خطة الحوثيين للقفز على شرعية "هادي"
كتب - مصطفى سيف
انقسامات في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني، الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل، على عبدالله صالح، بعد المؤتمر الذي اختير فيه صادق أمين أبوراس بمهام رئيس الحزب.
فروع المؤتمر في المحافظات اليمنية أعلنت رفضها لما أفضى إليه المؤتمر معتبرة أنَّ "ما صدر عن بعض قيادات المؤتمر في العاصمة صنعاء لا يمثل المؤتمر الشعبي العام لكونه خارج عن النظام الداخلي".
ترهيب وإكراه
فروع الحزب بيان له تناولته المواقع اليمنية: "نرفض محاولات ميليشيا الحوثي الانقلابية السطو واختطاف موقف المؤتمر الشعبي العام - الحزب الوطني الكبير من خلال ممارسات الترهيب والإكراه بحق قيادات المؤتمر الشعبي العام في الداخل وإجبارها على اتخاذ قرارات ومواقف تخدم مليشيات الحوثي ".
تابع البيان: " عبدربه منصور هادي هو رئيس المؤتمر الشعبي العام وفقًا للمؤتمر العام السابع"، مطالبة "هادي" بـ"الاستعانة بمن يراه لتسيير أعمال المؤتمر الشعبي العام حتى انعقاد المؤتمر العام الثامن".
خيانة وإجبار
وصفت فروع الحزب الاجتماع بـ"خيانة لمبادئ الميثاق الوطني واستهانةً بمشاعر المؤتمرين في كل المحافظات المديريات والقرى والعزل".
تشير بعض المواقع اليمنية إلى أنَّ المؤتمر الذي عُقد أمس افتقر إلى سيادة القرار وحرية الاختيار، نظرًا لوقوع المدينة بقبضة ميليشيا الحوثي المتورّطة في قتل مؤسس المؤتمر ورئيسه السابق على عبدالله صالح".
فروع الحزب أدانت وشجبت ما حدث في المؤتمر، مما يكشف عن عمق الشرخ الذي أصاب الحزب وصعّب من مهمّة إعادة جمع شتاته".
محاولات تطبيع
إضافة إلى رفض فروع الحزب؛ فإن قيادة المؤتمر في الداخل والخارج أصدرت بيانًا عبّرت فيه عن رفضها المطلق لأي محاولة لتطبيع العلاقة مع الحوثيين واستئناف الشراكة بين الطرفين.
وشدد البيان على سلسلة الانتهاكات التي مارستها الميليشيا الحوثية بحق كوادر وقيادات المؤتمر منذ مقتل "صالح" وأمينه العام عارف الزوكا.
ونددت قيادة المؤتمر في الداخل والخارج بما أسمته "محاولة بعض قيادات المؤتمر التي حضرت اجتماع صنعاء القفز على تلك الممارسات وتجاهلها".
البيان الذي خرج من عدد من العواصم العربية في القاهرة ومسقط وعدد من العواصم العربية الأخرى أكَّد على أن أي تفاهمات مع الميليشيا الحوثية وصلت إلى طريق مسدود.
تدُّخل مباشر
ياسر العواضي الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي أشار في تغريدة له على "تويتر" إلى رفضه لأي مواقف صدرت عن اجتماع صنعاء لا تتضمن فك الشراكة مع قتلة صالح والزوكا.
فيما نشرت مواقع يمنية مناهضة للحوثيين أنَّ الحوثيين تدّخلوا بشكلٍ مباشرٍ في مجريات الاجتماع من خلال حضور بعض العناصر الحوثية المسلحة بذريعة تأمين الاجتماع.
ولفتت المواقع اليمنية إلى أنَّ ممارسة قيادات حوثية لضغوط هائلة وصلت حد التهديد بالقتل على أعضاء اللجنة العامة المتواجدين في صنعاء.
رهائن
بينما نشر عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر ونائب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية، محمد على علاو، بيانًا قال فيه إنَّ البيان الذي صدر عن اجتماع صنعاء "غير قانوني ومخالف للنظام الداخلي للمؤتمر وغير ملزم للحضور"، واصفًا الذين حضروا الاجتماع بـ"الرهائن لدى ميليشيات الحوثي".
ويرى العديد من المراقبين السياسيين أنّ ما يدور في كواليس حزب المؤتمر الشعبي العام هو محاولة لقيام بعض قيادات المؤتمر وكتله بإحداث مراجعة شاملة لمواقفها في ضوء التطورات الأخيرة ومن ثم تغيير حالة اصطفافها، وهو ما تدركه الجماعة الحوثية التي تسعى لاحتواء المؤتمر واختطاف صوته.
وحاولت جهات مساندة لعقد اجتماع صنعاء التسويق له كخطوة تكتيكية هادفة إلى التعامل مع المعطيات الجديدة كأمر واقع.
حفظ ماء الوجه
ولحفظ ماء الوجه؛ فإن أول ما طالب به "أبو رأس" هو مطالبة الأمم المتحدة بالتوسط لدى ميليشيات الحوثي لتسليم جثة الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، والإفراج عن المعتقلين من كوادر الحزب.
الأمر الذي اعتبره البعض محاولة منه للم شتات الحزب وقياداته في المحافظات الذين يتهموه بالانقلاب على الشرعية.
وتضمنت المطالب التي قدمها "أبو رأس" برفع الإقامة الجبرية والعقوبات عن أحمد على عبدالله صالح، وإعادة البنك المركزي إلى العاصمة صنعاء.
بيت الطاعة
بينما اعتبر المحلل السياسي السعودي على عريشي في تصريح صحفي إن مساعي الحوثيين تلك تتعارض مع رفضهم أن يكون المؤتمر حزبًا حقيقيًّا يمارس أدواره خارج بيت الطاعة.
فيما قال محمد المسوري، محامي الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، بحسب تغريدات على "تويتر" إن قيادات كبيرة ممن "اضطرت" للتحالف مع العصابة الحوثية، تُجّهِز لعملية انشقاقات كبيرة عن العصابة الإرهابية في العديد من المحافظات".



