السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"إيفا هابيل" أول عمدة قبطية في مصر: أهالي القرية طالبوني بالترشح لـ "العمدية"

إيفا هابيل أول عمدة
"إيفا هابيل" أول عمدة قبطية في مصر: أهالي القرية طالبوني بال
أسيوط - علي عبد الرحيم

​الرئيس السيسي أنقذ مصر من السقوط في الهاوية وأدعمه للرئاسة لدورة ثانية

راجل بشنب واقف مثل الصقر، في الشدة شديد، وفي الحق قوي، لدية نفوذ يقدر يسيطر على أهالي قريته، هذه مواصفات العمدة في صعيد مصر التي أطاحت بها المحامية إيفا هابيل كيرلس، أول سيدة قبطية صعيدية عمدة في مصر، ولدت إيفا عام 1955 بقرية كومبوها بمركز ديروط في محافظة أسيوط، حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1980، وعملت بالمحاماة، وانضمت للحزب الوطني عام 1994، ثم تقلدت منصب أمينة المرأة بالقرية، وبعدها ترشحت لعضوية مجلس محلي مركز ديروط، وحصلت وقتها على أعلى الأصوات، ثم ترشحت لعضوية مجلس محلي المحافظة عن الحزب الوطني وفارت به، وعقب وفاة والدها طالب أهالي القرية أن تترشح لمنصب العمدة وفازت به بين 6 رجال، ثم تعيينها بمجلس الشورى عام 2010، وتم حل المجلس عقب ثورة يناير، وأصبحت عمدة مؤقتًا حتى 2014، وتم تعيين عمدة للقرية نهاية 2014، إيفا لم تتزوج، وبعد أن بلغت الـ40 توقف أهلها عن مطالبتها بالزواج، ولم تفعل لكونها مسيحية متدينة تقدر أن الطلاق محرم وتخشى من اختيار الشخص الخاطئ.

"روزاليوسف" ذهبت لمنزل إيفا هابيل لتسطر قصة كفاح امرأة صعيدية كسرت حواجز وعادات خاطئة.. وكان نص الحوار في سطور.

* في البداية حدثينا عن سيرتك الذاتية؟

إيفا هابيل كيرلس، مواليد عام 1955 بقرية كومبوها بمركز ديروط في محافظة أسيوط، حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1980، وعملت بالمحاماة، وكنت مقيمة في القاهرة حتى سنة 1990، وعدت لقريتي لممارسة العمل السياسي والاجتماعي، وانضممت للحزب الوطني 1997 وحصلت على دورتين عضو مجلس محلي مركز ودورة عضو مجلس محلى محافظة، وتوفي والدي عمدة القرية وقتها عام 2002، وطالب أهالي القرية بترشيحي لمنصب العمدة وتقدمت بأوراقي في الساعات الأخيرة قبل غلق باب الترشيح عام 2006، وصدر قرار تعييني عمدة لقرية كومبوها عام 2008، لأكون أول عمدة في مصر، وعندما بحثت في التاريخ لم يتم تعيين عمدة امرأة.. وبذلك أنا أول عمدة في تاريخ مصر، وتم تعييني عضو مجلس شورى عام 2010، وقائم بأعمال العمدة حتى عام 2014.

* كيف وصلتِ لمنصب العمدة؟ وهل تدخل الحزب الوطني في اختيارك وقتها؟

كان والدي عمدة للقرية لسنوات، وبعد وفاته عام 2002 طالب أهالي القرية بأن أترشح للمنصب، وكنت دائمًا أجلس بجوار والدي في حل المشكلات، تعلمت منه كيفية حل المشكلات ببساطة، وساعدني عملي بمهنة المحاماة، فهي مهنة شاقة وتكسر كل العادات والتقاليد الصعيدية، وتقدمت في اليوم الأخير قبل غلق باب الترشيح وصدر قرار بتعييني عمدة للقرية 2008.

وفي حقيقة الأمر ساعدني تواجدي في الحزب الوطني، لكن لم تتدخل سوزان مبارك نهائيًا في تعييني، ولكن كان لكلمة ألقيتها في مؤتمر الحزب الوطني 2008 أمام الرئيس حسني مبارك دور كبير، حيث تم اختياري ضمن وفد محافظة أسيوط لتمثيل الحزب في المؤتمر، وألقيت كلمة مدتها 3 دقائق وفي نهاية الكلمة قلت للرئيس مبارك الجملة الشهيرة "أنا مرشحة لمنصب العمدة في قريتي في الصعيد وسأكون أول عمدة امرأة في مصر".

