عاجل
الأحد 23 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
مهرجان القاهرة السينمائي
البنك الاهلي

خالد النبوي في ندوة القاهرة السينمائي: الممثل حامل أمانة صورة العربي أمام العالم

الفنان خالد النبوي
الفنان خالد النبوي

في أمسية سينمائية استثنائية احتضنها المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حلّ الفنان خالد النبوي ضيفًا على ندوة بعنوان: "من نجم شاب إلى أيقونة سينمائية"، أدارها الكاتب والناقد الفني زين خيري، في احتفاء خاص بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميّز تكريمًا لمسيرة لا تزال ترسخ حضورها في الوعي الجمعي للسينما المصرية والعربية.



 

 

استهل النبوي حديثه مؤكداً أن الممثل، حين يعمل مع صناع عالميين، يحمل أمانة الحفاظ على الهوية العربية، قائلاً: قد لا يدرك بعضهم التفاصيل المتجذرة في ثقافتنا وديننا، وعلى الممثل أن يشرحها ويصونها.

 

وضرب مثالًا من كواليس مسلسل "ممالك النار"، حين أصرّ على أن يؤدي تومان باي الصلاة في أحد المشاهد رغم عدم وجود ماء، موضحًا للمخرج إمكانية التيمم، وهو ما أثار إعجاب الفريق الأجنبي.

 

وتوقف النبوي أمام تجربته في مسرحيته عن الرئيس أنور السادات في الولايات المتحدة، موضحًا أنه كان يعتبرها معركة وعي وصورة ذهنية: كنت أشعر بمسؤولية تقديم صورتنا الحقيقية: نحن لا نسعى للحرب، نريد حقنا فقط. طيبون نعم.. لكننا لسنا ضعفاء.. مؤكدا أنه كان يرفض أي جملة تمس السادات قائلاً: كنت أهدد بالانسحاب فيحذفونها فورًا.

 

 

 

قال "النبوي" إنه حارب طويلًا لتغيير الصورة النمطية للعربي في الوجدان الغربي، مشيرًا إلى تجاربه في فيلمَي "المواطن" و "مملكة الجنة"، حيث رفض ارتداء ملابس رثّة أو متسخة: في "المواطن" أرادوا أن أبدو بملابس متهالكة، فرفضت. اللبناني يهتم بهندامه حتى لو لم يملك مالًا.. وفي "مملكة الجنة" تكرر الأمر: "كنت أجسد طبيبًا عراقيًا، والطبيب نظيف مهما كانت الظروف.

 

تأثر الفنان خالد النبوي، وهو يتحدث عن معاناة المهاجر العربي حلمًا بوطن بديل: بلادنا جنة لا نشعر بها. في الفيلم كنت أحلم أن نحلم هنا، لا هناك حيث يطلبون منك الرحيل.

 

أكد النبوي أن الممثل مسؤول أمام طواقم عمل كاملة: ما ينفعش تتأخر أو تقول تعبان.. أنت تأخذ ملايين وهناك أناس يعملون ويتعبون وأرزاقهم معلقة عليك..وشدد على ضرورة امتلاك الممثل لأدواته الداخلية وانفعالاته الصادقة أمام الكاميرا.

 

استعاد النبوي ذكريات بدايته قائلاً إنه لم يكن يدرك رغبته في التمثيل أثناء دراسته في معهد التعاون الزراعي: وجدت بابًا مكتوبًا عليه "المسرح".. دخلت لأشاهد، فطلب مني المخرج أن أقرأ مشهدًا، وعدت للمبيت بدور بطولة.. ولم ينس إحساسه الأول بالبروفات: شعرت بسعادة غريبة لا تزال ترافقني حتى اليوم.

 

 

توقف أمام أساتذته الذين تركوا أثرًا في مسيرته: عن حسين فهمي: أستاذ وصديق.. تعلمت منه تفاصيل الكواليس التي تسبق الفن.. وعن يوسف شاهين: عبقريته في أدق التفاصيل.. حتى طريقة نطقه "أكشن" تحمل شعورًا مختلفًا.. وعن إيناس الدغيدي التي تنازلت عن عقد فيلم "ديسكو ديسكو" من أجله:قالت لي: اذهب إلى شاهين.. فهو أهم مني. ومزقت العقد بيدها.

 

 

وعن إهدائه تكريمه لعمال السينما قال: في "المهاجر" كانوا يحضّرون لمشهد تفجير لا يتجاوز عشر ثوانٍ، يعملون على حافة الأسوار وبخطورة عالية. خشيت ألا أقدم اللقطة كما يجب فأضيع تعبهم.

 

بهذه الشهادات، بدا خالد النبوي صوتًا فنيًا يربط الحرفة بالكرامة الإنسانية، ويؤمن أن الحضور في السينما العالمية ليس صعودًا فرديًا بل تمثيل أمة كاملة؛ أمةٍ ترفض أن تُختزل أو تُشوَّه هويتها.. وجاء تكريم النبوي كان احتفاءً برحلة تمتد من "المهاجر" و"الطوفان" و"ممالك النار" إلى "الإمام الشافعي"، مرورًا بتجارب عالمية صنعت منه صوتًا عربيًا نادرًا في فضاء السينما الدولية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز