رابطة الخان الثقافية تحارب الإرهاب بالفكر
كتبت - هبة جلال
قال "الشريف منجود" مؤسس رابطة الخان الثقافية لـ"بوابة روز اليوسف" ان الرابطة كان تأسيسها عام 2006 بواسطة أربعة من شباب كان لديهم هدف عمل حراك ثقافي بين جمهور الشباب الذي يمثل النسبة الأكبر من سكان مصر خصوصا أن هناك حالة من عزوف الشباب الجامعي وما بعد الجامعي عن الثقافة والفن، وأكد خلال حديثه عن نشأة الرابطة أن المؤسسين أصحاب رؤية يظنها مختلفة في تقديم الفنون والثقافة بعيدة عن القواعد الثابتة المتعارف عليها فيقدمونها بشكل شبابي.
وأوضح أنهم أرادوا أن يخرجوا المثقف من برجه العاجي إلى الشارع فهناك إيمان بأهمية وجود المثقف الثوري، وأضاف قائلا إننا استطعنا في بداية الأمر التعاون مع المخرج الكبير "علي بدرخان" بمكتبته بالهرم وقمنا بعمل نشاط بها لمدة عام كامل وكان هذا النشاط قائما تدريب الشباب على القراءة النقدية واستطعنا خلال هذا العام تكوين قاعدة جماهيرية بين جمهور المكتبة وصار هناك ما يأتي المكتبة لحضور جلساتنا، وأصبحنا معروفين بالشارع. ثم انتقلنا بعد ذلك لأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة وكان ذلك بمساعدة الدكتور وائل غالي شكري عميد المعهد العالي للنقد الفني وأستاذ علم الجمال بالأكاديمية والذي صار مرجعًا لنا في طرح المواد التي تناقش وكان موجهًا لنا بفكره وحماسه لإقامة جلسات تدريبية، وقمنا أثناء ذلك بعمل مجموعة ورش الكتابة وكان ذلك بمثابة نواة لفكرة الورش التي قدمنها في عام 2013 تحت مشروع كبير باسم "خان الورش" الذي لاقى نجاحًا كبيرًا بين جمهور المبدعين من الشباب في شتى المجالات الكتابة الإبداعية والتمثيل والارتجال والديكور وورش في السينما والمسرح.
وقبل ذلك المشروع كنا قد قدمنا مشروعًا آخر تحت اسم "دورة الإمام محمد عبده للتنمية الثقافية" وكان ذلك مع قطاع الفنون التابع لوزارة الثقافة بأحد مقراتهم وهو مركز الجزيرة للفنون تحت رئاسة الدكتورة "إيناس حسني" التي بذلت مجهودًا كبيرًا معنا خلال الفترة التي قضيناها بالمركز ذلك ظل لمدة أربع سنوات بدأت منذ 2011، واستطعنا من خلال هذا الدورة التثقيفية ببرنامجها المتقدم في قراءة الفنون والتاريخ والأدب وفي ممارسة النقد والتفكير العلمي والتدريب على تنمية الوعي استضفنا ما يقرب من حوالي ثلاثمائة شاب على مدار سنة وتم تطويرهم ثقافيا.
