السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المتحف المصري الكبير.. عظمة المصريين قديمًا وحديثًا

بوابة روز اليوسف

تحقق الحلم وتم بناء متحف يضم آثار أقدم حضارة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة حضارة 5000 سنة والتي آثارها تملأ أشهر متاحف العالم، ورغم ذلك ما زال الكثير منها تحت الأرض لم يكتشف بعد.. وتم بناء المتحف المصري بالتحرير سنة 1902 ومتاحف أخرى في محافظات مصر ولكن الاكتشافات الدائمة تخرج لنا الكثير من القطع الأثرية التي ملأت المخازن والمتاحف فكان لا بد من بناء متحف جديد كبير بالقرب من هضبة الأهرامات ليشهد العالم عظمة المصريين في الماضي والحاضر. ويُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة، ويجسد رؤية حديثة لعرض التاريخ باستخدام أحدث تقنيات القرن 21.

 

ومساحة موقع المتحف 117 فدانا أي حوالي 490.000 متر مربع. وبدأ العمل في إنشاءات مبني المتحف عام 2012، ولكن كانت وتيرة العمل بطيئة بسبب أحداث ثورة يناير وثورة 30 يونيو حتى عام 2016 التي تعد نقطة إطلاق الأعمال حتى تم الافتتاح التجريبي للمتحف والانتهاء من جميع الأعمال والإعلان عن الافتتاح الرسمي له في 1 نوفمبر المقبل.

 

تصميم المتحف مستمد من الخطوط الهندسية لأهرامات الجيزة، حيث اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

ما يضمه المتحف وسيناريو العرض

 يرتكز سيناريو العرض المتحفي حول ثلاثة محاور هي: المجتمع، الملكية، والمعتقدات الدينية ويضم 57 ألف قطعة أثرية والمسلة المعلقة للملك رمسيس الثاني والبهو والدرج العظيم والقاعات الـ 12 الرئيسية. قاعات الملك توت عنخ آمون: أيقونة المتحف، التي ستُفتتح مع الافتتاح الرسمي الكامل له، لتعرض لأول مرة في مكان واحد المجموعة الكاملة للملك الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922. وتضم أكثر من 5300 قطعة

  متحف مراكب الملك خوفو: يعرض به المركب الأولى التي تم نقلها من مكان عرضها بمنطقة أهرامات الجيزة والمركب الثانية التي تم اكتشافها ونقلت ألواحها ليتم ترميمها وإعادة تركيبها أمام الزائرين بمتحف المراكب.

متحف للطفل لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية العريقة

مركز الترميم: هو مركز عالمي تعليمي بحثي تدريبي لعلم المتاحف والمصريات والآثار ويحتوي على معامل متعددة في كل التخصصات ومجهز بأحدث أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

وسائل التكنولوجيا الحديثة

وبالمتحف أيضا شاشات رقمية بالبهو تسمع بالتصوير الشخصي وتعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته. وقاعات محاكاة رقمية لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تصميم المقابر ومقتطفات من نقوش ورسومات الجدران. وقاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط  (HoloLens)، والتي تتيح للزائر - عبر نظارات خاصة - رحلة افتراضية لتطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر وحتى بناء الهرم. وأيضا يوجد عروض تفاعلية بقاعات الملك توت عنخ آمون تشمل محاكاة لمقبرته وقصة اكتشافها، وعرض رقمي لمجموعة من أبرز القطع التي عُثر عليها داخل المقبرة.

أهم القطع المهمة بالمتحف    

المسلة المعلقة

هي مسلة خاصة بالملك رمسيس الثاني قادمة من صان الحجر في عدة أجزاء وتم ترميمها وإعادة تجميعها أمام واجهة المتحف المصري الكبير، ويعد هذا التصميم الأول من نوعه في مصر والعالم، ويتيح التصميم للزائر رؤية فريدة لخرطوش الملك رمسيس الثاني الموجود أسفل بدن المسلة في بانوراما عرض مختلفة، والذي ظل مخفيًا عن الأنظار أكثر من 3500 عام، بحيث يقف الزائر على لوح زجاجي تحت قدميه مستقرًا فوق قاعدة المسلة الأصلية ناظرًا إلى أعلى ليرى خرطوش الملك رمسيس الثاني. ويعد الملك رمسيس الثاني أحد أشهر الملوك الذين حكموا مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة وبالتحديد في فترة الأسرة التاسعة عشر حوالي 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد، ويُنظر إليه على أنه الملك الأكثر شهرة والأقوى طوال عصر الامبراطورية المصرية، وسماه خلفاؤه والحكام الاحقين بالجد الأعظم.

