عاجل
الأربعاء 3 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

بعد أن وصلت تكلفتها إلى 366 مليونا

خبراء يكشفون سر ارتفاع فاتورة ميداليات مصر الأولمبية

اللجنة الأولمبية المصرية
اللجنة الأولمبية المصرية

أزمة الميداليات الأولمبية في مصر أزمة منظومة تحتاج إعادة هيكلة شاملة

خبراء يكشفون فجوة تمويل البطل الأولمبي.. وأسرار «هجرة الأبطال» إلى دول أخرى

العريان: ميزانية الوزارة- مهما كانت- لن تكفي لصناعة أبطال ينافسون عالميًا

الحل أن تتحالف الشركات الكبرى في رعاية الأبطال وإنشاء صناديق دعم أولمبي

رواتب هزيلة تدفع الأبطال إلى «الهجرة الرياضية»

على مدار عقدين كاملين، تغيّر واقع إعداد البطل الأولمبي في مصر بشكل جذري. فبينما كانت تكلفة الميدالية الأولمبية في مطلع الألفية لا تتجاوز مليوني جنيه، كشفت بوابة روزاليوسف مؤخرًا عن وصول القيمة التقديرية للميدالية الواحدة اليوم إلى نحو 366 مليون جنيه، وهو رقم ضخم يثير التساؤلات: لماذا تتضخم التكلفة بينما تقل الحصيلة؟ ولماذا تفشل الدولة في صناعة أبطال قادرين على المنافسة العالمية؟



 

في هذا التحقيق نستعرض آراء خبراء ومسؤولين في المنظومة الرياضية، لنكشف بالأرقام والحقائق الأسباب الحقيقية وراء أزمة صناعة البطل الأولمبي في مصر.

 

القماطي: سنتلافى سلبيات اللجان السابقة وأسس ومعايير لتوجيه الدعم

في البداية كشف اللواء شريف القماطي أمين صندوق اللجنة الأولمبية برئاسة المهندس ياسر إدريس أسباب قلة عدد الميداليات التي حققها أبطال مصر في الألفية الجديدة، رغم الملايين التي صرفت على إعداد هؤلاء الأبطال، مرجعًا السبب إلى أنه في العهد السابق قبل انتخاب مجلس اللجنة الأولمبية بتشكيله الجديد كان هناك عدد من السلبيات أبرزها عدم وجود حساب وعقاب.

 

الثواب والعقاب ومحاسبة المقصر

وأوضح أنه بعد انتخاب مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الحالي برئاسة ياسر إدريس قررنا اتباع نظام يتم بموجبه محاسبة الاتحادات التي تفشل في تحقيق الهدف الذي تسعى له ومعرفة أسباب الإخفاق ومحاسبة المسؤول عن الخطأ إذا كان سبب الخطأ عنصرًا بشريًا. 

وأضاف القماطي أننا وضعنا أسسًا ومعايير لتوجيه الدعم بشكل مباشر ولمن يستحق، فالآن سيوجه الدعم إلى الاتحادات والأبطال الذين من يتوقع لهم المنافسة بقوة على ميدالية أولمبية، فزمن التمثيل المشرف قد انتهى.

شريف القماطي
شريف القماطي

 

العريان: رواتب لا تكفي للمعيشة.. فكيف تكفي لبطل أولمبي؟

المهندس شريف العريان، السكرتير العام السابق للجنة الأولمبية ورئيس اتحاد الخماسي الحديث، في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف، يكشف حقيقة صادمة وهي أن رواتب الأبطال الأولمبيين تتراوح بين 700 و1500 جنيه فقط، بينما يبلغ أعلى راتب قبل الضرائب 2000 جنيه. بهذا المبلغ- كما يقول العريان- كيف يمكن لبطل أن يعيش، فما بالك أن ينافس عالميًا ويحقق ميدالية؟

 

التجنيس.. حل يلجأ إليه الأبطال

ويشير العريان إلى تزايد ظاهرة انتقال الرياضيين المصريين للعب تحت رايات دول أخرى، لأنها توفر لهم رواتب محترمة، ودعمًا تدريبياً متقدمًا، إضافة إلى رعاية نفسية وطبية ومعسكرات مكثفة في بيئة احترافية كاملة. وكشف أن هذه العوامل تخلق فجوة واضحة بين الدعم الخارجي والدعم المحلي، ما يجعل التجنيس خيارًا «مغريًا ومفهومًا» للكثير من المواهب.

 

ميزانيات ضخمة.. ووزارة الشباب «وحدها لا تكفي»

العريان أكد أن وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي تبذل أقصى ما تستطيع، لكن ميزانية الوزارة- مهما كانت- لن تكفي لصناعة أبطال ينافسون عالميًا، أو كما قال: الدعم الحكومي موجود لكنه غير كافٍ.

