إسرائيل تعبث في إفريقيا.. ونتنياهو في كينيا
كتب - مصطفى سيف
بين القواعد العسكرية، والتعاون الاقتصادي في الزراعة والصناعة والتجارة، تحاول إسرائيل العبث في إفريقيا، ففي سبتمبر من العام الماضي، دعا الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الذي كان وقتها رئيسًا لمجلس جامعة الدول العربية، لتحرك عربي شامل وكبير للتصدي لمحاولة "التغلغل الإسرائيلي" في إفريقيا.
ولعل الجميع يتذكّر تلك الزيارة التاريخية التي احتفت بها "وسائل الإعلام الإسرائيلية" زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، لتل أبيب.
الزيارة وصفتها بعض الصحف العالمية والإسرائيلية بـ"الرد الطبيعي على زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لإفريقيا".
تتجدد اليوم نفس القصة؛ زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكينيا للمشاركة في حفل تنصيب رئيس كينيا الجديد؛ ويشارك فيها رؤساء أفارقة آخرين.
نتنياهو قبل السفر أكَّد أهمية الزيارة، وضرورة التواصل مع القارة السمراء، مشيرًا إلى أن أهم إنجازات حكومته تتمثل باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الكثير من الدول الإفريقية.
بعض التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن "نتنياهو طلب من رئيس وزراء إثيوبيا مساعدة إسرائيل في الانضمام كعضو مراقب للاتحاد الإفريقي مثل دولة فلسطين" إلا أنَّه قوبل بالرفض من مصر وليبيا.
ومكتب "نتنياهو" كان قد أعلن العام الماضي أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على خطة لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية، وتبلغ قيمة الخطة ما يقرب من 12 مليون دولار.
وقال العميد حسين حمودة، الخبير الاستراتيجي: إن "إسرائيل تعمل على اختراق دول القارة الإفريقية، حيث تسعى لتطوير أساليبها لتحقيق هذا الهدف، ففي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، سعت لتدشين مداخل غير تقليدية للعلاقات الإسرائيلية- الإفريقية كالمدخل الثقافي الجغرافي، والمدخل الرياضي، أما في العقد الحالي لجأت إلى مداخل تنموية اقتصادية واجتماعية بل وثقافية أيضا".
وأكد "حمودة" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أن نشأة إسرائيل في المنطقة العربية لم تكن مجانيّة؛ حيث إن نشأتها ما هي إلا تقويض لدول منطقة الشرق الأوسط.
بينما أشار الدكتور مصطفى كامل، الخبير في الشؤون الإفريقية، إلى أن العلاقة بين إسرائيل ودول إفريقيا قوية جدًا، واستطرد "كامل" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزا اليوسف" إلى أن الدبلوماسيين الإسرائيليين استغلوا أزمات الدول العربية والإفريقية لتقنعها أن هي الوحيد المنجي لها من الأزمات، لافتًا إلى أن الحكومة المصرية بعد 30 يونيو تمكنت من توطيد علاقتها مع دول إفريقيا من جديد.
وقال الدكتور منصور عبد الوهاب، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن مصر بعد 30 يونيو بدأت تعود مرة أخرى للعمل في إفريقيا بعد انقطاع دام لأكثر من 20 عامًا، وهذه المرة محسوبة بدقة، لكن القاهرة تحتاج إلى وقت أطول وأساليب عمل غير تقليدية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": "إن مصر وصلت إلى مرحلة مواجهة الوجود الإسرائيلي في إفريقيا، ولكن مصر تحاول أن تؤسس مرحلة علاقات تقوم على تبادل المصالح، وتقديم امتيازات لإفريقيا، على أرض الواقع.
وعن زيارة نتنياهو لكينيا ومن قبلها لعدد من دول إفريقيا؛ قال "عبد الوهاب" إن نتنياهو حريص على أكثر من محور في هذه الزيارة: الأول هو الاقتصادي، والثاني العسكري من خلال تجار السلاح وخبراء التخطيط العسكري، والثالث الدبلوماسي.
وأوضح الخبير بالشأن الإسرائيلي أن إسرائيل دائمًا ما تدرس بشكل عميق جدًا ما هي احتياجات أي دولة إفريقية، وماذا تستطيع أن تقدم لها، وتقوم بذلك من باب دعم العلاقات وتوطيدها، واستمرارًا للسيطرة على القارة السمراء.
وشدد على أن مصر تحتاج إلى تدعيم دور الأزهر والكنيسة أيضا، وتعميق دراسة اللغات الإفريقية في الجامعات المصرية، وتدعيم التعاون المشترك بين الجامعات المصرية ونظيرتها الإفريقية، كي تشعر إفريقيا أنك شريك معها، بعيدًا عن نظرة التعالي والكبرياء التي كنت تتعامل بها معها.
بينما قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن مصر استفادت من أخطاء الماضي بعد أن أدارت ظهرها في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وسبقها أيضا سنوات من الإهمال.
ودلل أنور على ذلك بقوله: "مصر عيّنت عدد من السفراء في عدد الدول الإفريقية لتنشيط التعاون وخلق مناخ موازي لما كان في فترة مكافحة الاستعمار ودعم التحرر إبان فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر".
وعن زيارة نتنياهو لإفريقيا أكد أن تل أبيب تحاول استخدام إفريقيا كصوت مؤيد لها في الأمم المتحدة، مشيرًا أن مصر عادت لتهتم بقارة إفريقيا مرة أخرى.



