متخصصون بالصناعات الغذائية: المرأة ركيزة أساسية في تطوير القطاع وتعزيز القدرة التنافسية

أكد خبراء ورجال صناعة ومسؤولون بقطاعي الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، المشاركون في معرض "فوود أفريكا"، أن المرأة صارت عنصرًا محوريًا في دفع القطاع للنمو وتعزيز تنافسيته محليًا ودوليًا، مشيرين إلى أن جهود التمكين خلال السنوات الأخيرة أسهمت في بروز نماذج نسائية ناجحة في ريادة الأعمال الصناعية.

وقالت رنا جمالي، نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية ورئيس لجنة سيدات الأعمال باتحاد الصناعات المصرية، إن تمكين المرأة داخل القطاع صار ضرورة اقتصادية، وليس مجرد قضية اجتماعية، مؤكدةً أن سيدات الأعمال يواجهن تحديات تتعلق بتطبيق معايير الجودة وسلامة الغذاء وصعوبات الحصول على التمويل، مما يحد من فرص دخول الأسواق العالمية.

وأشادت بالدور المتنامي لغرفة الصناعات الغذائية في تقديم الدعم الفني، والزيارات الميدانية، والبرامج التدريبية التي ساعدت الشركات على تطوير قدراتها، إلى جانب نجاح مشروع "ازدهار" في نقل شركات سيدات الأعمال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التصدير.

من جانبها، قالت ريهام فودة، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الغذائية، إن التميز في الأسواق يعتمد على الجودة والسعر التنافسي والابتكار، مشيرة إلى أهمية بناء شراكات قوية داخل سلاسل القيمة، وأن المتابعة المستمرة للعمل الميداني هي مفتاح استقرار الإنتاج وتحسن الجودة.

فيما استعرضت ميساء حمزة، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات الغذائية، جهود الغرفة في تمكين المرأة، مشيرة إلى أن الغرفة التي تضم نحو 28 ألف شركة تعمل على إطلاق برامج نوعية مثل مشروع OWAP الممول من الحكومة الكندية، والمشروعات الرقمية الممولة من الحكومة الألمانية، والتي ساعدت في رفع جاهزية الشركات، وزيادة مشاركة السيدات بنسبة وصلت إلى 35% من إجمالي المستفيدين.

وكشفت عن حصول الغرفة على شهادة المساواة بين الجنسين "Gender Seal" كأول غرفة صناعية في اتحاد الصناعات تنال هذا الاعتماد، مؤكدةً أنه صار عنصرًا مؤثرًا في زيادة فرص التمويل وقدرات التصدير.

من جانبها، أبرزت هبة سهيل، مدير إدارة المعارض بالمجلس التصديري للصناعات الغذائية، ارتفاع عدد سيدات الأعمال في القطاع خلال السنوات الأخيرة، لافتةً إلى استفادة 30 شركة نسائية من مشروع SheTrades الذي قدم دعمًا امتد لعامين، وساعد العديد من سيدات المناطق الريفية على الانتقال من صناعات منزلية إلى مصانع قائمة.

كما عرضت دينا حسني، الرئيس التنفيذي التجاري لشركة كيمت للأغذية الطبيعية، تجربتها في إنتاج الوجبات الخفيفة “سناكس” الصحية وتحقيق انتشار عالمي، مؤكدة أهمية بدء المشروعات تدريجيًا وفق دراسة للسوق، قبل التوسع في التصدير.

وفي سياق متصل، أكدت إيمان الشريف، مدير منطقة القاهرة الكبرى بمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، أن المنظمة تدمج برامج الحماية والصحة والتعليم مع مبادرات لتمكين النساء والشباب اقتصاديًا، مشيرة إلى نجاح نماذج من اللاجئين في مصر في تأسيس مشروعات صغيرة صارت مصدر دخل مستدام.

واختُتمت الجلسة بتكريم خريجات برنامج التدريب الألماني للتصدير "Export Readiness Program" الذي نُفذ بالتعاون بين مشروع سمارت أجري إيجيبت والمجلس التصديري للصناعات الغذائية، بهدف دعم رائدات الأعمال وتأهيلهن لدخول الأسواق الدولية.