الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أسيوط الأكثر فقرًا والأغلى سعر لمتر الأرض

أسيوط الأكثر فقرًا
أسيوط الأكثر فقرًا والأغلى سعر لمتر الأرض
أسيوط- علي عبد الرحيم

عقارات أسيوط تنافس دبي.. متر الأرض بـ160 ألف جنيه

تحتل محافظة أسيوط، المرتبة الأولى في الفقر، ومع ذلك تتصدر المحافظة الأغلى سعرًا للعقارات في مصر، فأعلى سعر لمتر الأرض بشارع الجمهورية ويسري راغب بمدينة أسيوط، حيث وصل لـ160 الف جنيه، لتنافس دبي الأعلى في الدول العربية.

لم يتوقف الأمر على مدينة أسيوط فقط، بل امتد لمراكز المحافظة، فسعر سعر متر الأرض بمراكز أسيوط أعلى من التجمع الخامس ومصر الجديدة والزمالك والدقي.

عدة عوامل ساعدت على ارتفاع أسعار العقارات في أسيوط، منها ضيق الحيز العمراني للمحافظة، وسوء التخطيط للمدن الجديدة، وتكدس المصالح الحكومية وسط المدينة، وعيادات أطباء التي تحتل مركزًا متميزًا في الصعيد، ويعتبر قصر العيني بأسيوط منفذ الصعيد لعلاج المرضى، وتوافر وتميز المدارس الخاصة، كذلك تميز جامعة أسيوط والأزهر ساعد على هروب الطلاب من محافظاتهم لأسيوط.

مدينة أسيوط

تحتل مدينة أسيوط المرتبة الأولى في سعر العقارات في مصر، حيث وصل سعر متر الأرض بشارع الجمهورية ويسري راغب والمحطة لـ160 ألف جنيه، والهلالي والنميس والمحافظة لأكثر من 120 ألفًا، ووصل سعر متر الشقة بالشوارع المذكورة لـ11 ألف جنيه، وكذلك إيجار المحلات التجارية، حيث وصل إيجار المحل الـ20 مترًا إلى 30 ألف جنيه شهريا وسط المدينة.

الخليج والدول الاوروبية

يفر شباب أسيوط لدول الخليج والدول الأوروبية عقب انتهاء المرحلة الدراسية، ويعتمد مركز القوصية وديروط ومنفلوط على دول الخليج خاصة الكويت وقطر كمصدر للرزق، ويعتمد مركزا الفتح وابنوب على الدول الأوروبية والهجرة غير الشرعية لإيطاليا.

ما يؤدي لضخ الأموال وتجميدها في العقارات في أسيوط، كونها التجارة الآمنة في مصر وغير مهددة بالخسارة.

مافيا العقارات

جمّد رجال الأعمال والمستثمرون بأسيوط، مدخراتهم في العقارات، واحتلوا القصور والمباني القديمة وقاموا بشرائها بأسعار خيالية لبناء أبراج، هذا يعد سببًا رئيسيًا لارتفاع أسعار العقارات في أسيوط، كذلك قاموا بشراء المنازل المؤجرة إيجارات قديمة بأسعار مرتفعة.

جامعة أسيوط

تقع جامعة أسيوط وسط المدينة، وتتميز علميًا حيث تصنف من أفضل جامعات مصر، ما يهرب طلاب الصعيد من محافظاتهم للالتحاق بها، ويفضل الكثير منهم العمل في أسيوط بعد انتهاء المرحلة الدراسية، خاصة طلاب كليات الطب، ما أدى لتكدس المدينة وكثرة الطلب على العقارات.

الأطباء

يحتل الطب في أسيوط المركز الأول بالصعيد، حيث يوجد أطباء على مستوى عالٍ للغاية، ويمتلكون خبرات عالية لدراستهم في جامعات أوروبية، وتردد مرضى محافظات وجه قبلي على أسيوط لتلقي العلاج ساعد على تكدس المدينة، وارتفاع القيمة الإيجارية للمحلات التجارية، والشقق السكنية خاصة وسط البلد، موقع تجمع الأطباء.

كذلك جمد الأطباء أموالهم في العقارات، فيعتبرون الفئة الأكثر سببًا في ارتفاع أسعار العقارات في أسيوط، حيث يصل دخل أحد الأطباء في أسيوط لـ100 ألف جنيه يوميًا.

سوء التخطيط للمدن الجديدة

تقع مدينة أسيوط في حيز عمراني صغير، حيث يحتلها جبال من الاتجاهين، وتم إنشاء مدينة أسيوط الجديدة منذ سنوات، لكن لسوء التخطيط تحولت إلى مدينة منعزلة عن أسيوط، وذلك لبعدها عن أسيوط بـ25 كم تقريبا، ولعدم توافر وسائل المواصلات والمصالح الحكومية والمدارس والجامعات والأطباء بالمدينة حوّلها لمدينة خاوية.

ولم يتم إنشاء بنية تحتية جيدة، ومشروعات اقتصادية ومدارس وجامعة ومصالح حكومية لتشجيع المواطن للعيش فيها.

مدينة ناصر الجديدة _الهضبة

هو مشروع إنشاء تجمع بشري تنموي على مساحة 24 مليون متر مربع كمرحلة أولى فقط ويقع على مسافة 6 كيلومترات من مدينة أسيوط، وكان من المفترض أن يقضي نهائيًا على المضاربات العقارية في أسيوط ويكون نموذجا تنمويا في صعيد مصر كلها إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الأسايطة، فقد تم التعامل معه بمنطق تاجر العقارات أو مبدأ استغلال الفرص المتاحة، وتم الإعلان عن أسعار صادمة لقطع الأراضي السكنية في المرحلة الأولى من المشروع، حيث تم الإعلان أن سعر متر الأرض 1500 جنيه والبناء على خمسين بالمائة فقط دور أرضي وأول فقط لا غير، وتحول حلم الأسايطة إلى كابوس.

