باهر دويدار: "حكايات بنات" .. قصص واقعية عن العلاقات بين الرجال والنساء
كتبت - هبة جلال
خيانة وليد لـ ملك ..صورة من الواقع
وراهنت على الصدق والبساطة وربحت الرهان
نري أنفسنا وحياتنا ومشاكل مجتمعنا من خلال حكاياته التي يسردها لنا،فأصبح هناك علاقة صداقة قوية تربطنا بابطال هذه الحكايات حيث أنهم في اقل من ساعة يجسدوا لنا يومنا الذي نعيشه عبر رسالة هادفة،إنه مسلسل"حكايات بنات" الذي عشنا معه أجمل القصص والذكريات،"بوابة روز اليوسف"حاورت كاتب ومبدع هذه الحكايات السيناريست باهر دويدار حول فكرته وكيف بدأت وتطورت والنجاح الذي حققته في السطور التالية
*حكايات بنات" حقق نجاحًا كبيرًا بالوسط الفني كلمنا عن الفكرة؟
فكرة العمل بدأت منذ 2005 وكانت قائمة على قصة أربع فتيات مختلفات في الطباع والحياة، ويتم تناول واقع الشباب المصري من خلالهن.
ثم قمت بعمل معالجة وطرح الفكرة على إحدى شركات الإنتاج، ووقعت معهم العمل، وبدأت كتابة الحلقات.
العمل مر بمراحل عديدة قبل أن يصبح نصًا دراميًا جاهزًا، فتعثر لمدة خمس سنوات، وخلال هذه الفترة قمت بكتابة حوالي 25 حلقة منه، ولكن لاقي مشكلة أخرى وهي سقوط الملكية الفكرية للشركة المنتجة له بعد مرور هذه الفترة.
فبدأت أتحرك مرة أخرى وعرضته على شركات الإنتاج إلى أن قابلت المنتج طارق الجنايني، وعرضت عليه 15 حلقة كي يطلع عليها ويقرأها فأبدى إعجابه بالعمل كثيرًا وتحمس لفكرته، ولكن في ذلك الوقت قامت ثورة يناير فتعطل العمل مرة أخرى لمدة عامين.
وبعام 2012 حدثني طارق الجنايني، وأبلغني بأننا سنقوم بتنفيذ المسلسل، وفي هذا الوقت كان متبقٍ من الكتابة حوالي سبعة حلقات، وبالفعل قمت بكتابتها، ثم دخلنا التصوير.
** كيف استطعت تطوير فكرة العمل حتى تصبح ثلاثة أجزاء؟
في حقيقة الأمر، عندما قمت بمعالجة العمل كان من المفترض أن يتم عمله في خمسة أجزاء، ولكن لظروف سفري خارج البلاد لم أستطع تكملة المشروع، وعندما عدت انشغلت في كتابة مسلسل "حق ميت" للفنان حسن الرداد، ولكن فكرة تكملة الأجزاء كانت تراودني كثيرًا، رغم انشغالي واستطعت الوصول به لثلاثة أجزاء.
**ما الذي يميز "حكايات بنات" عن غيره من الأعمال حتى يحقق ذلك النجاح وهل كنت تتوقع تحقيق العمل كل هذا النجاح؟
"حكايات بنات"، يتميز بكونه جعل المشاهدين يشاهدون أنفسهم وحياتهم به، من خلال أبطاله، وهذا هو سر النجاح وما كنت أراهن عليه منذ البداية.
كان لدي شبه يقين بنجاح العمل عند بداية عمل الجزء الأول منه، ولكن لم أتوقع أن ينجح بكل هذه الدرجة.
**ما الأسس والمعايير التي اعتمدت عليها في اختيارك أبطال العمل؟
الجدير بالذكر أن مسألة الأسس والمعايير التي يعتمد عليها في اختيار أبطال العمل هي رأي جماعي، وليس من تخصصي بمفردي، فالرأي مشارك وليس وحيدا.
**بعض الكتاب ينقلون بكتاباتهم حياة من حولهم تمامًا مع إضافة بعض التعديلات، هل قمت بذلك في "حكايات بنات"؟
لم أفعل ذلك في "حكايات بنات"، فقصة الأربع فتيات لم تكن قصصا حدثت بالواقع وشاهدتها بنفسي، ولكن في العادة كتابة العمل تتضمن جزءا من قراءة وثقافة وخيال واحتكاك ووجهة نظر، فالمسلسل خليط من كل ذلك.
ولكن المعايير الرئيسية منذ بداية الفكرة، هو أنني كنت أراهن على تقديم فكرة درامية بسيطة وصادقة للغاية وفي الوقت نفسه تقدم بشكل فلسفي، وكل حلقة تناقش فكرة أو موضوعا من خلال الشخصيات الرئيسية أو الفرعية.