 

تمثال الملك رمسيس الثاني

 

هو أولى القطع الآثرية الضخمة التي تستقبل الزائر في البهو العظيم للمتحف المصري الكبير. والتمثال مصنوع من الجرانيت الوردي ويبلغ طوله 11.30 متر ويزن حوالي 83.4 طن.

وقد تم اكتشاف ذلك التمثال عام 1820 بواسطة جيوفاني كافيليا في المعبد العظيم بمنطقة ميت رهينة بالقرب من ممفيس، وتعتبر ميت رهينة أو ممفيس التابعة لمدينة البدرشين هي الموطن الأصلي للتمثال رمسيس الثاني.  وتم العثور على التمثال في 6 أجزاء وتم إعادة تجميعه بواسطة النحات المصري العالمي أحمد عثمان، وذلك في عام 1955 عندما أمر الرئيس جمال عبد الناصر بنقل التمثال وإقامته في باب الحديد المعروف لاحقًا باسم ميدان رمسيس، وقد تم نقل التمثال بعد ذلك في 25 أغسطس 2006 إلى المتحف المصري الكبير.

 

عمود الملك مرنبتاح

 

عمود مصنوع من الجرانيت الوردي تم غكتشافه في مارس 1970 في مدينة اون (عين شمس) بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، ويبلغ طوله 5.60 متر ويزن حوالي 13 طنا. ويعتبر العمود من الأعمدة التذكارية ومزين بنقوش غائرة مكتوبة بالخط الهيروغليفي وعليه نصوص تحكي عن الانتصار التاريخي الذي حققه الملك الباسل مرنبتاح على الليبيين في المعركة التي دارت في العام الخامس من حكمه، والتي تعد إحدى المعارك الحربية الشهيرة في فترة حكم الرعامسة. تم نقل العمود إلى القلعة عام 2006 لإجراء أعمال ترميم عليه، وظل بالقلعة إلى أن تم نقله إلى المتحف المصري الكبير. الملك مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نفرت، وترتيبه الرابع عشر من بين أبناء الملك رمسيس الثاني، وقد استمر حكم الملك مرمنبتاح حوالي عشر سنوات من عام 1213 إلى عام 1203 قبل الميلاد.

تمثال لملك وملكة من العصر البطلمي

تم اكتشاف التمثالين بواسطة إدارة الآثار الغارقة في المدينة القديمة المفقودة (ثونيس) باللغة المصرية أو (هيركليون) باليونانية. وقد كانت تلك المدينة هي ميناء لجميع السفن القديمة التي تدخل إلى الإسكندرية عاصمة مصر في العصر البطلمي. ومن المحتمل أن ارتفاع منسوب مياه البحر والزلازل قد أدى إلى إغراق تلك المدينة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط. وبالنسبة لتمثال الملك فمن المرجح أنه يمثل الملك بطلميوس الثاني، والتمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، وقد صُور الملك في هيئة الحكام المصريين، حيث كان الملوك البطالمة يصورون أنفسهم في صورة الحكام المصريين ليتقربوا للشعب المصري. أما بالنسبة لتمثال الملكة، فمن المرجح أنها الملكة أرسينوي الثانية زوجة الملك بطلميوس الثاني، والتمثال مصنوع أيضا من الجرانيت الوردي، وقد تم تقديس الملكة أرسينوي بعد وفاتها وعُرفت بأنها حامية البحارة.

