لن تصدق.. نحن الآن 22 مايو 2010 بإثيوبيا فأين ذهبت الثماني سنوات؟!
إذا كنت فاتك قطار الزواج، أو اقتربت من سن المعاش، فيمكنك أن تعود أصغر بمقدار ثماني سنوات، فقط إن سافرت من بلدك إلى إثيوبيا.
هذه ليست مزحة، فنحن الآن ٢٢ مايو ٢٠١٠، حقيقة معاشة في إثيوبيا تلك الدولة الإفريقية الشقيقة.
تخيل، ثورة يناير وما تلاها من ثورة ٣٠ يونيو لم تحدث، ولم تشهد الأوطان العربية ما شهدته من دمار طيلة الثماني سنوات، وكأن كل هذه السنوات كانت مجرد حلم ورؤية استشرافية للمستقبل.
من دون تخيلات، العالم فعليًا يعيش اليوم ٣٠ يناير ٢٠١٨، بينما إثيوبيا فقط على وجه الكرة الأرضية تعيش ٢٢ مايو ٢٠١٠، فما هي الحكاية؟
الحكاية أن إثيوبيا تعتمد فقط التقويم القبطي الخاص، بها فقد حذفت من عجلة الزمن ثماني سنوات قبعت خلالها تحت سلطة الاحتلال الإيطالي.
وفي كل عام تحتفل إثيوبيا، حكومة وشعبًا، بذكرى معركة "عدوة" الشهيرة، التي هزمت فيها القوات الإثيوبية، قوات المستعمر الإيطالي في عام 1896.
وعدوة مدينة تقع شمال البلاد، حيث تشهد احتفالات حاشدة، بينما يحتفل سكان أديس أبابا بوسط العاصمة أمام النصب التذكاري لضحايا الغزو، بميدان الإمبراطور "مليك الثاني".
وفي ذلك اليوم يرتدي المواطنون الزي الوطني، ويبارك بعضهم البعض ذكرى النصر، فيما تطهى الأطعمة وتذبح الذبائح، ويتبادل الإثيوبيون الزهور في احتفالاتهم بعيد رأس السنة.
وتتمسك إثيوبيا بتقويم الكنيسة القبطية، المعروف محليا بالتقويم الإثيوبي، الذي يتأخر ثماني سنوات عن التقويم الميلادي المعتمد عالميا.
وتبدأ السنة الإثيوبية في شهر سبتمبر، حيث احتفالات العام الجديد، وتتكون السنة من 13 شهرا، ويبلغ عدد أيام جميع أشهرها ثلاثين يوما، باستثناء الشهر الـ13، فعدد أيامه خمسة فقط، ويكون ستة أيام في السنة الكبيسة التي تأتي مرة كل أربعة أعوام.
ويبلغ عدد سكان إثيوبيا نحو ١٠٠ مليون، يتشكلون من ٨٨ قبيلة رئيسية منتشرة في أرجاء الدولة ذات الطبيعة الخلابة، التي يكثر بها الأشجار والنباتات رائعة الجمال.
ويمتاز الإثيوبيين، بالطيبة والالتزام بالقوانين التي تفرضها السلطات، ففي الشارع يلفت نظرك وقوف مواطنون بسطاء في طابور لاستقلال المواصلات، حيث ينظم المواطنون أنفسهم.
ويتحدث الإثيوبيون اللغة الأمهرية، وعدد كبير يتحدث اللغة الإنجليزية، وقليل يتحدث العربية.
وتمتاز إثيوبيا بإنتاج أجود أنواع البن في العالم، وتنتشر بها مراعي الماشية والثروة الحيوانية بما يقارب ٣ ملايين رأس، فيما ينتج المواطنون ثروة داجنة تلاحظ جودة سلالاتها في الأسواق.
وتشهد العاصمة أديس أبابا حركة عمران ملحوظ، في ظل ارتفاع معدلات التنمية بالبلاد.
.jpg)