مراكز أسيوط

يعد مركز القوصية شمال أسيوط من أغنى المراكز، لاعتمادهم على دول الخليج خاصة دولة الكويت كمصدر رزق لهم، ما دفعهم لتجميد أموالهم في عقارات للحفاظ على شقى عمرهم، وصل سعر متر الأرض لـ60 ألف جنيه بشارع الجلاء والري.

وكذلك مركز ديروط، حيث وصل متر الأرض بالشارع الرئيسي، والقرشية وكيلاني، وميدان أبو جبل لـ70 ألف جنيه، وسعر الشقة الـ100 متر لنصف مليون، ولم يختلف كثيرًا بباقي مراكز أسيوط.

أصحاب الشركات

وقال المهندس عماد سمير يني، صاحب شركة بأسيوط: إن ارتفاع أسعار العقارات عموما سببه أنها أصبحت البديل الآمن للاستثمار بدلا من البنوك وبدلا من المشاريع الإنتاجية، موضحًا أن الحل هو عمل برامج اقتصادية وتسهيلات لتحفيز المواطن على الاستثمار المنتج ليعود الإنتاج العقاري للسكن فقط وليس للاستثمار.

إحنا بقالنا اكتر من 7 سنوات منذ قيام الثورة ولا يوجد مصنع تم بناؤه ولا يوجد مجال استثمار سوى المضاربة على الأراضي والشقق لراغبي الربح السريع دون مجهود، مؤكدًا أن مناخ الاستثمار في مصر في منتهى السوء وإذا استمر هكذا سوف تصبح رؤوس أموال المصريين محبوسة في حوائط غير منتجة وسوف تجر لمزيد من الانهيار الاقتصادي المتمثل في معدلات تضخم غير مسبوقة.

وقال عبد الناصر يوسف، مدير شركة القوصية للإنشاءات والتعمير: إن ارتفاع العقارات في أسيوط يعود لعدة أسباب منها، منها ضيق الحيز العمراني للمدينة، وضخ رؤوس أموال العاملين بالخارج في العقارات كاستثمار آمن وسريع الربح، وطمع المستثمرين في نسبة الأرباح، موضحًا أن المستثمر يسعى لربح يصل لـ100% في الإنشاءات وهذا ربح غير عادل ويؤدي لزيادة سعر العقار، مؤكدًا أن تجار ومستثمري العقارات في أسيوط يعملون في نطاق ضيق ومحدود، لذلك زيادة الأسعار تحدث بشكل سريع وغير طبيعي.

وأكد عبد الناصر، أن فساد بعض موظفي الإدارات الهندسية كان له دور كبير في ارتفاع الأسعار، حيث يغضون أعينهم عن المخالفات للمساومة، وإغفال تطبيق القانون على الأراضي المخالفة يؤدي لارتفاع التكلفة.

وعن مدينة أسيوط الجديدة، أكد أن إنشاء المدن الجديدة يبدأ بالبنية التحتية والخدمات التعليمية والطبية والمصالح الحكومية ووسائل النقل والأمان، وهذا لم يتوافر في مدينة أسيوط الجديدة، موضحا أن المواطن بأسيوط يحتاج لخدمات قريبة منه، وأشار إلى أن نجاح أسيوط الجديدة يبدأ بنقل المصالح الحكومية، وفرع للجامعة وقصر العيني، وتوفير مواصلات طوال اليوم وخدمات تشجع المستثمر والمواطن على العمل فيه والمعيشة.

وطالب عبد الناصر، القائمين على مدينة نصر الجديدة "الهضبة"، بأن ينفذوا مدينة عمرانية تشجع المواطن على السكن فيها، واستعان بنماذج التجمع الخامس و6 أكتوبر وغيرهما من المدن التي أثبتت نجاحها، محذرًا من أن تكون المدينة استراحات لرجال الأعمال وكبار رجال المحافظة، وتصبح مثل أسيوط الجديدة.

رد مديرية الإسكان

وقال المهندس عبد الحكيم عبد الله، وكيل وزارة الإسكان بمحافظة أسيوط: إن مدينة أسيوط لها طبيعة خاصة من حيث الاستثمار وتفكير المواطن، فالمواطن نفسه هو سبب في صناعة ارتفاع سعر العقار للطلب غير العادي على الوحدات السكنية داخل المدينة، ما يتيح الفرصة للمستثمر والتاجر للتحكم في الأسعار، بالرغم من وجود آلاف الوحدات السكنية في المدن الجديدة مثل مدينة أسيوط الجديدة، فضلا على الإعلان عن التقديمات في مدينة ناصر الجديدة "الهضبة".

وتابع أن الدولة تسعى جاهدة لمحاربة الغلاء وتوفير احتياجات المواطن من خلال طرح الوحدات السكنية، مشيرا إلى أنه مؤخرا تم طرح 8000 وحدة على مستوى المحافظة، 3360 في منقباد، و4000 على مستوى المراكز بالمحافظة بخلاف أسيوط الجديدة التي يتم طرح أعداد مماثلة من الوحدات السكنية فيها. 

 

تم نسخ الرابط