السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

العرب مروا من هنا.. بصمات خالدة على طريق الكرة الذهبية

الكرة الذهبية
الكرة الذهبية

في كل خريف، تتجه أنظار عشاق كرة القدم نحو باريس، حيث تُضاء قاعة "دو شاتليه" بأنوار الذهب وتُفتح الستارة على أكبر مشهد فردي في عالم المستديرة: تتويج صاحب الكرة الذهبية. هي لحظة لا تُشبه سواها، يترقبها الملايين بشغف، فيما يجلس اللاعبون الكبار على مقاعدهم بقلوب نابضة، يحلمون بأن يُنادى اسمهم لاعتلاء منصة المجد. وبين كل هذه الأسماء القادمة من أوروبا وأمريكا الجنوبية، لا يزال الحلم العربي حاضرًا.. حلم أن يمر من هنا نجم يحمل أصول هذه الأرض، ليترك للعالم توقيعًا عربيًا على صفحة الذهب.

ورغم قلة الفرص وندرة الحضور، فقد نجح العرب مرتين فقط في اقتحام هذا العرش. مرتان كانتا كافيتين ليدرك العالم أن لهذه المنطقة أبناء قادرين على المنافسة مع عمالقة اللعبة، وهما اللحظتان اللتان حملتا توقيع زين الدين زيدان وكريم بنزيما.

زيدان.. الفتى القادم من بجاية

من أزقة بجاية في الجزائر خرج الطفل الذي سيصبح "زيزو"، أحد أعظم نجوم الكرة عبر العصور. ورغم أن اسمه ارتبط في وقت من الأوقات بمنتخب الجزائر، فإن اختياره كان فرنسا، وهناك كتب مجده الكبير. عام 1998، لم يكن مجرد عام عادي، بل كان عام زيدان. قاد "الديوك" للتتويج بكأس العالم على أرضهم، مسجلًا هدفين تاريخيين في شباك البرازيل، قبل أن يقود يوفنتوس للقب الدوري الإيطالي ويصل معه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. بهذا البريق، جلس زيدان على عرش الكرة الذهبية متصدرًا التصويت بـ244 صوتًا، متفوقًا بفارق ساحق على دافور شوكر ورونالدو البرازيلي. ولم يكتفِ بذلك، بل عاد ليحل وصيفًا عام 2000 وثالثًا في 1997، راسخًا اسمه بين أعظم من لامسوا المستديرة.

بنزيما.. الامتداد الطبيعي للأسطورة

بعد أكثر من عقدين، خرج من بجاية اسم آخر ليُعيد الحلم إلى الواجهة: كريم بنزيمة. ومثل زيدان، فضّل بنزيمة تمثيل فرنسا، لكن إنجازه حمل في طياته رمزية عربية لا تُخطئها العين. عام 2022 كان عامًا استثنائيًا لمهاجم ريال مدريد، إذ قاد فريقه للفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وسجل حضورًا استثنائيًا جعل التصويت يحسم مبكرًا لصالحه. جمع بنزيمة 549 نقطة، متفوقًا على ساديو ماني (193 نقطة) وكيفين دي بروين (175 نقطة)، ليصبح ثاني لاعب من أصول عربية يرفع الجائزة الأغلى في تاريخ اللعبة، ويمثل الامتداد الطبيعي لأسطورة زيدان.

الحلم لم ينتهِ بعد

قد يكون سجل الفائزين اقتصر على زيدان وبنزيمة، لكن مجرد وجودهما على المنصة الذهبية فتح الباب أمام أجيال كاملة من المواهب العربية. فالكرة الذهبية لم تعد مجرد جائزة فردية، بل رمزًا لطموحات الملايين من المحيط إلى الخليج، الذين يحلمون برؤية أحد أبنائهم يرفع الكأس في قلب باريس من جديد.

تم نسخ الرابط