وأشار "منجود" إلى أنهم خلال هذه الدورة استطاعوا عمل مشروع آخر جديد وهو مجلة "الخان الثقافية" وهي بمثابة نافذة لهؤلاء الشباب يخرجون من خلالها آراءهم وأفكارهم الثقافية فجاء الإصدار الأول من المجلة في نوفمبر 2011 وأصدرنا بعد ذلك العدد الثاني والثالث والرابع أيضا وكانت الفكرة كلها قائمة على تطوير الشباب ليهتموا بالثقافة وحرصوا على أن تكون منتجًا مغريًا في عيونهم ويستطيعون الحصول عليه في أي وقت وألا تقدم بالشكل الكلاسيكي القديم الذي كان سببًا في عزوفهم عنها وأكد أن الأربعة أعداد من مجلة الخان التي تم طرحها بالأسواق حققت نجاحا نسبيا بين المهتمين بالنشر الثقافي ويكفي أن أقول لك أن المجلة استطاعت أن تنشر لكتاب خارج القطر المصري من السودان وتونس والأردن والمغرب والعراق هذا بجانب نشر لجموع كبيرة من الشباب المبدع في محافظات مصر وقمنا بتوزيع المجلة في الصعيد ولاقت نجاحًا كبيرا على مستوى المجلات الثقافية وتم استضافتنا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعام2015، بدعوة من الكاتبة الدكتورة "سهير المصادفة" والتي تحمست لنا وقامت بعمل ندوة على المجلة، هذا وأيضا على المستوى النشر الإلكتروني والحراك على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية فإن بعض المواقع الإلكترونية خارج القطر العربي خاصة بألمانيا، حيث أخبرنا أحد الباحثين أن مجلة الخان موضوعة ضمن المجلات العربية التي تعبر عن الشارع المصري بإحدى الجامعات هناك، كل ذلك جعلنا نشعر بأننا نقوم بعمل شيء يحقق أثرًا في الشارع المصري.
وتابع أنهم قاموا بعمل مشروع واكب صدور المجلة وهو "الإنتاج الفني" وقمنا بإنتاج فيلم بعنوان "الذي في الحرف يكمن" عن سيرة الشاعر "حسن طلب" وكانت مدته ثلاثين دقيقة وهو فيلم وثائقي عن حياة هذا الشاعر، وهو الفيلم الأول بالمسيرة التي سرنا بها. وهدفنا من هذه الخطوة هو تسجيل التاريخ الثقافي المصري من خلال شخصيات أدبية أو شخصيات أثرت في الحياة الأدبية بشكل مختلف وهي لغة السينما التي لها جمهور عريض دون شك، فكان ذلك هو الهدف من عمل هذا الفيلم.
وأيضا قمنا بإنتاج مسرحيتين الأولى كانت مسرحية "ميمون وشفيقة" وتم عرضها بساقية الصاوي في عام2013 وتم عرضها بمهرجان آفاق ونالت جائزة أحسن ممثل وأحسن مخرج. والثانية كانت عرض "ملوش اسم" بمركز الجزيرة للفنون ولقيت نجاحًا كبيرًا وكانت تنتقد مفاهيم جماعة الإخوان عن الثقافة والفن وعرضت في وقت حكمهم، وكان هذا هو التحدي.
وعن جديد الخان كشف "منجود" عن مشروع كتابة الرواية الذي بدأ مع بداية 2017 وهدفهم من المشروع مساندة كتاب الرواية الجدد لأن يكتبوا روايتهم الأولى بالفعل هناك الآن ما يقرب من 25 متدربا بدءوا في تسطير مشاهد روايتهم ضمن تدريبات عملية وجدول زمني لإتمام ذلك، وكشف "منجود" أنه على الرغم من كل هذه الأنشطة إلا أن هناك أزمات تعرضت لها الرابطة وما زالت تتعرض لها حتى الآن وهي الدعم المادي حيث إن صندوق التنمية الثقافية ساهم معهم بنشر العدد الأول فقط من المجلة ولكن باقي الأربعة أعداد تم نشرها بجهود ذاتية من مؤسسي الرابطة، وهذه الأزمة جعلتنا نتوقف عاما كاملا.
وشدد على أنهم يسعون للرجوع مرة ثانية خلال الفترة القادمة وأنهم يسعون جاهدين خلال هذه الفترة لعمل فيلم سينمائي ثاني لهم ويقومون بالتحضير له حتى يحددوا شخصية العمل وكيفية تناولها به، كما أنهم يضعون خطة لإقامة مقر ثابت لهم وعمل موقع إلكتروني وعودة مجلة الخان مرة ثانية وإصدار العدد الخامس منها ومشروع التوثيق الفني وسيكون هدفنا الأساسي للرابطة ككل هو محاربة الإرهاب بالفكر وهذا هو الحل الوحيد من خلال وجهة نظر شباب الخان وهو تصدير فكر التسامح والسلام من خلال الفنون التي نقدمها.