**حصرت مشاكل السيدات في مجتمعنا في قضية الارتباط والحب وكان الأزمة الوحيدة التي نعاني منها فما سبب هذا التناول؟
الخط الرئيسي الذي يسير عليه العمل هو شكل علاقة بين الرجل والسيدة، ولكن هذا لا يمنع أننا تطرقنا إلى موضوعات أخرى، تحديدا في الجزء الأول من المسلسل، وكانت من أهم هذه القضايا "الأمان المادي، كبر السن، ارتباط الأشخاص بمنازلهم"، ففي الحلقات لا نتناول بصفة دائمة شكل العلاقة بين الجنسين، ولكن من الطبيعي أن يكون التركيز الأكثر على شكل العلاقة وتطوراتها.
ولكني لم أقل إنني أناقش مشاكل البنات في العمل، حيث إن مشاكلهن أكبر من كل ذلك، وعمل واحد لا يحتمل مناقشة كل مشاكلهن حتى يتناولها، ولكني أخذت جزءا من مشاكلهن المهمة، وتشغل أذهانهن بالنسبة لشريحة كثيرة منهن وسلطت الضوء عليها.
**ما سبب تغيير أبطال العمل في الأجزاء الأخيرة منه؟
يرجع سبب التغيير إلى أن ظروف كل من الفنانتين حورية فرغلي وريهام أمين، كانت لا تسمح، في الوقت الذي كان سيتم العمل به.
**كيف جاءت مشاركتك إسلام حافظ في كتابة الجزء الثالث من العمل؟
مشاركته جاءت بسبب ضرورة تصوير الجزأين معا وتحديد موعد عرضهما في موعد متقدم عن الذي كان متفقا عليه من شركة الإنتاج، وخلال هذه الفترة كنت مرتبطا بكتابة مسلسل "كلبش" الجزء الأول، فكنت لا أستطيع الانتهاء من الكتابة في الوقت المحدد، فإسلام حافظ صديقي، وعمل معي في مسلسل "حق ميت".
كما أنه سيناريست شاب موهوب ومحترف، وهو من جمهور حكايات بنات الجزء الأول، فعرضت عليه المشاركة في كتابة الجزء الثالث من العمل، ومشكورا تقبل الفكرة وبدون مشاركته هذه لم نكن نستطيع إخراج العمل في وقته المحدد.
** طرحت بالجزء الثاني من العمل قضية مهمة وشائكة وهي زواج الرجل من أخت زوجته، فهل قابلت هذه الشخصية في الواقع؟
هذه القصة بالفعل شاهدتها بالواقع، ولكن في سياق مختلف تمامًا عن قصة وليد وملك وليلى، فالذي شاهدته هو "رجل وسيدة انفصلا ويتزوج كل منهما من شقيق الزوج السابق، ولكن علاقتهما لم تستكمل عاما، وفشلت، وهذا كل ما وصلني عن الفكرة".
فصدمت كثيرا منها، وظلت عالقة بذهني وأريد بلورتها في عمل فني كي تكون بمثابة درس يتعلم منه الأشخاص، ولكن عندما تناولتها أخذتها في سياق تنبيه للجماهير.
** هل التجربة بالمسلسل فشلت لإرضاء الجماهير أم هي فاشلة فعليًا بكل المقاييس؟
بالنسبة لي لم أفعل ذلك إرضاء للجماهير، ولكن كونها علاقة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، لأن وليد ناكر للمعروف الذي فعلته معه ملك، فبالتالي سيقوم بذلك مع ليلى.
كما أن ليلى لم تقم بعمل حساب لأختها الكبيرة والوحيدة، فإذا لم تقدر أي شيء يفعله معها وليد، وأرى أن فشل العلاقة هو سنة ربنا في الكون، حيث إن الشخصيتين بهما خلل والعلاقة مبنية على باطل، وإذا لم أعقابهما كنت في أحداث المسلسل، لم أنم بسبب تركهما.
**الجماهير تريد جزءًا رابعًا للعمل.. فهل ستلبي طلبهم أم لا؟
حتى هذه اللحظة لم يتم الحديث في ذلك، ولكن هذا الأمر وارد، حيث إن خطة العمل من البداية كانت خمسة إجزاء، ولكنه لم يحسم بعد، ولكن إذا تم هذا سيكون ليس في الوقت الحالي، نظرا لارتباطي بأعمال أخرى بالموسم الرمضاني لعام2018.
**إذًا ما الجديد الذي سيقدمه؟
لم نتحدث في الحقيقة حتى هذه اللحظة فيما ستتناوله الأجزاء المقبلة، ولكن مع دخول شخصيات جديده للعمل يشجع كثيرًا للاختلاف والجديد، حيث إن الجماهير ما زالت مرتبطة بهم.
**ما مشاريعك المقبلة؟
مشاريعي المقبلة الجزء الثاني من مسلسل "كلبش"، وسيتم عرضه في رمضان2018، وعمل درامي آخر يحمل عنوان "ثلاث ورقات"، من بطولة محمد رجب، إيمان العاصي، أحمد عبد العزيز، ومن إنتاج محمد السبكي، وكتابة أول فيلم سينمائي من بطولة إياد نصار، سوسن بدر، سارة سلامة.