المهندس شريف العريان
المهندس شريف العريان

 

تكلفة إعداد بطل واحد قد تصل إلى ملايين الجنيهات

وأوضح العريان أن إعداد لاعب أولمبي يحتاج إلى 5 عناصر، هي:

1.    سفر لمعسكرات خارجية

2.    تكاليف مدربين أجانب

3.    تجهيزات ومعدات

4.    مشاركات دولية منتظمة

5.    برامج تغذية وطب رياضي

وهذه العناصر لا تستطيع الوزارة تحملها وحدها بالكامل.

 

الشركات الراعية ورجال الأعمال

وقدم العريان الحل لهذه الإشكالية، إذ دعا بشكل مباشر لضرورة أن:

•    تتحالف الشركات الكبرى في رعاية الأبطال

•    يتم إنشاء صناديق دعم أولمبي

•    تتولى كيانات خاصة الإعداد الاحترافي

 

مشكلات إدارية ومالية تؤثر على النتائج

سيف الله مصطفى: تأخر صرف الدعم وتفاوت الميزانيات بين الاتحادات المحاسب القانوني ومراقب الحسابات سيف الله مصطفى، في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف، كشف عن أزمة إدارية أخرى تتمثل في تأخر صرف الدعم من الوزارة لبعض الاتحادات، مع تفاوت كبير في نسب الدعم المقدم لكل اتحاد بجانب عدم وجود معايير موحدة للصرف أو التقييم. وأشار إلى أن هذا التفاوت يؤدي إلى خلل في الإعداد ونقص في المعسكرات مع ضعف المشاركة في البطولات الدولية.

المنافسة العالمية ليست سهلة

يلفت مصطفى إلى أن هناك أكثر من 200 دولة تشارك في الدورات الأولمبية، وكل دولة تنفق ملايين الدولارات على إعداد لاعبيها، مع محدودية عدد الميداليات التي لا تتجاوز ثلاثة مراكز فقط هي الأول والثاني والثالث التي تحقق الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية على الترتيب. ومن ثم فإن مجرد وصول اللاعب إلى الأولمبياد يُعد إنجازًا، لكن الهدف يجب ألا يقتصر على التمثيل المشرف".

 

خطة جديدة.. وطموح لميداليات لوس أنجلوس 2028 كمال درويش: نطوي صفحة التمثيل المشرف

الدكتور كمال درويش، عضو اللجنة الفنية والمستشار الفني لوزارة الشباب والرياضة، شدد- في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف- على أن اللجنة الفنية تعمل على تلافي أخطاء الماضي، وأن هناك خطة واضحة لإعداد أبطال قادرين على المنافسة وليس مجرد المشاركة والتمثيل المشرف فقط.

 

وأكد أن التركيز سيكون على الألعاب الفردية ذات فرص الميداليات الأعلى، مع السعي لجلب مزيد من الرعاة والممولين لدعم الرياضيين.

 

الدعم النفسي جزء من الخطة الجديدة

أكد درويش أهمية الدعم النفسي للأبطال، خاصة مع الضغوط الهائلة على الرياضيين خلال المشاركات الكبرى.

الدكتور كمال درويش
الدكتور كمال درويش

 

8 أسباب لقلة الميداليات وارتفاع التكلفة

ومن خلال تصريحات المسؤولين، نجد أن قلة الميداليات وارتفاع التكلفة يرجع إلى 8 أسباب، هي:

1.    رواتب ضعيفة للغاية لا تساعد اللاعب على التفرغ أو التطور.

2.    غياب التمويل الكافي لإعداد بطل قادر على المنافسة العالمية.

3.    تأخر صرف الدعم وتفاوت الميزانيات بين الاتحادات الرياضية.

4.    غياب الرعاة الحقيقيين القادرين على تقديم دعم مالي طويل الأمد.

5.    ارتفاع تكاليف الإعداد الأولمبي عالميًا وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة.

6.    ظاهرة التجنيس التي تستنزف المواهب المصرية وتمنحها لدول أخرى.

7.    ضعف المعسكرات الخارجية والمشاركات الدولية بسبب نقص التمويل.

8.    أخطاء مرتبطة بالتخطيط الفني والإعداد النفسي في الدورات السابقة.

 

كما تكشف هذه التصريحات أن أزمة الميداليات الأولمبية في مصر ليست مجرد نقص حظ أو ضعف أداء، بل هي أزمة منظومة تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة.

 

وإذا أرادت الدولة الوصول إلى منصات التتويج في «لوس أنجلوس 2028»، فعليها أن تخرج من دائرة الإعداد التقليدي، وأن تفتح الباب أمام تمويل حقيقي، ورعاية مستدامة، وتخطيط علمي طويل الأمد. فالإنجاز الأولمبي لم يعد نتاج موهبة فردية فقط، بل هو نتاج استثمار دولة كاملة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز