انقسام عراقي يدفع بغداد للهاوية قبل الانتخابات المقبلة
كتب - مصطفى سيف
بعد أربعة أعوام جاءت فيها الحرب على "داعش" على الأخضر واليابس ببلاد الرافدين، ومع إعلان موعد الانتخابات العراقية المزمع عقدها في 12 مايو من العام الجاري، يبدو المشهد أكثر انقسامًا، وتشظيًّا من ذي قبل.
يأتي هذا الانقسام بعدما أعلن حزب "الدعوة الإسلامية" الحاكم الذي يترأسه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، انسحابه من الانتخابات، مفسحًا الطريق أمام أعضائه للانضمام إلى أية قائمة انتخابية يريدونها، وهو ما دفع المالكي، والعبادي للتنافس على قائمتين مختلفتين.
العبادي وائتلافه
الائتلاف الذي شكّله رئيس الوزراء العراقي سُميَّ بـ"ائتلاف النصر" وهو بحسب وصف "العبادي" هو "عابر للطائفية"، داعيًا "الكيانات السياسية للانضمام للائتلاف الوطني، قائلًا: "تحت راية العراق الواحد أعلن تشكيل ائتلاف النصر العابر للطائفية والتفرقة والتمييز وأدعو المخلصين والكيانات السياسية للانضمام لائتلافنا الوطني الجديد".
التحالف الذي أعلن عنه العبادي يضم تسعة فصائل من الحشد الشعبي، المعروف بانتمائه لإيران، و11 حزبًا سياسيًّا، من بينهم: المجلس الأعلى برئاسة همام حمودي الإسلامي والفضيلة وتيار الإصلاح برئاسة وزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري وكتلة مستقلون برئاسة وزير التعليم العالي السابق حسين الشهرستاني فضلًا عن ثلاث كتل من القوى السنية إحداها تابعة لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي وتحمل إسم بيارق الخير.
في سياقٍ متصل؛ أشارت بعض المواقع العراقية إلى أنَّ قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، لعب دورًا حاسمًا في إتمام التحالف بين "العبادي" وقادة الحشد الشعبي، ما يشي بسعي إيران الحثيث من خلال هذا التحالف لأن يكون للحشد الشعبي شريكًا قويًا في تشكيل الحكومة المقبلة.
خيبة أمل
وأُصيب البعض بخيبة أمل من إعلان العبادي "العبادي"، واصفين إياه بأنَّه خيَّب ظن العراقيين بالإصلاح ومحاربة الفساد بعد تحالفه مع الحشد الشعبي، مشيرين إلى أنَّ بهذا التحالف قد يكون منح الشرعية للحشد الشعبي الذي أعلن العبادي نفسه نزع سلاحه وعدم ترشيح قياداته للانتخابات.
بينما اعتبر البعض الآخر أنَّ العبادي والمالكي وجهان لعملة واحدة؛ وإن اختلفت المسميات، ولكن الزعامة هنا تدور حول المكسب الشخصي لكل منهما الذي يريد أن يحققه، مشيرين إلى أنَّ هذه لعبة إيرانية بحتة، تحاول من خلالها التدخل أكثر في الشأن العراقي.
والشيء بالشيء يُذكر فإن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري العراقي، أعلن تعجبه من "التحالف الذي عقده العبادي" قائلًا: "العجب كل العجب مما سار عليه الأخ العبادي الذي كنا نظن به أنه أول دعاة الوطنية ودعاة الإصلاح".
ويؤكد البعض أنَّ الأزمة في حزب الدعوة باتت تهدد مستقبل العراق بأكمله؛ خاصة في ظل الإصرار على رفض تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر أخرى، موضحين أنَّ التدخل الإيراني حاسم في حل هذا الخلاف، وما على الجميع سوى الترقب لمعرفة من سينال دعمها.
ويشير موقع صوت العراق إلى أنَّ خلافًا جذريًّا بين "العبادي" و"المالكي" ليس وليد اللحظة الحالية، أو الانتخابات المقبلة، إلا أنَّها متجذر منذ فترة بشأن الزعامة على حزب الدعوة الإسلامية الذي يغيب لأول مرة عن الانتخابات.
الأكراد والمعضلة
لا زال الأكراد لم يعلنوا عن موقفهم السياسي من الانتخابات المقبلة؛ الأمر الذي يشير إلى إمكانية حدوث مفاجأة انتخابية على يد الأكراد، ولكن من المستبعد أن ينضموا إلى أي من ائتلاف "العبادي" أو "المالكي".
وربما قد يكون هناك اتحاد القوى والأحزاب المعارِضة في تحالف واحد باسم القائمة الوطنية الكردية، هذا التحالف لا يُستبعد أن يتمكن من حصد أصوات عن طريق القوى الكردية التقليدية والوصول لمقاعد تضمن له الحفاظ على المكتسب.
ويؤكد وجهة النظر هذه هو التحالف الكردستاني الذي يخوض الانتخابات بنفس الأوجه ونفس الاستراتيجية دون أي تغيير، إضافة لتدهور الأوضاع في المناطق الكردية أدى لانفجار تظاهرات غاضبة في ديسمبر الماضي.