* كيف تقبّل أهالي قرية كومبوها أن تكون العمدة امرأة؟

أنا لست بعيدة عنهم، أنا واحدة منهم، وعملت لأهالي القرية أكثر من مشروع خدمي منها منظومة النظافة في القرية، ومشغل لتشغيل السيدات، ومعارض وندوات لتوعية أهالي القرية ودورهم في المجتمع، لذلك الوعي الثقافي لدى أبناء القرية مرتفع ونسبة التعليم عالية، وللعلم كان أهالي القرية في قمة السعادة والفخر عندما أصبحت سيدة قبطية أول عمدة في تاريخ مصر.

* هل تم تعيينك لأنك ابنة وحفيدة عمدة؟ وهل منصب العمدة بالوراثة في الصعيد؟

كان منصب العمودية في القرى للابن وابن العم والحفيد، وهناك قرى منصب العمدة لعائلة بعينها منذ عقود، لكن في حقيقة الأمر ساعدني ذلك من حيث الخبرة وكيفية حل المشكلات، ولم يتم تعييني لأنني حفيدة وابنة عمدة، وللعلم الأجهزة الأمنية تفحص الأوراق والتحريات لكل مرشح والاختيار يكون بعناية ودقة شديدة.

* ما أول مشكلة تعرضت لها بعد تكليفك بالمنصب، وهل لجأ الأهالي لمركز الشرطة في عهدك؟

الإعلام كان أكبر مشكلة بعد صدور قرار تعييني عمدة للقرية، حيث كان هناك تركيز كبير على الحدث، اعتبروه حدثًا فريدًا من نوعه بأن تكون امرأة وقبطية وصعيدية عمدة.

وبالنسبة لمشكلات القرية، لم توجد بالقرية مشكلات ثأرية وسرقات وخطف وقتل، وأغلب المشكلات في ري الزراعة وفصل الحدود، ومشكلات الجيرة والأطفال، ولم يتقدم مواطن بشكوى لمركز الشرطة في عهدي، كنت أقوم بحل المشكلات بلمسات المرأة التي تحل المشكلات الكبيرة ببساطة ويسر، ولم أتقدم بطلب للقبض على شخص في القرية لمركز الشرطة، لأنني كنت متواجدة في كل المشكلات وسط أهالي القرية.

* هل شاركت العمدة إيفا في ثورة 25 يناير، و30 يونيو؟

لا أعتبر 25 يناير و30 يونيو ثورات، 25 يناير عادت بمصر لسنوات للخلف، وأدت للفوضى والخراب، والانفلات الأمني، وهوجة 25 يناير سبب مشكلات مصر حتى الآن.
أما 30 يونيو، انفراجة من ربنا وليس ثورة، لعودة البلاد لأيادٍ أمينة بعيدة عن الإخوان والحركات الثورية، ولأن الله يحفظ مصر من المخططات والفاسدين والمخربين.

* الدستور نص بأن 25 يناير، و30 يونيو ثورات.. هل المحامية إيفا تخالف قوانين الدستور؟

هناك مواد كثيرة في الدستور تم كسرها فليس كل مواد الدستور تُقدس، وواجب تنفيذها.

*هل تنوين الترشيح لمجلس النواب 2020؟

لم أحسم الأمر بعد ولكل حدث حديث، الظروف هي من تفرض نفسها علينا، وللترشيح لمجلس النواب شروط كثيرة منها قبول المرشح لدى أهالي الدائرة، وأنا لست مع "تكفيني التجربة"، فإذا كنت جاهزة للترشح للمنافسة سأترشح، ولن أكون مرشحة الـ2000 صوت.

* ما تقييمك لمجلس النواب الحالي؟ وهل يعبر عن الشعب.. أم أداة في يد الحكومة؟

المجلس الحالي تم في ظروف خاصة مر بها البلد، والشعب لا بد أن يتحمل قراراته، انتخابات 2015 كانت شريفة ونزيهة ولم يتم فيه تزوير مقعد واحد، والشعب اختار الأعضاء بإرادته فعليه أن يتحمل اختياره، لكن كان الشعب ينتظر من المجلس الحالي أكثر من ذلك.

* كانت العمدة إيفا قيادية في حملة الفريق أحمد شفيق 2012.. هل ستكون قيادية في حملته 2018 لو ترشح للرئاسة؟

نعم كنت داعمة للفريق شفيق في انتخابات 2012 ضد محمد مرسي، لكن إذا ترشح أمام السيسي لن ادعمه، شفيق ترك مصر في وقت شدتها، وهرب من مصر في فترة حرجة وتاريخية وفارقة في مستقبل مصر، خروج شفيق من مصر كان خطأ كبيرًا، فهو فعل ما لم يفعله الرئيس حسني مبارك الذي قال سأعيش وأُحاكم وأموت في مصر.

