طهران تعيد انتاج " داعش"
كتب - مصطفى سيف
تقارير أجنبية تتحدث عن محاولة ايران إعادة تنظيم "داعش" الإرهابي تحت مسمى جديد، يشبه في شكله وثقافته "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يحارب في سوريا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
هذا التقرير منشور في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ،يكشف عن تنسيق "إيراني-قاعدي" حيث سافر بعض العسكريين الإيرانيين إلى "دمشق" من أجل تجميع صفوق عناصر "داعش"، بحسب محرري التقرير "أدريان ليفي، وكاثي سكوت-كلارك".
التقرير الذي نُشر تحت عنوان "طهران في حلف الشيطان لإعادة بناء القاعدة"؛ تحدث عن فكرة "السخاء الإيراني" و"المبادرة الإيرانية" لإعادة تأهيل تنظيم القاعدة وإرساله لسوريا، في ظل خشية دولية من من استغلال طهران لما أسمته الصحيفة (الروابط التاريخية) بين الدولة الفارسية وتنظيم "القاعدة".
ويشير إلى أنَّه على الرغم من الاضطرابات المدنية التي شهدتها طهران منذ سنوات إلا أنَّ ذلك لم يمنع إيران من المغامرات العسكرية؛ في المقابل تخفيض المعونات الحكومية في الوقت الذي يعاني منها اقتصاد البلاد من أزمات طاحنة وصعوبات حادة.
تنظيم القاعدة - بحسب التقرير - حينما ضرب برج التجارة العالمي في 2001 كان قوامه بالكاد 400 شخصًا، بحسب أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي؛ إلا أنَّه تشتت بسبب الغزو الأمريكي لأفغانستان، ثم عاد اليوم لبناء نفسه لدرجة أنه صار قادرًا على استدعاء عشرات الآلاف من الجنود القدامى.
ويكشف عن مساهمة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في سوريا، في إيواء أسامة بن لادن وأسرته بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، حيث قال إنَّه وفَّر أول ملجأ لأسرة بن لادن والقادة العسكريين للقاعدة بعد فرارهم من أفغانستان في 2001 ، كما بنى لهم مجمعًا سكنيًّا في قلب مركز تدريب عسكري بطهران، ومن هناك درَّب وأنشأ ونظَّم القاعدة شبكات تمويل بمساعدة إيران، والتنسيق للقيام بعمليات إرهابية، وتدعيم الفتنة الطائفية في العراق" مؤكدًا أنَّ "داعش" ليس إلا مسمى جديد لـ"القاعدة".
وتتداول التقارير الأمنية الغربية معلومات مثيرة حول طبيعة المهمات الموكولة من قبل الأجهزة الإيرانية للتنظيم، لا سيما في سوريا، إلى جانب سعي طهران لتوفير مستلزمات اجتذاب القاعدة لفلول داعش بغية تشكيل أداة جهادية بديلة تخضع للأجندة الإيرانية في السنوات المقبلة.
الأمر الذي يراه البعض ليس جديدًا وإنّما هو من أبجديات العلاقة بين طهران والتنظيمات الإرهابية خاصة في ظل وجود نظام الولي الفقيه، وهو أيضًا الذي يُفسِّر العلاقة الخاصة بين طهران وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
وأشار التقرير إلى أنَّ جوهر "الخمينية" (نسبة إلى الخميني قائد الثورة الدينية في إيران والتي جعلت إيران تقوم على نظام الفقيه" متأثر بـ"القطبية" (نسبة لسيد قطب)؛ وهذا التأثر هو الذي أسس لمفهوم الجهاد الذي أنشأ تنظيمات شيعية موالية لطهران مثل حزب الله في لبنان وبقية الميليشيات في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن.
"صانداي تايمز" كشفت أن التعاون حاليا بين إيران والقاعدة يحصل خصوصا في سوريا لرفد استراتيجية إيران في ذلك البلد، وأن قاسم سليماني يستخدم القاعدة في مناوراته للعب على جميع أطراف الصراع الجاري هناك، مما يتيح لإيران البقاء في الصدارة.



