مليشيات إرهاربية صناعة إيرانية
كتب - مصطفى سيف
إيران تلعب دورا خطيرا في دعم وشرعنة التنظيمات الإرهابية كبديل عن الجيوش النظامية، يأتي على رأس هذه التنظيمات؛ حزب الله اللبناني؛ الذي جاء في اللائحة التأسيسية له ولاؤه لولاية الفقيه بإيران؛ ثم تغلغل داخل لبنان، حتى أصبح كيانًا رسميًا يشارك في البرلمان اللبناني، وهو المصنف "منظمة إرهابية".
إيران لم تكتفِ بتأسيس وتدريب هذه الميليشيات وإنما سعت إلى الترويج لنموذجها لدى دول الجوار.
باسيج باكستاني
مثلًا خلال لقاء قائد قوات الباسيج الإيرانية، محمد علي جعفري، مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، الذي زار طهران في 7 نوفمبر الماضي، عرض "جعفري" تكوين قوات باسيج باكستانية.
والباسيج هي قوات غير نظامية، تكون بديلًا للجيش، أسستها طهران بعد الثورة التي قامت فيها وتردد الجيش الإيراني في إعلان موقفه منها، لذلك اختارت أن تُنشئ قوات سمّتها "الباسيج" لتكون بديلًا للجيش في حالة الحاجة إليها.
هدف هذه القوات الذي عرضت إيران على باكستان إنشاءها؛ أن تكون مؤسسة موازية للجيش النظامي الباكستاني، مبديًّا استعداد إيران للمساهمة في تدريب تلك الميليشيات ونقل خبرتها إليها.
"لواء زينبيون"
" فرزين نديمي المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط يقول : إيران قد تلجأ إلى الضغط من أجل إضفاء طابع رسمي باكستاني على "لواء زينبيون" الذي يقاتل في سوريا ويتوقع أن يعود عناصره إلى باكستان في مرحلة لاحقة.
أمَّا أفغانستان؛ فحتى الآن هي الدولة الأنسب لقيام هذه الميليشيات ؛ بسبب حالة عدم الاستقرار التي تمر بها الدولة الإسلامية لعدم قدرة القوات النظامية "الجيش" على مواجهة تصاعد نشاط حركة طالبان وتنظيم داعش.
"لواء فاطميين"
في أفغانستان؛ ربما يصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة لإيران من خلال الضغط عليها لتحويل "لواء فاطميين" ليشبه ميليشيا الحشد الشعبي العراقية، وربما تتمكن هذه الميليشيا من الحلول محل القوات النظامية تدريجيًّا من خلال تولي مهامها الرئيسية لتكرر نفس السياسة التي اتبعها حزب الله.
الدفاع "الوطني"
في سوريا أيضًا؛ "ميليشا الدفاع الوطني" التي كوّنتها إيران في بداية الأزمة السورية؛ وبها ستضغط طهران على دمشق وتحاول الإسراع في اتخاذ هذه الخطوة خلال المرحلة القادمة، بعد هزيمة تنظيم داعش في الرقة، واستعادة النظام سيطرته على بعض المدن الرئيسية مثل حلب ودير الزور والبوكمال، إلى جانب تزايد مخاوفها من أن تفرض التفاهمات الروسية مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تداعيات سلبية على مصالحها.
ميليشيا الحوثي
أمَّا اليمن؛ فهو ساحة أخرى تسعى من خلالها إيران تنفيذ أجندتها من خلال حثَّ ميليشيا الحوثي على على الاستمرار في التمرد على الشرعية الدستورية والاستفراد بإدارة شؤون العاصمة والمدن التي تسيطر عليها.
ومن خلال كل تلك الميليشيات التي منها في طور الولادة ومنها ما هو موجود فعلًا؛ فإنها تستطيع تهديد دول الجوار، خاصة السعودية، وتهديد الأمن الملاحي العالمي في مضيق باب المندب على سبيل المثال.