* ما تقييمك لأداء الرئيس السيسي؟ وهل تدعم إيفا السيسي في انتخابات 2018؟

الرئيس السيسي أنقذ مصر من مخططات كانت ستحول مصر من دولة رائدة لدولة مفقودة الهوية، نحن في حالة ارتجاج ومرحلة صعبة في تاريخ مصر، ولا يمكن أن تكون الحياة وردية في ظل القرارات الحاسمة لنهضة الدولة سياسيا واقتصاديا، وعلى الشعب أن يربط الأحزمة لفترة مؤقتة، طول عمرنا نتحمل، كل ثقافات العالم دخلت مصر وتحملنا، نعم المواطن المصري فريد من نوعه بين البشرية.

وبالنسبة لدعم الرئيس السيسي، نعم أدعم السيسي للفترة الأولى والثانية والاستمرارية لأن رجل دولة ووطني.

* ما تقييمك لأداء السياسة الخارجية المصرية مع قطر وتركيا أمريكا؟

كل دولة لها مصالحها الخاصة، وكل نظام له أسلوب في الإدارة، ونحن كمصريين نتعامل بعاطفية، ننظر لدولة قطر على أنها كشك على خريطة العالم، ولكن في الحقيقة هي دولة كبيرة اقتصاديا وعالميا بدليل تمويل الإرهاب في المنطقة، خاصة مصر، فهي دولة تعمل من أجل مصلحتها فقط.

والولايات المتحدة الأمريكية تنحدر للنازل وتضعف عالميًا، وهناك دول ستظهر خلال العقود القادمة لكن ستشهدها الأجيال القادمة، ولو خيروني أن أعيش في قصر في أمريكا وعشة في مصر، لن أتردد في العيشة في مصر، فتراب مصر فوق رأسي، ولن نتركها مهما كلفنا ذلك ومهما حاول التفرقة بيننا.

* ما رأيك في إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟

الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالحها الخاصة، وقرار ترامب لإرضاء الشارع الأمريكي، وللعلم أمريكا في انحدار وتراجع كبيرين، وسيظهر ذلك خلال السنوات القادمة، إعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل لا يشغلني كثيرًا، كمصرية لسنا على استعداد إلا لبناء مصر، وعلينا أن ننظر للدول العربية المجاورة وما حدث فيها السنوات الأخيرة، التاريخ يقول بأن السادات وعبد الناصر ومبارك قدموا كل الدعم والسند للقضية الفلسطينية، وكذلك الرئيس السيسي يعمل جاهدًا من أجل الحفاظ على الهدوء والسلام بالمنطقة بالكامل.

فلسطين بيوصلها دعم مادي كبير من دول الخليج ودول أخرى، عليهم أن يعملوا جاهدين لحماية دولتهم، فنحن لسنا على استعداد لتوريط الجيش في حروب ستقضي على الأخضر واليابس، ولن ننسى ما فعلته حماس الإرهابية في مصر.. وللعلم هناك مصادر أكدت أن هناك عددا كبيرا من الفلسطينيين مشاركون في الغرفة التجارية الإسرائيلية، الفلسطينيين متداخلين مع الدولة اليهودية لذلك يحاربون من اجل دولتهم، ونحن ندين وندعم ولكن لن ندعم بالجيش ولن نضحي بالشعب تجاه قضية مثل ذلك، ونؤكد أن الجيش المصري لحماية مصر وحدودها فقط، ولا نخطئ مثل الأمس في دعم دول لا تستحق الدعم.

* كيف ترى المحامية إيفا مستقبل مصر؟

ما دام المصريون متعايشين، أتوقع أن المستقبل أفضل، وعلينا أن نتحمل الفترة الاقتصادية الصعبة، فالإصلاح يتطلب ربط الحزام مثلما قال الرئيس السادات، ورسالتي لرئيس الجمهورية الرئيس السيسي، أنا واصلني إنه يجب مصر، ورجل وطني من الطراز الأول، أعمل يا سيادة الرئيس لتنمية الدولة للأجيال الجديدة، وإصلاح ما أفسده الآخرون من قبل، ورسالتي للشعب المصري: علينا أن ننتقل من مراحل الثورات للبناء، فالثورات لم ولن تبني الدول، وعلينا أن نتخلص من اللامبالاة وأن نحافظ على الدولة.
 

تم نسخ الرابط