تعظيم سلام لشهداء الوطن.. لوحة الشرف تتزين في عيد الشرطة بورود ورائحة الشهداء
كتب - محمد هاشم
الداخلية تقدم 153 شهيدا في 2017 ولأول مرة في تاريخ الوزارة 3 شهيدات من الشرطة النسائية في كنيسة الإسكندرية
داخلية الفراعنة برئاسة "سامحو" أحبطت محاولة اغتيال أخناتون
(اتخذ من شرطي شارعك صديقا لك ولا تجعله يثور عليك)، عبارة قالها الحكيم آني لابنه وهو يعظه في عهد الفراعنة
احتفلت وزارة الداخلية والشعب المصري خلال الأيام القليلة الماضية بعيد الشرطة الـ66، والباحث في العلاقة بين الشعب والشرطة يجدها وطيدة منذ القدم، وتاريخ الشرطة المشرف لم يقتصر على السنوات الحالية بل تمتد لوحة الشرف إلى تاريخ الفراعنة.
ولعل خير دليل على تفاني رجال الشرطة ما سجله التاريخ من بطولة "سامحو" رئيس الشرطة (وزير الداخلية) في إحباط محاولة اغتيال أخناتون فرعون مصر.
التطور التاريخي لجهاز الشرطة
عرفت مصر القديمة الشرطة وأصبحت الحاجة لها ملحة في بناء دولتها وركائزها، وكان لقائد الشرطة أو وزير الداخلية دور مهم ومحوري في الدولة، فكانت مهامه حراسة الفرعون، وكانت من مهام رجال الشرطة حماية الجبانات من اللصوص نظرا لثرائها ولقيمة ما تحتويه، كما استعان الملك مينا موحد القطرين بالشرطة لتدعيم ركائز الدولة الحديثة، وكان قائد الشرطة أو وزير الداخلية له سمات معينة، فلا بد أن يكون من أصحاب العلم.
وكان شعار أو رمز الشرطة الغزالة أو ريشة بها رسمة الفرعون وهو يضرب العدو.
وفي صدر الإسلام كانت الشرطة تسمي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب "العسس" ثم صاحب الشرطة في عهد الخليفة علي بن أبي طالب.
وكان أول وزير داخلية في مصر بعد الفتح الإسلامي زكريا بن جهنم، وكان محمد علي لاظوغلي أول من نظم الشرطة وأنشأ شرطة البصاصين أو الشرطة السرية، وفي عهد الخديو إسماعيل باشا استعان بضابطين أجانب لتأسيس شرطة حديثة بدلا من الأتراك وسميت بالبوليس وهي كلمة لاتينية تعني المدينة الحديثة ثم تطورت إلى ما هي عليه.
الإرهابية اعتلت الموجة الثورية وفشلت في شق الصف
حولت جماعة الإخوان الإرهابية الاحتفال بعيد الشرطة عام 2011 من احتفال بالعيد إلى موجة ثورية وركبت الجماعة الإرهابية الموجة واستغلت مطالب الشباب بتصحيح المسار في الموجة الثورية والمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية إلى عمليات تخريبية ضد مؤسسات الدولة، وقامت باقتحام أقسام الشرطة وفتح السجون وذلك بالاستقواء بالخارج والاستعانة بعناصر أجنبية وهو ما كشفته التحقيقات، ففي يوم 25يناير وهو عيد الشرطة اشتدت الأحداث وبلغت ذروتها يوم 28يناير والتي شهدت أحداثا دامية من فتح للسجون وهدم لأسوارها واقتحام لأقسام الشرطة وحرقها، وهيمنت جماعة الإخوان الإرهابية على الموجة الثورية وركبت على أكتاف الشباب وهيمنت على مؤسسات الدولة وقت رئيسها المعزول وساءت العلاقة بين الشرطة والشعب عقب تأمين مقرات جماعة الإخوان الإرهابية، ثم تعاطف الناس مع اللواء أحمد جمال وزير الداخلية آنذاك الذي رفض قرارات الجماعة الإرهابية في تأمين مقراتهم وانحاز للشعب، ولم تفلح محاولات الجماعة الإرهابية في شق الصف بين الشعب وشرطته، وعقب تولي اللواء مجدي عبد الغفار لوزارة الداخلية عاد الأمن للشارع المصري وذلك بعد تحقيق طفرة في معدلات الضبط ومداهمة البؤر الإجرامية والقضاء على الإرهاب وخلاياه من خلال الضربات الاستباقية التي يوجهها الأمن الوطني للعناصر المتطرفة والإرهابية.
ومن خلال تفعيل منظومة حقوق الإنسان بالوزارة عادت الثقة والتقارب بين الشعب وشرطته وأصبحت العلاقة أقوى مما كانت عليه.
تضحيات الشرطة وشهدائها
قالت مصادر أمنية مطلعة لبوابة روزاليوسف إن وزارة الداخلية خلال عام 2017 قدمت 153شهيدا "37 ضابطا و55 فردا و58 مجندا و3 خفراء".
وكان من بين الشهداء لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية 3 سيدات من الشرطة النسائية واستشهدن أثناء تأدية واجبهن في حراسة وتأمين كنيسة الإسكندرية، وهن: العميد نجوى الحجار والنقيب أسماء إبراهيم والعريف أمينة رشدي.
4 سنوات في محاربة الإرهاب
عقب سقوط جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها ومعاناتها من الإفلاس السياسي وكشف النقاب عن وجهها الحقيقي للشعب لجأت إلى العنف وحمل السلاح والمتفجرات وانبثقت من جماعة الإخوان عدة جماعات إرهابية، وهي أنصار بيت المقدس التي تلطخت يدها بدماء الأبرياء واستهداف مؤسسات الدولة واستطاع الأمن الوطني استئصال جذورها من البلاد ولم يتبق سوى عناصر فارة منفردة وانبثق من جماعة الإخوان الإرهابية أجناد مصر وحركة غلابة وحركات إرهابية أخرى استطاعت وزارة الداخلية استئصالها من خلال توجيه الضربات الأمنية الاستباقية، وقدم رجال الشرطة خلال المواجهات خيرة أبناء الوطن ليسجلوا صورهم في لوحة الشرف.



