الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شهادات قادة العالم عن جمال عبدالناصر يوم رحيله

الزعيم الراحل جمال
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر

في مساء يوم" 28 سبتمبر 1970"، أُعلن نبأ وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز 52 عامًا، بعد ساعات من اختتام قمة عربية استضافتها القاهرة لوقف نزيف الدم في الأردن.

 

 
 

لم يقتصر وقع الخبر على مصر والعالم العربي، بل دوى في العواصم العالمية، حيث سارع قادة الدول إلى إصدار بيانات نعي رسمية، عبّروا فيها عن تقديرهم لدور عبدالناصر كزعيم ترك بصمة عميقة في السياسة الدولية وحركات التحرر الوطني.

 

 

الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون: خسر العالم قائدًا بارزًا

أصدر البيت الأبيض بيانًا عاجلًا أعرب فيه الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" عن صدمته، قائلاً: لقد صُدمت بخبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر المفاجئة، لقد فقد العالم قائدًا بارزًا خدم بلا كلل من أجل قضيّة بلاده والأمة العربية. 

هذا الفقد المأساوي يتطلب من جميع الدول، وخاصة دول الشرق الأوسط، تجديد الجهود لتهدئة النفوس، وتحقيق تفاهم متبادل، وبناء سلام دائم.

وكان هذا التصريح لافتًا في ظل توتر العلاقات المصرية–الأمريكية خلال حقبة عبد الناصر، ويعكس إدراك واشنطن لأهمية دوره الإقليمي.

 

الاتحاد السوفييتي: حليف استراتيجي يودّع «قائد النضال ضد الاستعمار 

 أصدرت القيادة السوفييتية بيانًا رسميًا وصفت فيه عبدالناصر بأنه"قائد النضال ضد الإمبريالية"، وأشادت بدوره في دعم حركات التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وأكدت موسكو أن وفاته تمثل خسارة كبرى للقوى التقدمية في العالم، مشيرة إلى عمق التحالف الذي جمع مصر بالاتحاد السوفيتي منذ بناء السد العالي حتى تسليح الجيش المصري.

الملك حسين بن طلال: “رحل رفيق الكفاح” 

عبّر "الملك حسين عاهل الأردن"، الذي حضر الجنازة، عن حزنه العميق رغم التوترات التي سبقت القمة العربية، قائلاً: "رحل رفيق الكفاح الذي لم يتوقف يومًا عن العمل من أجل القضية العربية، حتى آخر لحظة في حياته.

وجاءت كلماته لتؤكد مكانة عبد الناصر كقاسم مشترك في العمل العربي، رغم الخلافات السياسية.  

ياسر عرفات: "خسارة لا تعوّض لفلسطين والأمة 

ونعى "ياسر عرفات"، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبد الناصر باعتباره "الأب الروحي للقضية الفلسطينية"، قائلاً:  لقد فقدت فلسطين نصيرها الأكبر، وفقدت الأمة العربية قائدًا لا يعوّض.

وكان عبد الناصر قد استضاف قمة القاهرة قبل وفاته بساعات لوقف الاقتتال في الأردن وحماية المقاومة الفلسطينية.  

زعماء حركة عدم الانحياز: وداع رجل التوازن الدولي

 

بعث الرئيس اليوجوسلافي "جوزيف بروز تيتو" ورئيس وزراء الهند "إنديرا غاندي" برسائل تعزية أكدا فيها أن عبد الناصر كان "ركيزة أساسية لحركة عدم الانحياز"، التي جمعت دول العالم الثالث على الحياد الإيجابي في مواجهة الحرب الباردة.

وقالت إنديرا غاندي: لقد فقدنا زعيمًا نادرًا استطاع أن يمنح الشعوب المستضعفة الأمل في عالم أكثر عدالة. 

 

قادة أفريقيا وآسيا: ناصر رمز التحرر من غانا إلى الجزائر

وتوالت بيانات النعي التي وصفت عبد الناصر بأنه "رمز للتحرر من الاستعمار، وقال الرئيس الجزائري "هواري بومدين" في برقية رسمية: رحيل جمال عبد الناصر خسارة للثورة الجزائرية ولكل شعب ناضل من أجل الحرية.

أما الرئيس التنزاني "جوليوس نيريري" فأشاد بـ"التزامه العميق بمساعدة الشعوب الأفريقية على كسر قيود الاستعمار.

 

جنازة تاريخية تؤكد الإجماع 

وفي اليوم التالي، شارك عشرات القادة والملوك في الجنازة التاريخية بالقاهرة، بينهم ملك المغرب الحسن الثاني، والرئيس السوري نور الدين الأتاسي، وممثلون عن معظم دول العالم، في مشهد عبّر عن "إجماع دولي على مكانة عبد الناصر"، حتى من خصومه.

أجمعت بيانات الزعماء على أن جمال عبد الناصر كان "أكثر من رئيس دولة"؛ فقد مثّل في نظر العالم "رمزًا للتحرر الوطني والتوازن الدولي"، وقائدًا تجاوز حدود بلده ليؤثر في مصائر شعوب بأكملها.

ورغم الخلافات السياسية التي أحاطت بفترة حكمه، فإن شهادات القادة يوم رحيله كشفت عن تقدير عالمي لشخصية استثنائية غيّرت ملامح القرن العشرين.

تم نسخ الرابط