الدرج العظيم

هو إحدى قاعات العرض التي يتميز ويتفرد بها المتحف المصري الكبير عن باقي المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الآثرية الثقيلة التي تجسد روائع فن نحت في مصر القديمة، والتي تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني. وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي جميل يبين أهرام الجيزة الخالدة. ويتدرج الدرج العظيم طبقًا لسيناريو العرض المتحفي إلى.. أربع موضوعات رئيسية:

الموضوع الأول: الهيئة الملكية

وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك التي مرت بمراحل تطورا وتغيرات عديدة شهدها الفن الملكي في مصر القديمة، وبالرغم من ذلك كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم في التماثيل. ومن أهم التماثيل المعروضة على الدرج العظيم.   تمثال للملك سيتي الأول من الجرانيت الوردي. تمثال للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوع من الكوارتزيت، ويظهر عليه أميرتان، وقد أُعيد استخدام التمثال مرة أخرى في عهد الملك رمسيس الثاني والملك مرنبتاح. تمثال للملك سيتي الثاني مصنوع من الكوارتزيت، من عصر الدولة الحديثة. تمثال للملك أمنحتب الثالث. تمثال للملكة حتشبسوت. تمثال للمبارطور الروماني كاراكالا من الجرانيت الأحمر.

الموضوع الثاني: الدور المقدسة.. أماكن العبادة

كانت مسؤولية تشييد المعابد بمختلف أنواعها تقع على عاتق الملك، بجانب أنه يؤول إليه شؤون صيانة مرافق المعابد وتجميلها، وقد خُصصت المعابد الجنائزية للملوك بعد وفاتهم وكان يعتبر كل معبد بمثابة السكن الخاص بالمعبودات وكانت أرواح هذه المعبودات تكمن في التماثيل الموضوعة أمام المعابد.

ومن أهم القطع المعروضة في هذا السياق:

عمودان وعتب من الجرانيت الأحمر للملك ساحورع من عصر الدولة القديمة. تمثال على هيئة أبو الهول للملك أمنمحات الثالث. بوابة الملك أمنمحات الأول. عمودان وعتب للملك سوبك إم ساف الأول من عصر الدولة الوسطى. ناووس للملك سنوسرت الأول. مسلة للملك مرنبتاح. قمة مسلة للملكة حتشبسوت. - ناووس للملك رمسيس الثاني. ناووس للملك نختنبو الثاني.

الموضوع الثالث: الملوك والمعبودات.. الملك وعلاقته بالمعبودات

كانت هناك علاقة وطيدة في مصر القديمة بين كل من الملوك والمعبودات، وكانت تلك العلاقة قائمة على مبدأ تقسيم المسؤوليات بين الملك والمعبودات، فالمعبودات تتعهد بكل مايتعلق بشؤون السماء والنيل والصحراء والعالم الآخر، أما الملك فقد كان حلقة الوصل بين المعبودات والبشر ومركز الوجود كله باعتباره ممثلًا للمعبود على الأرض، وكان مسؤولًا عن حكم مصر والحفاظ على أمن واستقرار الدولة وتأمين حدودها. وفي هذا القسم يتم عرض مجموعة متميزة من تماثيل المعبودات والتماثيل الزوجية وتماثيل للثالوث المقدس.

ومن أهم القطع المعروضة في هذا السياق:

تمثال للمعبود بتاح من الحجر الرملي. تمثال للملك سنوسرت الأول بالهيئة الأوزيرية. تمثال تمثال للملك رمسيس الثاني في حماية إحدى المعبودات ثالوث من الجرانيت الوردي للمعبود بتاح والملك رمسيس الثاني والمعبودة سخمت. تمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع المعبود رع حور آختي. تمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني والمعبودة عِنات. تمثالين للمعبود سرابيس من العصر الروماني. الموضوع الرابع: الرحلة إلى الحياة الأبدية.. رحلة إلى العالم الآخر يعتبر الموت عند قدماء المصريين بمثابة بوابة المرور إلى العالم الآخر، حيث البعث والحيالة الأبدية، لذا اهتم الملوك في مصر القديمة بالحفاظ على أجسادهم بعد الوفاة، وتم دفنهم إما في الأهرامات أو المقابر الملكية.. وفي هذا القسم يتم عرض مجموعة من التوابيت الملكية ومنهم: تابوت الملكة مِرس عنخ الثالثة من عصر الدولة القديمة. تابوت الأمير خوفو جِدف. تابوت الأميرة نيتوكريس. تابوت جحوتي مِس. تابوت حو سا إيست الأول. تابوت تحتمس الأول.

 

تم نسخ الرابط