الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

5 أسباب وراء جرائم قتل الأبناء لآبائهم

5 أسباب وراء جرائم
5 أسباب وراء جرائم قتل الأبناء لآبائهم
كتب - السيد علي

الإدمان والسرقة أبرز الأسباب وخبراء النفس والاجتماع: انحرافات سلوكية في المجتمع المصري.. والدين نهانا عن عقوق الوالدين وقتل النفس

 

في الآونة الأخيرة شهدت الساحة جرائم تقشعر لها الأبدان، آباء وأمهات، بعد أن أفنوا شبابهم، وحرموا أنفسهم من كل شيء في سبيل أبنائهم، ثم كان مصيرهم الجحود والنكران، بل أسوأ من ذلك.. كان العذاب والموت في انتظارهم على يد أبنائهم، حوادث كثيرة راح ضحيتها آباء وأمهات لأتفه الأسباب على يد أبنائهم، ونسى هؤلاء أنهم سهروا الليالي لراحتهم، ونسوا أن آباءهم تعبوا لكي يوفروا لهم لقمة العيش، ونسوا أن آمهاتهم تعبن خلال فترة الحمل، 9 أشهر، نسى الابن العاق كل هذا، ويكون في النهاية مصيرهم القتل.

جرائم قتل الأبناء لآبائهم قضية في غاية الخطورة، تحتاج إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات نحو الأسباب التي تؤدي لارتكاب تلك الجرائم، سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو مادية، ومعالجة هذه الأسباب قبل حدوث الكارثة.

"بوابة روزاليوسف"، تعرض لكم بعض جرائم قتل الأبناء لآبائهم:

جريمة المطرية

شهدت منطقة المطرية، جريمة قتل عامل لوالدته، حيث تجرد عامل من كل مشاعر الإنسانية، وأنهى حياة والدته خنقًا، بعد أن انقض عليها أثناء نومها وكتم أنفاسها وسدد لها عدة طعنات، ثم استولى على مبلغ 200 جنيه وحلق ذهبي من أذنها، وأبلغ رجال الشرطة اكتشافه مقتل والدته، وبتكثيف التحريات، تبين أن الابن كان وراء ارتكاب الواقعة، وبمواجهته اعترف بالجريمة، نظراً لمروره بضائقة مالية، ورغبته في الاستيلاء على الشقة عن طريق الميراث.

جريمة المنصورة

في شارع عصفور بالمنصورة، وراح ضحيتها مسن على يد ابنته، التي طعنته بسكين عدة طعنات في صدره، ليهرول إلى الشارع ينزف ويصرخ قائلا: "الحقوني بموت"، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الشارع، وتلقى اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من مأمور قسم أول المنصورة مفاده طعن ربة منزل، والدها "باهر.ال.م"، 66 عامًا بسكين في صدره.

جريمة السنبلاوين

وفي مدينة السنبلاوين، قتل شاب من عزبة صقر، والدته التي تبلغ من العمر75سنة، إرضاء لزوجته، بعد قيامها بتسجيل شقة سكنية لشقيقه الأصغر، وبالانتقال والفحص تبين اشتراك الابن وزوجته في جريمة القتل، بعد قيام والدته بتسجيل شقة سكنية باسم شقيقه الصغير، وتمكن ضباط مباحث مركز السنبلاوين من القبض عليهما، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى السنبلاوين.

  رأي علماء النفس والاجتماع في القضية

يقول الدكتور كامل كمال، أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية بالعجوزة، إن من أسباب قتل الأبناء للآباء، الإدمان، لأن المدمن يكون قد وصل إلى مرحلة لا يستطيع الامتناع عن الإدمان، وتمثل له الجرعة المخدرة حياته، فتدفعه إلى السرقة، وعندما يواجه معارضة من المنزل لسلوكه الخاطئ، تصل معه إلى قتل أي شخص يعارضه، في سبيل أخذ الجرعة المخدرة، حتى لو كان أحد الأبوين، مضيفًا، إن الابن نفسه قد يكون ضعيفا في قدراته العقلية، بمعنى أن الابن يقوم بارتكاب الجريمة دون أن يعي بها.

وأضاف الدكتور كامل، إن التنشئة الاجتماعية لهؤلاء الأبناء، قد يكون بها نوع من التدليل والكبت الزائد، فيصل إلى مرحلة لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه، وتصل به إلى مرحلة الكراهية التي تؤدي إلى القتل.

وتابع الدكتور كامل، إن من العوامل التي قد تؤدي إلى قتل الأبناء لآبائهم، البطالة وعدم تحقيق الذات، وأن يكون هناك ضغط من الأسرة على الابن، فيحدث لدى الابن انفجار، يؤدي إلى اشتباك مع أحد أفراد الأسرة يصل إلى القتل، بالإضافة إلى أن الأسرة تطلب من الابن مستوى أعلى من قدراته، والظروف المحيطة به، وهذا يشكل ضغوطا نفسية وعصبية لديه.

وأشار الدكتور كامل، إلى أنه يجب على الأسرة أن تهتم بالتنشئة الاجتماعية للابن من سن 5 سنين، وألا يكون بها نوع من التدليل والقسوة الزائدة، لأن التدليل الزائد والقسوة الزائدة تؤدي إلى شخصية غير سوية، تتوقع منها أي شيء.

وتابع كامل، أنه يجب على الأسرة في التنشئة الاجتماعية، تطبيق مبدأ الحوار مع الأبناء، وعدم توجيه النقد الدائم لهم، وأن تتعامل الأسرة مع أولادها بأسلوب التشجيع، وتنمية قدراتهم حسب إمكانياته العلمية، والظروف المحيطة به، ويجب على الأسرة إبعاد أبنائها عن الإدمان والعوامل التي تؤدي إليه.

ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، إن هذه المشكلة ناتجة عن انحرافات سلوكية في المجتمع المصري بالإضافة إلى انحدار ثقافي، والانحدار الثقافي يعطي لنا ثلاث صور وهي، انحدار في العلاقات الاجتماعية، وفي القيم الدينية، وفي الأخلاقيات.

وأضاف الدكتور جمال، إن انتشار المخدرات والشذوذ والإلحاد، يعتبر من صور الانحدار الثقافي، وكل هذه السلوكيات تؤثر على العلاقة بين الابن والأب وعلاقة الابن وألام، قد تؤدي إلى قتل الابن لأبويه.

وتابع الدكتور جمال، أنه في الماضي كانت الأسرة تعيش في منزل واحد مع الجد والجدة، وكان هناك تواصل وصلة رحم، وكان الابن يتعلم منهم السلوكيات،  ولكن هذه العلاقة أصبحت غير موجودة الآن.

وأشار الدكتور جمال إلى أن التليفزيون تخلى عن دوره التثقيفي، حيث كان في الماضي يعرض مسلسلات هادفة وتثقيفية، إنما في الوقت الحالي نجد بعض المسلسلات تعرض مشاهد بها سلوكيات خاطئة من تعاطي المخدرات والألفظ غير اللائقة، وتعطي فكرة خاطئة عن المجتمع.

وأكد الدكتور جمال أن المخدرات تفسد أي مجتمع، وأي علاقة، فلابد من تشديد العقوبات على متعاطي المخدرات ومروجيها.

رأى الدين الإسلامي.. والمسيحي

الدين الإسلامي:

 يقول الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الشرع حرم الاعتداء على النفس مطلقاً، وأن الله تبارك وتعالى نهانا عن قتل النفس، أيا كانت هذه النفس، مسلمة أو غير مسلمة، قريبة أو بعيدة، ويقول الله تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"،  والحق معلوم للناس، فإذا كانت الشريعة الإسلامية قد بينت لنا أن النفس الإنسانية معصومة الدم، لا يجوز الاعتداء عليها، وأن المحافظة عليها من الضرورات الخمس، التي جاءت بكل ملة وكل شريعة من الشرائع، تحافظ عليها، فكيف بالنفس القريبة وهي، نفس الأب، الذي كان سبباً في وجود الابن، فمن باب أولى أن يكون الجرم أعظم، والجريمة أفدح، ولذلك من آثار قتل الابن لأبيه، حرمانه من الميراث، إذ لا يرث القاتل أباه، فكيف بالعقوبة الأخروية، وكيف بالقصاقص الدنيوي الذي ينظمه قانون العقوبات، فكل هذه العقوبات تنتظر من يفكر في قتل النفس مطلقاً، وأضاف الدكتور عبد الفتاح أن الشريعة الإسلامية حرمت الاعتداء على النفس.

ويضيف د. عبد الفتاح أن القرآن الكريم أوصانا بالآباء والأمهات، ولم يوص الآباء بالأبناء، لأن الفطرة السوية دائمة وأبداً، تجعل الوالد ينظر إلى ولده لأنه امتداد له، ومن هنا لا يحتاج إلى وصية، إنما الوصية يحتاجها الأبناء، لأن العقوق دائماً يقع منهم، ويقول الله تعالى: "فلا تقل لهما أف"، مجرد التأفف، وهو الضجر، وتغيير الوجه في وجه الوالدين، لا يظهره الابن، فما بالك بالسب والضرب والشتم والقتل، فالله تعالى نهانا عن التأفف، فكيف لا ينهانا عن سبهم وكيف لا ينهانا عن ضربهم وقتلهم، وكيف لا ينهانا عن إخراجهم من البيوت وإلقائهم في دور المسنين، من الجرائم التي يرتكبها الأبناء باسم العقوق في حق الآباء والأمهات.

الدين المسيحي:

يقول القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملي، إن الكتاب المقدس نهانا عن عقوق الوالدين، ومن يستخف بأبيه يقتل قتلا، فما بالك بمن يقتل أباه أو أمه، والوصية الخامسة تقول: "اكرم أباك وأمك لكى تطول أيام حياتك على الأرض"، ووضع الرب إكرام الوالدين في مقدمة الوصايا الخاصة بعلاقتنا بالآخرين، فيأمرنا بإكرامنا لهما قبل أن يوصينا "لا تقتل" أو "لا تزنِ" إلخ، وهي الوصية الوحيدة والمقترنة بمكافأة أو وعد، من يكسر هذه الوصية: "من ضرب أباه أو أمه يُقتل قتلًا... ومن شتم أباه أو أمه يقتل قتلًا".

وأضاف القمص صليب، إن الخطية دخلت العالم واستشرت في المجتمع، وكذلك انتشار المخدرات، وعدم إقدام الشباب على العمل، وجلوسهم على المقاهي، من العوامل الأساسية في هذه القضية.

وأضاف القمص صليب، إن العين المحتقرة لأبيها وأمها تقورها غربان الوادي، بمعنى مجرد الاستهزاء بالوالدين تقورها غربان الوادي، فما بالك بقتلهما.

رأي القانون

يقول النائب إيهاب الطماوي، عضو مجلس النواب وأمين سر شؤون اللجنة الدستورية والتشريعية بالبرلمان، إن عقوبة قتل الأبناء لآبائهم هي الأشغال الشاقة المؤبدة، وقد تصل إلى الإعدام في حالة توافر ظرف مشدد، لأن المجني عليهم من الأب أو الأم، يأتمن ابنه أو ابنته على نفسه، وبالتالي هذه الفعلة يكون فيها من الخسة والدناءة ما قد يصل من العقوبة إلى مستوى الإعدام. 

تم نسخ الرابط