ماذا قالت جولدا مائير يوم الخامس من أكتوبر؟
كتب - مصطفى سيف
نشر موقع "معاريف" العبري، المقرّب من الحكومة الإسرائيلية حوارًا كتبه المحرر السياسي للجريدة "درور رفئيل"، مع رئيس وزراء إسرائيل، جولدا مائير، قبل اندلاع حرب أكتوبر المجيدة بيوم في الخامس من اكتوبر عام 1973م، وهو ما يعكس أن خطة الخداع الاستراتيجي المصرية نجحت 100%؛ لدرجة عدم شعور العدو بأي تحركات على الأرض.
ويقول "درور" إنه أجراه بعد حوارٍ مع ديفيد بن جوريون، الذي تحوّل إلى فيلم تسجيلي، وأضاف: "بالبحث بين دفاتري اكتشفتُ أن هناك حوارًا مع جولدا مائير قبل 44 عامًا".
وتنشر "بوابة روزاليوسف" مقتطفات من الحوار، كما جاء على موقع معاريف، فيما يتعلق بحقيقة الموقف.
المحاور: سلام سيدة مائير؟
جولدا مائير: السلام عليكَ.
المحاور: "لديّ انطباعٌ أن هناك توترًا في الحالة الأمنية هذه الأيام؟ كيف تستعدين لذلك؟".
جولدا: "متوترة؟ لماذا؟ هي أكثر الأيام العادية والسلمية في العالم".
المحاور: "على الرغم من ذلك، هناك أنباء عن أنّكِ تلقيّتِ تحذيرات بشأن هجوم أو حرب لا قدر الله؟"
جولدا: "حسنًا حدث ذلك، وطوال الوقت أتلقى تحذيرات، أقول لكَ ما أقوله دائمًا: لن يحدث شيء، لأنه لا يوجد شيء".
المحاور: ماذا يعني ذلك بالفعل؟
جولدا: "يعني أن التحذيرات التي تلقيتها ليس جديّة، لذلك لن يحدث شيء، المحتمل أن يكون يوم الغفران هادئًا، لحظة؛ رئيس جهاز الأمن الداخلي "أمان" يتصل بي، أهلًا، كيف حالك؟ فقط إنني أضحك، قلتُ لكّ أن تتصل لتخبرني بالأحداث على رأس الساعة، وانتظرت، نعم لا شيء لا شيء، لا شيء؟، أأنت متأكد؟، أي حركة في أي مكان؟، جميل، سيكون الغد يومًا هادئًا ولطيفًا".
المحاور: إذن ماذا ستفعلين يا سيدتي في يوم الغفران؟
جولدا: سأجلس في البيت وأرتاح قليلًا، أحتاج إلى القليل من الراحة، أن تكون رئيسًا للوزراء فهذا أمر ليس بالهين".
المحاور: سؤالٌ أخير؛ أنتَ تبلغين من العمر 75 عامًا، وتدخنين 60 سيجارة، وتشربين عشرات من كؤوس القهوة في اليوم، لا قدر الله إذا وقعنا في مشكلة أمنية كبيرة، هل تشعرين أنّكِ الشخص المناسب لإدارتها؟
جولدا: "هل ترى أنّ هناك مشكلة في ذلك؟".
والمفاجأة: أن هذا الحوار كان حوارًا متخيّلًا سخر فيه المحرر السياسي "رفئيل" من جولدا مائير، التي كانت ترى أن الأمور طبيعية وهادئة، على عكس ما أثبته انتصار أكتوبر المجيد.



