الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"صحف عالمية" في تزييف الحقائق

صحف عالمية في تزييف
"صحف عالمية" في تزييف الحقائق
كتب - مصطفى سيف

​ما​ زالت الصحف العالمية ترفض تسمية مجرمي سيناء بالإرهابيين، وتستخدم ألفاظًا "مائعة" لا تشير  من قريب أو بعيد إلى أن مصر تواجه حربًا ضروسًا ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

الحادث الإرهابي الذي ضرب مسجد الروضة في منطقة بئر العبد بالعريش؛ كشف مجددًا عن ازدواجية في الإعلام الغربي، الذي يكيل بمكيالين في أي شيء يتعلق بمصر.

 

صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت الإرهابيين الذين استهدفوا المسجد بـ"المسلحين"، في مقال للصحيفة تحت عنوان: "من هم الصوفيون ولماذا يكرهم المتطرفون في مصر؟"، الأمر الذي يوحي بأن مصر لم تواجه حربًا إرهابية ضروسًا ضد تنظيم يدعمه ويموله أطراف أجنبية.

 

واستخدمت الصحيفة مصطلح "مسلحون" في وصفها ما حدث في مسجد الروضة، ولم تصفهم بالإرهابيين.

 

وفي مقال للصحيفة أيضًا، بعنوان: "في مصر الانتقام الغاضب وفشل الاستراتيجية في سيناء"؛ قالت إنه "بالنسبة لخبراء سيناء، فإن الهجوم لمكافحة التمرد في مصر، بعد أن جاء السيسي إلى السلطة بانقلاب عسكري"، على حد تعبير الصحيفة.

 

أمَّا مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فوصفت أتباع المذهب الصوفي في مصر بأنهم "في خطر"  نتيجة استهداف "المتطرفين"، مشيرة إلى أنَّهم "جماعات جهادية" وليست جماعات إرهابية.

 

وعن استخدام المصطلحات في غير مسماها الطبيعي، قالت د. ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، إن هذا الأمر معتاد من الصحف الأجنبية؛ لأن الدول الغربية من مصلحتهم ما يحدث في سيناء.

 

وقالت "عبد المجيد"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" إن هذا الاستخدام الخاطئ للمسميات "شيء متوقع منهم وليس مستغربًا".

 

وأكَّدت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة أن مصطلحات مثل "جهاديون ومسلحون"، و"معارضون للدولة"؛ إضافة إلى مصطلحات كثيرة جدًا هو محاولة لتصوير ما يحدث في سيناء على أنَّه ليس إرهابًا.

 

وتابعت: "وإنما الغرض تصوير الأمر على أنَّه خلاف بين جماعة والدولة"، مشيدة بدور الهيئة العامة للاستعلامات التي بدأت تقوم بدورها في مخاطبة هذه الصحف وتنويههم بالمصطلحات التي يجب استخدامها إلا أنها قالت: "الأمر لن ينتهي بهذه السهولة فمرة يستجيبون وعشرة لا".

 

وقالت إن تأثير هذه المصطلحات على المتلقي الأمريكي والأوروبي سيكون سيئا للغاية إذا لم يكن هناك دور للإعلام المصري في المقابل أيضًا بجانب الهيئة العامة للاستعلامات للرد على هذه المقالات، موضحة أن الرأي العام الخارجي لا يتغير إلا بلقاء المصريين أو زيارة القاهرة.

 

 الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، يرى أن وحشية الحدث وقسوته وحجمه قيّد قدرة المحطات الأجنبية على الكيل بمكيالين في هذا الحادث، و"ذلك لا يمنع بعض الاستثناءات مثل البي بي سي".

 

 أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أشاد بقدرة الإعلام المصري على تقنين هذا التحيز والتحريف لأن "الإعلام الأمني بجانب الإعلام المصري كان سبّاقًا، فلم يترك مساحة فراغ ولم يكن هناك فروق في التغطية ونجح في ملء الفراغ، سواء من حيث التوقيت أو المعلومات"، على حد تعبيره.

 

إن أكثر ما يجب أن يحوز على اهتمام المصريين هي التصريحات الرسمية التي صدرت من رؤساء الدولة الأجنبية الذين أقّروا كلمة "إرهاب وإجرام ومقززة" تعبيرًا عن الحادث.

 

بينما فيما يتعلق بالتغطية الصحفية العالمية للحادث، قال أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: "ابحث عن مصادر التمويل لبعض الصحف تعرف ما هو الفرق في التغطية".

 

وشدد على أن ما يهمه أكثر "المنطوق الرسمي لأنّه حينما يعلن رئيس دولة عن أن ما حدث حادث إرهابي وتأتي صحيفة داخلية تحرّف ما قاله رئيس الدولة فالصحيفة تفقد مصداقيتها".

 

أمَّا عن الصورة الذهنية للمتلقي الأوروبي؛ فأكَّد أن أي قلق ينعكس سلبيًا على المتلقي الأوروبي؛ إلا أنَّه أمام قوة التحرك وسرعة الاستجابة يتبدل الانطباع ويتحول إلى صورة إيجابية بأن "الأمور تحت السيطرة".

 

وتابع: "ووصل إلى المتلقي الأوروبي أيضًا حجم تضحيات مصر وأن الجملة الشهيرة "مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم" أصبحت حقيقة".

 

تم نسخ الرابط