الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"دبلوماسية مَكُّوكِيّة".. حَصاد جهود الخارجية المصرية في 2017

دبلوماسية مَكُّوكِيّة..
"دبلوماسية مَكُّوكِيّة".. حَصاد جهود الخارجية المصرية في 201
كتب - عبد الحليم حفينة

إنجازات في ملفات مهمة.. وصوت مصر المسموع في المحافل الأممية

 

تَفَرّدَ العام 2017 بأداء رفيع للدبلوماسية المصرية، أكَّدَ مكانة مصر الرائدة إقليميًا، وعبَّر بجلاء عن استقلال القرار المصري، في إطار المعطيات الدولية والإقليمية، وفي هذا التقرير تستعرض "بوابة روزاليوسف" أبرز جهود الدبلوماسية المصرية في عام 2017، التي تُوّجَت بمشروع القرار الذي دافع عن عروبة القدس داخل أروّقة الأمم المتحدة.

المصالحة الفلسطينية

تحتل القضية الفلسطينية مساحة كبيرة داخل أجندة الدبلوماسية المصرية، باعتبارها قضية العرب المركزية، ولكون مصر المحرك الرئيسي لأي تفاهمات في الداخل الفلسطيني، جاءت المصالحة الفلسطينية، التي وُقِّعَت في 12 أكتوبر الماضي بالقاهرة، لتكشف عن فاعلية الدور المصري داخل الملف الفلسطيني، والأهم أنها أبرزت جانبًا من المرونة المصرية في التعامل مع حماس، لتؤكد أن الدبلوماسية المصرية تتمتع بثقل دولي يطفو فوق أي خلافات أو قضايا عالقة.

 
 
 
 

الملف الليبي

في الوقت الذي كانت المخابرات العامة المصرية تجري الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، كان وزير الخارجية، يحضر اجتماعًا سداسيًا في لندن لمتابعة تطورات الشأن الليبي، دُعيت إليه مصر بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، والإمارات، وبحضور الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، الاجتماع الذي ناقش جهود إنهاء الانقسامات داخل ليبيا، يعكس حضور الدبلوماسية المصرية الفاعل، الذي يفرض أمرًا واقعًا على القوى الدولية والإقليمية، مفاده أن القرار المصري لا يرتبط بغير المصالح المصرية والعربية، خصوصًا مع استقبال القاهرة العديد من الوفود الليبية خلال عام 2017، كان أبرزها، استضافة المشير خليفة حفتر، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في فبراير الماضي، اللقاء الذي جاء للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، بالإضافة إلى استقبال الرئيس السيسي حفتر في 13 نوفمبر المنصرم، لمتابعة تطورات الملف الليبي.

 

الأزمة السورية

يعتبر الموقف المصري من القضية السورية، هو الموقف الأكثر وضوحًا من حيث إبداء ملامح دولة صاحبة قرار مستقل، فمصر التي تدعم الدولة السورية في محاربتها للإرهاب، هي ذاتها الدولة التي تحتضن مبادرات للمعارضة السورية، أبرزها مجموعة "منصة القاهرة"، للتوصل إلى حل سياسي، بالإضافة إلى رعايتها ثلاث اتفاقات وقف إطلاق نار، الأول في 20 يوليو في الغوطة الشرقية، والثاني بمدينة حمص في 31 يوليو، والاتفاق الثالث في أغسطس الماضي جنوب العاصمة دمشق، وتعتبر اتفاقات وقف إطلاق النار التي رعتها مصر الأنجح؛ إذ يلتزم بها جميع الأطراف.

 

 
 

استقالة الحريري

جاءت استقالة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، لتشعل المنطقة، وبدا الوضع، وكأن الشرق الأوسط تنتظره كارثة جديدة، لكن هذه المرة كان تحرك القاهرة إلى جانب التحرك الدولي الذي قادته فرنسا فاعلًا لنزع فتيل الأزمة، فقد أوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية إلى 6 دول عربية بشأن الأزمة اللبنانية، وللتعبير عن موقف مصر تجاه الأزمة، والدعوة إلى حوار سلمي، وانتهت الأزمة بزيارة الحريري لمصر ولقائه الرئيس السيسي في طريق عودته من فرنسا إلى لبنان، فيما أعرب رئيس الوزراء اللبناني حينها عن شكره للرئيس السيسي وللشعب المصري على "دعم استقرار لبنان".

القدس عربية

لم يختلف الموقف المصري في مجلس الأمن للرد على قرار ترامب، عن المواقف التي اتخذتها في طريق دفاعها عن القضايا الوطنية والعربية، فقد تقدمت مصر بمشروع قرار لمجلس الأمن يؤكد أن أي قرار أحادي الجانب حول وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله، ورغم استخدام الفيتو ضد مشروع القرار، إلا أن الدبلوماسية المصرية استطاعت إحراج الولايات المتحدة، وكسب تعاطف دول العالم نحو قضية القدس، الأمر الذي دفع في النهاية بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار لصالح القدس، يرفض أي وضع يخالف قرارات الأمم المتحدة، وفي حين أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة، فإن كثافة التصويت التي ولت لـ128 صوتًا لصالح القرار تعتبر وزنًا سياسيًا ضاغطًا.

تم نسخ الرابط