة ويلز، قبل أن ينضم الملك وعقيلته لاستقبال الوفد الأمريكي على درجات فيكتوريا هاوس.
الموكب الملكي جاب حديقة هوم بارك داخل أسوار وندسور بمشاركة عدد من المدربين الملكيين تمثل الأقاليم البريطانية الثلاثة، وسط اصطفاف نحو 1100 من عناصر القوات المسلحة على طول الطريق.
المشهد لم يشارك فيه سوى الحشود العسكرية وبعض قطعان الخيول من مزارع وندسور، في ظل قيود أمنية مشددة من جهاز الخدمة السرية الأمريكي.
الملك اصطحب ترامب لتفقد حرس الشرف المؤلف من ثلاثة أفواج مشاة، في إشارة واضحة لخصوصية المناسبة، بعدما واجه الرئيس انتقادات في زيارته الأولى عام 2018 حين تقدم أمام الملكة الراحلة.
هذه المرة، بدا ترامب أكثر التزامًا بالبروتوكول، وتوقف عدة مرات لمديح الضباط المرافقين.
الزيارة حملت كذلك بُعدًا دبلوماسيًا؛ إذ شارك في تنظيمها السفير الأمريكي الجديد في لندن وارن ستيفنز، إلى جانب نائب السفير البريطاني في واشنطن جيمس روسكوي، بعد استبعاد اللورد ماندلسون بشكل مفاجئ من المهمة.
لتكون الحصيلة في النهاية زيارة بروتوكولية استثنائية، جمعت بين مظاهر العظمة الملكية ورغبة لندن في تأكيد مكانتها التقليدية، ورسخت في ذاكرة ترامب كأحد أبرز الاستقبالات الرسمية التي حظي بها في مسيرته السياسية.