في مخاطبة المواطن والناس، لديّ عدة تساؤلات، منها، "لماذا يصدق الناس كلام الرئيس؟"، وهل حديث النخب السياسية والإعلامية، يحظى بمصداقية وثقة لضمان وصول رسالة الدولة إلى الناس؟
ببساطة الرئيس يتسم بالصدق المرتبط بالفعل مش الكلام، وكتير من الناس بتربط كلام الرئيس السيسي بما تحقق على الأرض من مشروعات، وطرق تم تمهيدها، ومدن جديدة ظهرت، قرارات اتاخدت واتنفذت على أرض الواقع، ولذلك حينما يسمع المواطن وعدًا، يتذكر أن هناك وعودًا سابقة اتحققت، تكون النتيجة دائمًا أن لديه استعداد للصدق.
لغة مباشرة قريبة من الناس .. هكذا يعتمد الرئيس السيسي في خطاباته.. فهو يتحدث بلغة بسيطة، قريبة من لغة الناس، من غير تعقيد سياسي أو تنظير، والناس تشعر أنه يحدثهم مباشرة، وليس يتحدث إلى نخبة أو صفوة، وهذا يخلق إحساسًا بالثقة.
صورة “الرجل المسؤول” في وقت قلق .. ففي لحظات الخوف أو عدم الاستقرار، الناس تميل إلى تصديق الشخص الحاسم والذي يتحمل المسؤولية، والرئيس السيسي دخل عقول وقلوب المصريين باعتباره شخصًا تحمل قرارًا صعبًا في وقت صعب، وده رسّخ صورة القائد القوي.
الصراحة حتى لو كانت قاسية .. في خطابات كتير، الرئيس السيسي لم يعد بالرفاهية السريعة، بالعكس كان واضحًا في أزمات وتحديات، وثمن لازم يتدفع، والصراحة القاسية أحيانًا بتكون أكثر إقناعًا من الوعود الوردية.
والتصديق مش دايمًا نابع من اقتناع مطلق، أحيانًا يأتي من المقارنة، ما بين فترات سابقة كان المشهد مليء بالارتباك أو الغموض، وبين مرحلة حالية، فيها خطاب ثابت وواضح حتى لو صعب الناس بتثق فيه أكتر.
الخلاصة ..الناس تصدق كلام الرئيس السيسي لأنه ليس مجرد كلام، ولكن لأن خلفه تجربة، وتنفيذ، وتحمل مسؤولية، وخطاب مباشر بلا تجميل زائد.
في المقابل.. في غالبية الأحيان لا تسير النخبة على نفس المستوى، والقضية ليست غياب كفاءات، بل هي إشكالية غياب الأصوات المؤثرة، بعيداً عن حياة الأغلبية، ما خلق شعورًا بأن النخبة تتحدث من موقع أعلى، لا من داخل المجتمع.
وتحوّل جزء من الإعلام من مساحة نقاش وطرح أسئلة إلى مساحة شرح وتوجيه، وهذا التحول أفقد الإعلام أحد أهم أدواره أن يكون مرآة حقيقية للناس، فالمواطن لا يريد فقط من يفسر له الواقع، بل من ينقل صوته، ويعبر عن مخاوفه وتساؤلاته بوضوح.
ووسائل التواصل الاجتماعي كسرت احتكار النخبة للكلام العام، وقدمت أصواتًا أقرب للناس في اللغة والتجربة، ورغم الفوضى أحيانًا، فإنها كشفت فجوة حقيقية بين الشارع والخطاب النخبوي.
أخطر ما تواجهه النخبة اليوم هو تراجع الثقة، وحين تفقد الثقة، تفقد قدرتها على التأثير، مهما امتلكت من منصات، والثقة تُبنى بالصدق، والاقتراب من الناس، والاعتراف بالمشكلات، لا بتجاهلها أو التقليل منها، ولذلك فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي يظل الأكثر قدرة على مخاطبة الشارع المصري بشكل مباشر.



