زيارة القدس المحتلة بين الدعم والتطبيع
كتب - مصطفى سيف
القدس ليست حجارة من الممكن أن نهجرها، القدس مُقدّسة، القدس روح المسلم والمسيحي على حد سواء؛ القدس "ترفرف إليها الروح كالعاشق السارح في ملكوت الله".
زارها مفتي مصر الأسبق، الدكتور علي جمعة، وولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنسية المرقسية، ونالوا من الهجوم على شخصهم ما نالوا.
أمس؛ دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن" أما دول منظمة التعاون الإسلامي في القمة التي أُقيمت في إسطنبول، إلى زيارة القدس، وقال: المبادرة العربية دعت لحل القضية الفلسطينية أولًا قبل الذهاب إلى أي علاقات مع إسرائيل، وهذا لا يعني عدم زيارة القدس، وهذا يختلف عن التطبيع، نحن لا نريد القدس حجارة نريدها مقدسة والناس فيها لا بد من دعمهم والوقوف بجانبهم".
في هذا الشأن؛ قال الدكتور منصور عبد الوهاب، الخبير بالشأن الإسرائيلي، إنّه مع تجهيز جماعات معينة لها تأثير في الرأي العام تقوم بزيارة القدس.
وشدد "عبد الوهاب" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" على ضرورة تقنين العملية، بالصورة التي تفيد الأقصى والقدس، مؤكدًا أن "الدعوة لا يجب أن تكون عامة فأي شخص يريد الذهاب يذهب".
وأضاف الخبير بالشأن الإسرائيلي: "الدعوة إذا كانت عامة فستكون عشوائية؛ فالعلاقة مع إسرائيل لا بد أن تكون منظمة ومرتبة وفقًا لمصالحنا".
وعن طبيعة هذه الجماعات التي ذكرها؛ فأشار إلى أن الوفد من الممكن أن يتكون من مهندسين معماريين، وعلماء آثار إسلاميين.
وأمَّا عن هجوم البعض على زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق؛ فقال: "أكل عيش للبعض".
على النقيض من دكتور منصور عبد الوهاب؛ دكتور مختار غباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية؛ الذي رأى أن الدعوة عامة لكل الشعوب العربية والإسلامية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": "الأقصى والقدس مأسوران فالزيارات التي ستقوم بها الدول العربية ستشكل عنصر ضغط على إسرائيل".
وأشار "غباشي" إلى أن "الموضوع برمته يحتاج إلى موقف عربي وإسلامي مرتبط بالزيارة، وآليات التعاطي مع الأزمة التي وقعت فيها القدس".
أمَّا عن المخاطر الأمنية التي قد تشملها الزيارات العامة؛ فأوضح أنّه لا بد من وجود شكل من أشكال المراقبة لهذا الأمر؛ فلا يجب أن يُترك الأمر هكذا عشوائيًا".
وشدد الخبير بمركز الأهرام للدراسات على أن المنع المُطلق لزيارات الأقصى والقدس في ظل هذا الواقع الذي تعيشه الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة "فاجعة بكل المقاييس" على حد تعبيره.
أمَّا الدكتور إكرام بدر الدين؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقد أشار إلى أن الهدف من دعوة الرئيس أبو مازن هو التأكيد أن القدس عربية وإسلامية، وأن العرب لن يتنازلون عنها.
وقال في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" إن الدعوة يُفهم منها أنَّها عامة للدول العربية والإسلامية؛ خاصة أن التصريحات قيلت في مؤتمر لمنظمة التعاون الإسلامي.
أمَّا عن المخاطر الأمنية من الزيارات العامة؛ فشدد على أنَّ الغرض من الزيارات هو زيارة الأماكن إسلامية والمسيحية داخل القدس وتأكيد عروبتها؛ وليس الغرض منها الدخول في حوارات سياسية أو جدل سياسي حول القدس المحتلة وتهويدها من قِبل الكيان الصهيوني.
إلا أنّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لا يرى في هذه الزيارات "ضغط على إسرائيل" بقدر المغزى الرمزي لهذه الزيارة من أن العرب لن يتنازلوا طواعية عن القدس التي تمثل لهم قيمة روحية في المقام الأول.



