اعتقال صاحب أول هدف

حفر اللاعب الفرنسي لوسيان لوران أسمه بحروف من نور فى تاريخ بطولات كأس العالم، إذ سجل ابن الـ23 عامًا حينذاك الهدف الأول فى تاريخ المسابقة الأكبر والأشهر فى تاريخ الساحرة المستديرة.

فى الثالث عشر من يوليو عام 1930 افتتحت مواجهات البطولة على ملعب "بوكيتوس" وسط حضور 300 متفرج -وهو العدد الأقل للحضور الجماهيري فى تاريخ البطولة-، بمواجهة منتخبي فرنسا والمكسيك اللذان يقعان فى المجموعة الأولى بجوار الأرجنتين وتشيلي.

 

 

فى الدقيقة التاسعة عشر من عمر المباراة بدأ هجوم المنتخب الفرنسي على نظيره المكسيكي، وفي إحدى الهجمات اخترق اللاعب أرنست ليبيراتي الدفاع ومررها للوريان الذي بدوره راوغ أحد المدافعين وسددها فى شباك "أوسكار بونفيجليو" حارس المرمى المكسيكي، ليقحمه فى ملفات تاريخ البطولة كأول حارس تهتز شباكه فى تاريخ كأس العالم.

لم تواصل فرنسا مشوار المونديال بسبب اقصاءها من دور المجموعات، إذ لم تحصد سوى فوز وحيد على المكسيك، بينما نالت الهزيمة على يد تشيلي والأرجنيتين فى مباراة شهدت اعتراضات كثيرة على التحكيم بعد اطلاقه صافرة انتهاء المباراة قبل نهايتها بـ 6 دقائق كاملة، ليعود الحكم عن قراراه بعد ارتفاع موجة الاعتراضات.

 

 

لوسيان لوران من مواليد العاصمة الفرنسية باريس، ولعب ضمن صفوف نادي "بيجو" من أجل العمل فى الشركة لتحصيل قوت يومه، بعد ما برزت موهبته مع نادي "باريس تشارينتون" الذي لعب له منذ الرابعة عشر من عمره، ثم نادي "سوشو".

خاض لوران تجربة احتراف واحدة فى نادي ستراسبورج الألماني فى عام 1937، بعد عودته من الإصابة التى منعته من المشاركة فى مونديال 1934.

فى عام 1939 استدعى لوران للجيش الفرنسي من أجل المشاركة فى الحرب العالمية الثانية، وتعرض للأسر فى أحد المعارك وظل فى المعتقل طيلة ثلاث سنوات، إلى أن أفرج عنه ليعود لممارسة كرة القدم ضمن صفوف فريق "بيسانكون" لينتهى مشواره الكروي مرتديًا هذا القميص حتى عام 1946.