ندى بسيوني: لقبوني بـ"البلياتشو" ويسرا أقوى ممثلات جيلها
كتبت - هبة جلال
عشقت الفن منذ سن مبكرة، وهذا ما جعلها تبحث عن طريق لتحقيق حلمها، اعتمدت على نفسها فأصبح بينها وبين الفن لغة مشتركة تصل للمشاهد على هيئة إبداع، إنها الفنانة ندى بسيوني التي تتكلم في هذا الحوار عن تجربتها ولماذا اختفت فترة طويلة.
"الدراسة وحدها لا تكفي"
عندما التحقت بأكاديمية الفنون علمت من أستاذتي بأن الفنانة يسرا كانت تطلب منهم الكتب الخاصة بمعهد الفنون المسرحية ولذلك فهي من أقوى ممثلات جيلها وتمتلك حسا فنيا عاليا.
فالدراسة دون موهبة لا تكفي، والموهبة دون ثقافة لن تستمر فالثقافة مهمة جدا ولها تأثير مهم ينعكس على الفنان في كل أعماله وأدواره، فبعد دراستي بالمعهد قمت بدراسة شاملة للفنون كلها من موسيقي ومسرح والفن التشكيلي ومذاهبه وكانت مدتها ستة أشهر .
"بداياتي الحقيقية"
مسلسل"هوانم جاردن سيتي" بداياتي الفنية الحقيقة وخطوة أساسية في مشواري الفني، حيث إنه عمل ضخم جدا صعب أن يكرر، متكامل من كافة الجوانب الفنية فهو من كتابة رائعة الرومانسية التي لن تعوض مني نور الدين إخراج الأستاذ أحمد صقر وإنتاج قطاع الإنتاج، كما أن المسلسل المصري في هذا التوقيت له ثقله.
"5 سنين مسرح "
لم أبتعد فترات طويلة عن الفن، ولكن ظروف مرض والدتي بالسرطان وسفري الدائم معها طيلة فترة العلاج جعلني مقلة في الظهور وأقوم بعمل واحد أو اثنين ليس أكثر فكان صعبا الارتباط بعدد كبير من الأعمال.
كما أنني لم أبتعد عن المسرح نهائي بالعكس فهو أكثر نوع من الفنون عملت به من أعمال فهناك عرض مسرحي قمت به لمدة خمسة سنوات،فالمسرح احبه كثيرا كما أن رسالة الماجستير الخاصة بي كانت في "شكسبير في المسرح العربي المعاصر".
بعد مرض والدتي من بعد أحداث 2011 رفضت أعمالا كثيرة لسوء الورق المعروض علي، حيث إنه في هذه الفترة الورق المتواجد على الساحة غير جيد.
أنا راضية جدا بمسيرتي الفنية لأن كل شيء نصيب ومقدر ومكتوب وسعيدة بما حققته حتى الآن، فالإنسان هو الذي يختار طريقه ويحدده، كما أن النجاح بالنسبة لي ليس بكثرة الأعمال ولكنه بنجاحها.
"أمر تكليف"
في حقيقة الأمر أنني لم أستمر فترة طويلة معيدة حتي يؤثر ذلك على مشواري الفني، فتعييني جاء بأمر تكليف لحصولي على امتياز مع مرتبة الشرف خلال الأربع سنوات.
وبعد انتهائي من الدراسات العليا "الماجستير" لم أستكمل العمل أو الدكتوراه وركزت في عملي الفني حيث إنه كان هو طموحي منذ البداية وليس العمل الأكاديمي.
عندما تزوجت كنت في السنة الثالثة بمعهد الفنون المسرحية، وتزوجت من أستاذي بعد قصة حب وأنجبت في البكالوريس إبنتي مايا،ورغم هذا الحب الزيجة لم تستمر فترة طويلة وولم أشعر بانني تزوجت.
فبسبب فارق السن انفصالنا لأن انبهار التليمذة بأستاذها يختلف تماما عن الزواج فبعد الزواج وجدت أن حياة زوجي وأحلامه تختلف كل الاختلاف عن حياتي وأحلامي.
زواج الفتاة من رجل أكبر منها بسنوات كثيرة شئ خاطئ وليس في صالح الفتاة ولكنه في صالح الرجل، حيث إنها تكون في سن معينة وتريد أن تنطلق وتعيش حياتها ومعظم هذه الزيجات تفشل لأختلاف متطلبات الطرفين العمرية.
"عنصر مساعد"
زواجي الثاني كان من المخرج شريف يحيى رحمة الله عليه، وكان من أفضل الشخصيات التي قابلتها في حياتي، وحققنا نجاحا كبيرا عندما تعاونا في أعمالا فنية فهو كان عنصرا مساعدا.
" رسامة إيطالية"
ابنتي خريجة فنون جميلة وهذه هي موهبتها وهوايتها فهي ورثت جينات الفن ولكن في الرسم فجدتي والدة والدتي كانت رسامة إيطالية ومايا ورثتها في ذلك ولذلك هي بعيدة عن التمثيل.
"بلياتشو"
في صغري كانوا يلقبونني بـ"البلياتشو" بسبب كثرة حركتي وشقاوتي وعندما كان عمري ست سنوات صُدمت بسيارة بسبب أنني كنت أقفز من علي سور وانكسر جسدي كله.
والفنانة سميرة عبد العزيز صديقة والدتي منذ طفولتي وولدت علي يديها ،هي من لفتت انتباه والدتي بأنني سأكون ممثلة جيدة ويجب أن التحق بمعهد الفنون المسرحية وأبلغتني بموعد الاختبار وساعدتني كثيرا في الدخول وفي معرفة بعض الأشخاص.
"ليس عيبا"
مسلسل "أريد رجلا" تجربة جيدة وهامة جدا والقصة كان بها الكثير من مشاعر المرأة ولكن للأسف الجماهير شاهدت العمل من القشور فقط ولم تتعمق به.
فالبطل كان لا يحب زوجته فلذلك لا يتقبل أي شئ تفعله بسبب حبه لسيدة أخرى، وأنني أرى أنه ليس عيب ما كانت تفعله معه في أختيارها لملابسه فأي سيده تختار لزوجها ملابسه فهذا ليس عيبا نهائيا وطبيعي.
وبعض الجماهير أخذت ذلك من منظور انها تتحكم في اختياراته وهذا حكم خاطئ ودليلي علي ذلك أنها عندما توفيت ذهب علي قبرها وأعتذر لها كثيرا عن تقصيره معها وعدم اعطائها الحب الكافي لها .
والعمل كان يتناول رسالة هامة وهي بحث بطلة العمل عن رجل حقيقي بمعني الكلمة واتضح ذلك من اسمه "أريد رجلا".
لم تنحصر أدواري في إطار الفتاة الرقيقة الجميلة بالعكس فكنت دائما أحرص في أختياراتي علي التنوع وعدم حصري في تصنيف واحد، فجسدت شخصية بائعة شاي في"غريب الدار" و خادمة في منزل في"حارة برجوان".
"شخصيات مشوهة "
ندى بسيوني الإنسانة تختلف عن الشخصيات التي تقدمها فنيا، فأدوارها الفنية هي نماذج موجودة في المجتمع تتشابه في بعض الأحيان بشكل جزئي ببعض الاشياء وليس تشابها تاما.
وعند تقديمي لدور يجب أن يمس قلبي وأشعر به حتي أكون صادقه في تجسديها حتي لو كانت أدوار شر يجب أن أحبها، وأجلس أفكر كثيرا بتفاصيل الشخصية وما الذي أستطيع أن اضيفه من التفاصيل بها ،لأنني لدي تفاصيلي الخاصة في تقديم الدور.
عند القيام بأعمال درامية يجب أن نفهم أننا بصدد دراما تليفزيونية أن نقدم محتوي تشاهده الأسرة بأكملها فيجب أن نراعي الجوانب الأخلاقية ، فالممثل قدوة ومن أسباب ظهور بعض الأشياء السلبية وجود بعض النماذج السيئة والمشوهة في بعض الأعمال الفنية والدرامية، وحصر الشخصية الشعبية دائما في شكل واحد ودائما ما تخرج في صورة سلبية ومبتذلة، فالمناطق الشعبية بها الأصول والعادات والتقاليد و ليس السوقية والشتائم يجب أن يعلموا أن هناك فرق بين العشوائيات والمناطق الشعبية.
"رسومات الفراعنة"
التصنيف على الأعمال الدرامية غير كافٍ، فالدراما حتي تسترد عافيتها تحتاج لكتاب يحبون بلدهم ويكونوتن على علم أن كلمتهم تؤثر في أجيال كاملة ومن الممكن أن تغير ايدلوجية شعوب وتوجه شعب لغضب وثورة وتمتصه أيضا.
فمنذ أيام المصريين القدماء ومصر هي مصدر الثقافة للعالم، ويتسم فنها بالسمو والرقي ويتضح ذلك من خلال رسومات المصريين القدماء على الجدران، فلماذا يشوه البعض الفن.
"أنا عقرب"
الكلام المتداول على الإنترنت غالبا ما يكون أهواء شخصية لبعض الأشخاص وغير صحيح علي الإطلاق، فتاريخ ميلادي على الإنترنت 26 رغم أني 2 نوفمبر، ويقولون إنني برج القوس وأنا عقرب وسنة ميلادي أيضا خاطئة.
ومواقع التواصل الشهيرة أتواصل كثيرا معها من خلال صفحاتي الرسمية على "فيسبوك، إنستجرام"، وأرد علي الجميع بنفسي لأنهم لأ يديرهم أحد غيري، لكنها سلاح ذو حدين فيجب أن يتعامل معها الناس بشكل عام بحظر،والفنان بشكل خاص لأنه قدوة فيجب أن يقرب من الجماهير بأعماله ويزرع بداخلهم الأمل والتفاؤل والخير.
ويكون لديه جزؤه الخاص من حياته التي لا يستطيع اي شخص اقتحامه لأنه اذا اصبح متدوالا فسيختفي منه عنصر الإبهار والتشويق ولا يشاهده أحد.
" ذاكرة االرمل "
آخر أعمالي والتي بدأت تصويرها هي مسلسل "ذاكرة الرمل" بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين في مصر وسوريا ولبنان والأردن وأجسد به شخصية دكتورة تدعي ندي ولديها مستشفي بإسمها، ومقرر عرضه في رمضان 2018 ،ويوجد أعمال أخرى استقررت عليها ولكني لأ أفصح عنها إلا عند بدء تصويرها ، وأمنيتي في العام الجديد تحقيق مشاريعي الفنية الجديدة ويحمي مصر بلدنا الحبيبة ويبعد عنها الإرهاب.



